مختارات من جرون نامه.. كتاب يحقق فيه حاكم الشارقة مخطوطاً فارسياً قديماً

مختارات من جرون نامه.. كتاب يحقق فيه حاكم الشارقة مخطوطاً فارسياً قديماً
مختارات من جرون نامه.. كتاب يحقق فيه حاكم الشارقة مخطوطاً فارسياً قديماً

أصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كتاباً جديداً بعنوان «مختارات من جرون نامه»، يحقق فيه سموه مخطوطاً فارسياً قديماً.
يحتوي هذا الكتاب على مجموعتين من الأحداث والقصائد، والتي كتبت بين عامي 1032 و1042 هـ. لقد تم وضعهم في النظام. "سجلات حرب قشم"، التي كتبها شاعر فارسي، وهي سرد شعري لغزو جزيرة قشم من قبل القوات الإيرانية.
الكتاب الذي يتميز بجمال في شكله وعرضه، وتحفة فنية على ما احتواه من مخطوطات وصور جميلة، يحتوي عل صور مأخوذة من النسخة الأصلية من المخطوط، بالإضافة إلى صور من المخطوط نفسه، وهو باللغة الفارسية، وهو من إصدارات دار منشورات القاسمي، وقصة "جرون نامه" أو "كتاب جِرون" هي قصة تاريخية فارسية، كتبها الشاعر الفارسي جِرون في القرن 11 الهجري (17 قرن ميلادي). الكتاب يتضمن مختارات من القصص والأشعار، ويعتبر تحفة فنية تاريخي.
يحوي الكتاب مجموعة من الموضوعات، المقدمة، فالتمهيد، والفصل الأول يتحدث عن احتلال قشم من قبل الانجليز والفرس، والفصل الثاني يتحدث عن الفرقة العسكرية من الأكراد في الجيش الفارسي.
والفصل الثالث يتحدث عن حصار هرمز وسقوطها في أيدي الانجليز والفرس، والفصل الرابع يتحدث عن احتلال الفرس مدن الساحل الشرقي لعمان، ثم هوامش الكتاب، وهو كتاب يحوي عدداً كبيراً من الهوامش، جعلت في آخر هذا التحقيق العلمي.
"جارون نامه" أو قصة جارون، قصيدة للقادري (عاش حتى سنة 1043 هـ)، تحتوي من حيث المحتوى على الأحداث المحيطة بفتح قشم ووصف مفصل لهجوم القوات الإيرانية على جزيرة هرمز وفتحها.
يحتوي هذا العمل على معلومات قيمة حول التطورات السياسية والاقتصادية في الخليج العربي في القرن الحادي عشر، تزامناً مع نهاية السيطرة البرتغالية في هرمز وبداية دخول الأوروبيين على نطاق واسع إلى الطرق البحرية في المنطقة.
في بداية مقدمة الكتاب يقول صاحب السمو: في الحادي عشر من شهر فبراير من عام 1994، عثرت على مخطوط فارسي بعنوان «جرون نامة» أي كتاب «جرون» في المكتبة البريطانية برقم 7801، ومؤرخ بتاريخ ألف ومئة وتسعة للهجرة، الموافق لعام ألف وستمئة وسبعة وستين الميلادي، وقد كتب شعراً، وقد ذكر في تعريف المخطوط لدى المكتبة البريطانية، أنه كتب من قبل «قدري»، سنة ألف ومئة وتسعة للهجرة.
قصة جيرون أو "جيروننامه" هي قصيدة لشاعر اسمه قادري. ولم يرد عنه شيء في المصادر التاريخية والأدبية في العصر الصفوي.
المصدر الوحيد الذي استطعنا الحصول منه على معلومات عن "قدري" هو قصيدته الخاصة، والتي، يا للأسف، لا تذكر المؤلف إلا عندما يكون كبيرًا في السن ولا تشارك أي معلومات أخرى. ولا أعلم من هو، ويرجح أن نسب الشيرازي المذكور في المصادر الحديثة هو لتشابه اسمه مع القادري الشيرازي المذكور.
وبين ذلك التاريخ والحوادث التي ذكرت في المخطوط، خمس وسبعون سنة، أما المؤلف فلم يستطع الاستدلال عليه، ثم يقدم بتعريف ما هي جرون، ويتحدث عن معناها، وأين تقع هذه الجزيرة، ثم يسرد المؤلف في كتابه، وتحقيقه، الموضوعات التي جاءت في المخطوط، وكيف أنه انتقى منها موضوعات تناسب النشر.
لكن ومن الطريقة الباردة التي وصف بها "قادري" فتح قشم وهرمز، يتبين أنه لم يكن هو نفسه من بين المقاتلين، وربما لم يكن حاضراً في ساحة المعركة، لأنه لم يتحدث بعناية شديدة في ذكر أوقات المعركة وتفاصيلها، وفي هذا الصدد يتفوق على الشاعر المجهول في حرب قشم
ويروي القادري ما رواه عمن حضر ساحة المعركة، ويذكر حديثنا "شيخ القطا". ولكن وصف صلاحيات الإمام قلي خان ومجالسه الاستشارية دقيق ومفصل بحيث يمكن القول بأنه كان رفيقاً وشريكاً، وهذا ما يمكن ملاحظته أيضاً في الآيات العديدة الواردة في نص الجيرونامة. ومن الممكن أن نرى أنه كان رجل احتفالات وليس رجل حرب.
ويقول صاحب السمو: لقد وجدت في المخطوط موضوعات لا تصلح للنشر، فمنها في بداية المخطوط مادة دينية، ورواية خيالية، فأبعدتهما من التحقيق، كما وجدت عشر رسومات لطراز فارسي، فأبعدت منها ما يخدش الحياء. فيما يشير خلف إلى أن المخطوط انتقي منه ما يصلح للباحث، والقارئ، من حيث الموضوعات والصور.
ويذكر سموه في بعض التفاصيل حيث يقدم الكتاب قصة عن قيام القوة الكردية بقيادة زنكنة بالإبحار إلى دبا على الساحل العربي، فقابلتها مقاومة شديدة اضطرت بعدها للتوجه إلى ساحل عُمان الغربي ناحية الشارقة، والتي كان حاكمها آن ذاك، الشيخ فاهم بن أحمد.
1. ومما تتذكره هذه المختارات أنه على بعد بضع كيلومترات إلى الشرق من مدينة الشارقة. أقام زنكنة معسكره هناك، وتمّ حفر بئر للمياه بواسطة فلاح، مسؤول التموين، (بئر فلاح: قائم حتى اليوم) إلى الغرب من معسكر القوات الفارسية، كانت هناك بيوت الغفلة، الذين وردوا من العراق مع الشيخ فاهم بن أحمد القاسمي على بئر يقال له: سويحان، (طوي سويحان ى في البقعة التي شيّد المعسكر الفارسي عليها.
قام فلاح مسؤول التموين، بذبح عدد من أغنام الغفلة، وقد شاهدهم راعي غنم الغفلة، فأخبر شبابهم، الذين قاموا في تلك الليلة بذبح فلاح ومن ومعه. خاف الغفلة من انتقام الجيش الفارسي، فاقتلعوا خيامهم، وهربوا شمالاً.

التعليقات

فيديو العدد