هدى المطروشي.. أول ميكانيكية إماراتية
العدد 158 - 2024
الرقيب أول فني بيطري موزة السويدي من قسم التفتيش الأمني بشرطة الشارقة، حدثتنا عن تجربتها الفريدة في التعامل مع الكلاب البوليسية، وعن الصعوبات التي تواجهها خاصة أنها خاضت مجالاً جديداً وغير مألوف للمرأة.
قبل أن أذكر ما هي وظيفتي العملية، أود أن أذكر وظيفتي الفعلية! إنني أشغل عدة وظائف منها الابنة، الأخت، الزوجة والأم، وأخيراً وظيفتي وهي رقيب أول فني بيطري في قسم التفتيش الأمني، الكلاب البوليسية في شرطة الشارقة. وإنني سعيدة في بذل جهدي في جميع هذه الوظائف كوني امرأة وأماً إماراتية عاملة في تخصص البيطرة الخصب في دولتنا.
إن طبيعة عملي في قسم التفتيش الأمني تقتصر على التعامل الأولي مع الكلاب البوليسية، وهي أهم عنصر في عملية التفتيش الأمني، حيث إن صحة الكلاب تنعكس على وظيفتها الأمنية، ووظيفتي هي الحفاظ على صحتها.
من الصعوبات التي من الممكن أن أواجهها هي السلوكيات المفاجئة التي تطرأ على الكلاب، بالأخص الجديدة منها أثناء الفحص، ولكن الثقة المتبادلة بين فرع الخدمات البيطرية ومدربي الكلاب البوليسية تساعدنا على التغلب على هذه الصعوبات، كما أنني أحب مواجهة التحديات التي تلهمني للوصول إلى الحلول المناسبة والتعلم منها.
كامرأة شابة طموحاتي لم تقف على التخرج بامتياز والعمل في مجال تخصصي، إن سلم طموحاتي يواصل في النمو يوماً بعد يوم؛ فبالطبع النجاح في مجالي البيطري من أهم طموحاتي من حيث الابتكار وصنع بيئة ملائمة وصحية لأصدقائي الكلاب البوليسية، والأهم هو صنع الاختلاف بالابتكار والتماشي مع عصر التطور التقني وترك بصمة إيجابية في كل خطوة.
هناك الكثير من الأهداف التي أسعى لتحقيقها، ولكن من أهمها هي المواصلة في إدارة الوقت بين وظيفتي وعائلتي وهواياتي وتحقيق طموحاتي الأخرى، حيث إن تحقيق هذا الهدف سيساعدني في تحقيق الكثير من الأهداف الأخرى في صعيد حياتي العملية والشخصية. ومن الأهداف الأخرى التي أسعى إلى تحقيقها هي استكمال دراستي وأخذ دورات تطويرية في مجال البيطرة، وإصدار كتاب وافتتاح مشروعي الخاص بإذن الله.
إن دور أسرتي في حياتي عظيم؛ حيث إنهم الداعم الأول لي في كل شيء في حياتي، لقد مررت بفترات صعبة في سنواتي الأخيرة من دراستي، حيث أنجبت طفلي الأول فيها وكان أداء دور الأم والدراسة أمراً صعباً، ولكن وجود أسرتي ساعدني على تخطي الكثير والتعلم بأنه على الرغم من الصعاب التي نمر بها إلا أن العائلة هي موطننا الوحيد في هذا العالم الموحش، وما زالت أسرتي كريمة بالعطاء.
نصيحتي لكل شاب وشابة: لا شيء مستحيل أبداً! أردت أن أصبح بيطرية وقالوا لي ليس هناك جامعة في دولة الإمارات تدرس هذا التخصص، وعندما التحقت بالتخصص قالوا لي إنه تخصص لا ينفع للمرأة، ولكنني اليوم أعمل بفخر في وظيفة أتعامل بها مع كلاب بوليسية ولم يعجزني شيء. دافع عن حلمك ولا تيأس، وإن وقعت في منتصف الطريق فانهض، تعلم وأكمل إلى أن تصل. عزيزتي المرأة أنت قادرة، لا تدعي شخصاً يخبرك بعكس ذلك.
التعليقات