سحر الطبيعة في بريتش كولومبيا...
العدد 162 - 2025
بريتش كولومبيا، المقاطعة الواقعة في أقصى غرب كندا، هي واحدة من أكثر المناطق سحرًا في البلاد، حيث تمتزج الطبيعة الخلابة بالحياة الحضرية النابضة، وتتنوع معالمها ما بين جبال شامخة، وغابات مطيرة كثيفة، وسواحل مترامية، ومدن عصرية تحتضن الثقافة والفنون. تجذب هذه المقاطعة ملايين السياح سنويًا من مختلف أنحاء العالم، بحثًا عن المغامرة، والاسترخاء، والجمال الطبيعي الذي لا مثيل له. في هذا التقرير نستعرض أبرز الوجهات السياحية التي تستحق الزيارة في بريتش كولومبيا.
تُعد مدينة فانكوفر من أكثر مدن كندا حيوية وجاذبية. تقع على المحيط الهادئ وتحيط بها الجبال من جهة والغابات من جهة أخرى، مما يجعلها وجهة سياحية فريدة تجمع بين الطبيعة والحضر. أهم المعالم:
هو جوهرة طبيعية وثقافية تقع في قلب مدينة فانكوفر الكندية، ويُعد من أكبر وأقدم الحدائق الحضرية في كندا، إذ يمتد على مساحة تزيد على 400 هكتار. تحيط به مياه المحيط الهادئ من ثلاث جهات، ويجمع بين الطبيعة البكر والمعالم السياحية الحديثة، مما يجعله وجهة محببة للسكان المحليين والزوار من حول العالم.
أحد أبرز معالم ستانلي بارك هو "السي وول" (Seawall)، وهو أطول ممر ساحلي متصل في العالم، يبلغ طوله نحو 9 كيلومترات، ويُستخدم للمشي وركوب الدراجات والتزلج على العجلات، ويوفر مناظـر خلابة للمحيط، وساحل فانكوفر، وجبال الشمال. داخل الحديقة، تنتشر الغابات الكثيفة التي تضم أشجارًا ضخمة يتجاوز عمر بعضها 800 عام، ما يمنح الزائر شعورًا بأنه في قلب غابة طبيعية رغم قربه من المدينة.
الحديقة تحتوي أيضًا على مجموعة من أعمدة التوتيم التي تعكس تراث السكان الأصليين في كولومبيا البريطانية، وهي من أكثر الأماكن تصويرًا في فانكوفر. بالإضافة إلى ذلك، توجد فيها معالم سياحية مثل حديقة الورود، وملاعب، ومناطق للعب الأطفال، ومسارح في الهواء الطلق.
تُعتبر ستانلي بارك أكثر من مجرد مساحة خضراء؛ إنها رمز لهوية فانكوفر الثقافية والطبيعية، وتقدم تجربة متكاملة تجمع بين الاسترخاء، والاستكشاف، والتعلم، والارتباط العميق بتاريخ المنطقة.
هو أحد أبرز المعالم السياحية في فانكوفر، كولومبيا البريطانية، ويُعد وجهة مميزة لمحبي الطبيعة والمغامرة. يقع الجسر في شمال فانكوفر ويعبر فوق نهر كابيلانو، على ارتفاع يقارب 70 مترًا وطول يبلغ حوالي 137 مترًا. هذا الجسر الخشبي المعلق يتيح للزوار تجربة فريدة من نوعها، حيث يسيرون بين أعالي الأشجار وسط مناظر طبيعية خلابة من الغابات المطيرة الكثيفة.
تم بناء الجسر لأول مرة في عام 1889 باستخدام الحبال والخشب، لكنه خضع لتجديدات عديدة عبر العقود ليصبح اليوم أكثر أمانًا واستقرارًا، دون أن يفقد طابعه التاريخي والمثير. الجسر لا يُعد فقط تجربة مشي مثيرة، بل هو مدخل لمجموعة من الأنشطة الأخرى ضمن "حديقة كابيلانو"، منها ممشى "تري توب أدفنتشر"الذي يربط بين قمم الأشجار عبر جسور خشبية صغيرة، وممشى "كليف ووك" الذي يمتد على حافة منحدر صخري فوق الوادي.
المنطقة تحتضن أيضًا عروضًا ثقافية وفنية تسلط الضوء على تراث السكان الأصليين، مثل أعمدة التوتيم المنحوتة يدويًا، وجولات تعليمية عن النظام البيئي للغابات المطيرة الساحلية. كما تتوفر منشآت للزوار مثل المقاهي، ومتاجر الهدايا، ومراكز المعلومات. يُعد جسر كابيلانو تجربة لا تُنسى لعشاق المغامرة، ومكانًا يجمع بين الطبيعة، والتاريخ، والإثارة.
هي واحدة من أبرز الوجهات الثقافية والسياحية في مدينة فانكوفر الكندية، وتتميز بجوها الفني النابض بالحياة وموقعها الفريد على ضفاف خليج فالس كريك (False Creek) قرب وسط المدينة. رغم اسمها، فإنها ليست جزيرة حقيقية، بل شبه جزيرة صناعية تحوّلت إلى مركز حضاري مميز يجمع بين الفن، الطعام، والتسوق في بيئة مريحة ومليئة بالحيوية.
أشهر ما يُميز الجزيرة هو السوق العام، وهو سوق مغطى يضم مجموعة كبيرة من الباعة المحليين الذين يعرضون منتجات طازجة من الفواكه والخضراوات، اللحوم، الأسماك، المخبوزات، الجبن، والحلويات. يعتبر هذا السوق جنة لعشاق الطعام، كما يضم محلات لبيع المشغولات اليدوية المحلية ومنتجات فريدة لا تجدها في المتاجر التقليدية.
الجزيرة تحتضن أيضًا العديد من المسارح والمعارض الفنية مثل “The Arts Club Theatre” و”Granville Island Stage”، إلى جانب أكاديمية فنون مخصصة للأطفال ومجموعة من ورش العمل الفنية التي تقدم عروضًا ومعارض لفنانين محليين. كما تضم المنطقة مطاعم ومقاهي متميزة، خاصة تلك التي تطل على الماء وتقدّم مأكولات بحرية طازجة ومبتكرة.
إضافة إلى ذلك، تُعد غرانفيل مكانًا مناسبًا للعائلات، حيث توفر أنشطة ممتعة للأطفال، بما في ذلك حديقة ألعاب ومركز علوم صغير. ويمكن الوصول إليها بسهولة بالقوارب المائية الصغيرة أو سيرًا على الأقدام من وسط المدينة.
هي واحدة من أشهر الوجهات الجبلية في كندا والعالم، وتقع على بُعد حوالي ساعتين شمال فانكوفر على الطريق الساحلي الجبلي المذهل المعروف بـ Sea-to-Sky Highway. تُعد هذه القرية الصغيرة موطنًا لمنتجع ويسلر بلاككومب، وهو أكبر منتجع تزلج في أمريكا الشمالية من حيث المساحة، ويجذب أكثر من مليوني زائر سنويًا على مدار العام.
تُعرف ويسلر بأنها جنة لعشاق الرياضات الشتوية، وخاصة التزلج على الجليد والتزلج بالألواح، حيث تضم أكثر من 200 مسار تزلج موزعة على جبلين ضخمين: ويسلر وبلاككومب. كما تتميز بوجود مصاعد متطورة، من أبرزها Peak Gondola، التي تربط بين الجبلين وتوفر إطلالة بانورامية مدهشة على قمم الجبال والغابات الثلجية.
لكن جمال ويسلر لا يقتصر على فصل الشتاء فقط، فهي أيضًا وجهة مثالية في فصلي الربيع والصيف. حيث تتحول المنطقة إلى مركز لرياضات الهواء الطلق مثل ركوب الدراجات الجبلية، المشي في المسارات الطبيعية، التسلق، والتجديف. وتضم القرية نفسها عددًا كبيرًا من الفنادق الفاخرة، والمطاعم العالمية، والمحلات التجارية، والمعارض الفنية.
وقد زادت شهرة ويسلر عالميًا بعد استضافتها عددًا من فعاليات الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2010، مما ساهم في تعزيز بنيتها التحتية وجذب السياح من جميع أنحاء العالم.
هو واحد من أجمل الوجهات الطبيعية في كندا، ويقع في جنوب مقاطعة كولومبيا البريطانية، على بُعد حوالي أربع إلى خمس ساعات بالسيارة من فانكوفر. يتمتع الوادي بمناخ شبه صحراوي مشمس وجاف، وهو من أدفأ المناطق في البلاد، مما يجعله مقصدًا شهيرًا على مدار العام للزوار الباحثين عن الطبيعة والأنشطة الخارجية.
المنطقة تشتهر ببحيراتها الساحرة، وعلى رأسها بحيرة أوكاناغان التي تمتد بطول أكثر من 135 كيلومترًا، وتوفر فرصًا رائعة لممارسة الأنشطة المائية مثل السباحة، التجديف، ركوب القوارب، وصيد الأسماك. تنتشر حول البحيرة الشواطئ الرملية الجميلة التي تُعد مثالية للاسترخاء أو قضاء يوم ممتع مع العائلة.
يضم الوادي أيضًا عددًا من المدن والبلدات الساحرة، مثل كيلونا، وبنتيكتون، وفيرنون، التي تتميز بأسواقها المحلية، ومطاعمها الراقية، وحدائقها الجميلة. يمكن للزوار الاستمتاع بمسارات المشي وركوب الدراجات التي تمر عبر الطبيعة الخلابة، أو زيارة الحدائق النباتية والمتنزهات الإقليمية التي تزدهر بالأزهار والنباتات المحلية.
في الصيف، يصبح أوكاناغان وجهة مثالية لمحبي الشمس والمياه، بينما في الخريف تتحول المناظر الطبيعية إلى مزيج رائع من ألوان الأحمر والبرتقالي والذهبي. أما في فصل الشتاء، فتُقدم جبال المنطقة فرصًا رائعة للتزلج وركوب اللوح على الثلج، خاصة في منتجعات مثل بيغ وايت (Big White) قرب كيلونا.
التعليقات