الجلسة الختامية لملتقى "يا زمان الوصل" تناقش: المرأة وتجربة النقد الأدبي قديماً وحديثاً

إن تاريخ المرأة في الثقافة العربية شهد تجاهلاً وإغفالاً تؤكده متون الأدب العربي القديم، وإن مثل هذا التجاهل قد شهدته أيضا الثقافات العربية القديمة والحديثة، وهذا مايثبته تاريخ الحركات النسوية ونضالها الطويل ضد مظاهر القمع الموجه ضد النساء، بل إن المفكرات الليبراليات أوضحن أن مرجع مظاهر التمييز والقمع قائم على أساس عادات وتقاليد راسخة في الثقافة الغربية الذكورية، ويستحيل على النساء تجاوزها..

أزهى عصورها

المرأة والنقد

الكتابة النسوية

مشيرة الدكتورة الهاشمي بأن الكتابة النسوية بكل أشكالها ومنها النقد، فنعني ماتحمله هذه المدونة المكتوبة من عطاء إبداعي ودورها من القضايا التي تطرحها، وانفتاح اللغة الأدبية التي توظفها المرأة المبدعة على خاصية التجربة النسوية، وأوضحت: إلا أن العقلاء يدركون أن لا قيمة لهذا المصطلح لأن النص الأدبي بناء فني ينهض استناداً إلى الموهبة والخبرة والمعرفة والقدرة اللغوية، وليس لجنس الكاتب أو كاتبته، واستشهد أنصار هذا الرأي بما قاله نابغة الذبياني للخنساء.

وتطرقت الهاشمي إلى مفهوم النقد وأدوات ممارسته في أروقة الجامعات والمعاهد ما جعلها عل اطلاع جيد في معظم الآثار النقدية الغربية بفعل حركة الترجمة.

الناقدات المعاصرات

التجارب النسوية

تناولت الدكتورة هند المشموم في حديثها تحت عنوان (المرأة وتجربة النقد قديماً وحديثاً) الجانب التاريخي في مرحلة الستينات والسبعينات من القرن العشرين والمعتمد على حركة تحرير المرأة التي طالبت بحقوقها المشروعة مع الرجل بالمساواة والحرية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، من هذا الجانب وقفت على تاريخ الأوساط الأدبية النسائية فترة ماقبل الإسلام بدءاً بالعصر الجاهلي حين احتكم شاعران لإمرأة في شعر التفضيل في الشعر امرؤ القيس وعلقمة بن عبده الفحل فحكمت بينهما أم جندب ولعل سوق عكاظ أحفل المجامع الأدبية، فقد برزت شخصية الخنساء التي وقفت في سوق عكاظ في مكة المكرمة مروراً بالعصر الإسلامي، نجد أن الإسلام مهد لها أن تتبوأ مكانة عالية ورفيعة، وزوجات الرسول صلى ًالله عليه وسلم، خير من يستشهد بهن، روي عن عائشة رضي الله عنها: الشعر كلام فيه الحسن وفيه القبيح، فخذ الحسن، واترك القبيح، ويمكننا أن نعرج للعصر الأموي: حيث لقيت المرأة مكانة مرموقة انعكست في نشاطها الأدبي والفني، وخير من يمثل ذلك سكينة بنت الحارث حين أقامت مجلس أدبي في منزلها في أواخر القرن التاسع عشر، لم تكن الوحيدة لكنها الأبرز.

العصر الحديث

وأوضحت الدكتورة هند المشموم: بأن في العصر الأندلسي شاع دور المرأة في القرن الحادي عشر مثل (ولادة بنت المستكفي) صاحبة صالون أدبي يسبق تلك الصالونات التي كانت أديبات فرنسا وكواكبها الاجتماعية والأدبية اللامعة يفدن إليه، وكان صالون ولادة في قرطبة مركز جذب الأدباء والساسة يتنافسون على حبها، امتازت ولادة بالبلاغة والفصاحة، كانت من رواد الحركة النسوية قبل أن يشيع استخدام هذا المصطلح، وأثبتت المرأة دورها في العصر الأندلسي بقدرة على قول الشعر في عصر الملوك والطوائف، فقد تحولت بيوت بعضهن إلى أندية تجمع رجال العلم والأدب.