هدى المطروشي.. أول ميكانيكية إماراتية
العدد 158 - 2024
لم تكن لتكتفي بأن يكون اسمها محدداً برقم يندرج بسجل النفوس المدني فحسب، لأنها كانت ترى الغد يترقب خطاها وهي لم تزل بالأمس بعد، عرفت ميولها وقيّمت توجهاتها العلمية فاختارت الأنسب حسب رؤيتها وكانت صائبة بذلك، وذلك بمؤشر التفوق كتحقيق درجة الامتياز مع مرتبة الشرف بجامعة الإمارات العربية المتحدة بدرجة البكالوريوس بتخصص علم النفس والتربية، لتشدها تطلعاتها للانفتاح على الثقافة العالمية وحصولها على دبلوم المحادثة باللغة الإنكليزية من الجامعة الأمريكية بالشارقة.
دخلت معترك الحياة العملية متخصصةً اجتماعيةً بمنطقة الشارقة التعليمية ولمدة تسع عشرة سنة، درست وتفوقت ولم تنفصل عن عالم الدراسة يوماً ما وبمختلف مراحل حياتها المهنية، فكانت متعطشة للدورات التدريبية تلتحق بها بمختلف المواضيع بغية تطوير قدراتها وتكتسب معرفة ومهارات شمولية بالأداء، ومنها دورات بالحاسوب الآلي، الرضا الوظيفي، التخطيط الاستراتيجي، القيادة الإدارية الفعالة، إعداد البحوث وأوراق العمل، دورة كيف تولد من جديد، لغة الجسد، وغيرها الكثير من الدورات والورش التدريبية التي كانت كفيلة بمدها بكل مقومات النجاح والتميز المهني الذي اتسمت به.
صقلت الشيخة موضي الشامسي خبراتها المهنية على مدى هذه السنين وطورتها لا سيما قدراتها الإدارية، لتشغل منصب نائب الرئيس بنادي الفتيات بالشارقة، ولتميزها بمهمة الإدارة كلفت برئاسة دائرة مراكز التنمية الأسرية بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، ونائب رئيس اللجنة التوجيهية لاستراتيجية الأسرة بالإمارة. وكل يوم من أيام عملها كان يمثل أول الطريق التي رسمت خطوطه بحكمة ونظرة فاحصة مفعمة بروح الإيثار والتفاني وبأي عمل تكلف به، وعليه جاد اجتهادها هذا بثماره من جوائز قيّمة وشهادات تكريم لا حصر لعددها، يحكي كل منها قصة تميزها بما قدمته وما ستقدمه بعمرها المديد بإذن الله.لم تكن يوماً تتطلع لعملها الوظيفي على أنه تكليف محدد بساعات عمل يومية، ولكنها كانت تراه يمتد ليشمل كل أوقاتها، ولم تبخل عليه بما يحتاج من جهد ووقت وتركيز فلم تكن إلا شخصية مؤثرة بكل نشاط شاركت به، كل مؤتمر وكل لجنة كلفت بعضويتها، كان العطاء وبكرم لا يقبل النقاش مطلقاً، فكان حصولها على جائزة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للتميز، وسام الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي للتميز الوظيفي شذرات توجت بها مسيرتها العملية، وكان تكريمها هذا حافزاً لإيقاد جذوة التميز لغدها وبكل منبر حلت أو بأي مهمة تكلف بأدائها، كعضويتها للجنة المعونات التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، عضو مجلس إدارة اللجنة الدائمة لرعاية الأطفال المحرومين من الرعاية الاجتماعية بالشارقة، عضو لجنة الحضانات بالشارقة، عضو لجنة الاستثمار الأعلى (المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة)، عضو مجلس إدارة (أسرة الدار) مؤسسة التنمية الأسرية بإمارة أبوظبي، عضو بالمجلس الاستشاري لكلية الآداب والعلوم الانسانية والاجتماعية، وغيرها من الكثير من العضويات البناءة لكيان المجتمع، وكان لنيلها للجوائز السابقة ولجائزة المرأة الناشطة في القطاع الحكومي ضمن جوائز المرأة العربية وجائزة الشخصية المتميزة في العمل الاجتماعي، أوضح دليل ليقول لها نِعماً أيتها الإماراتية البارة، سددت خطاكِ بالمنحى الصحيح فاستحققت الثناء، وإن كان هدفك هو العطاء الكريم لبلد عشقت اسمه وترابه، فهنيئاً لك أن تنعمي اليوم مع أبنائه الغيارى بكافة المحافل العالمية بتألق رايته وسموها بجميع الميادين والأزمان.
التعليقات