مكانة الأخت في الإسلام
العدد 158 - 2024
فن التعامل مع الآخرين هو ثقافة اجتماعية، يتم جانب كبير منه يتم تلقائياً أو بالفطرة.. الكثير من الناس قد لا يجيد ثقافة فن التعامل مع الآخرين بالرغم من أهميتها كمهارة سلوكيّة اجتماعيّة أساسيّة يجب أن نتحلّى بها ونتعلّمها ونلتزم بها... وتسعى فئة واسعة من الناس إلى اكتسابها، وخاصة الأشخاص الذين يواجهون صعوبات في التواصل مع المحيط الذي يعيشون فيه، ربما يكون ناتجاً عن عدم الجرأة في التعبير عن الذات.
لا يستطيع الإنسان منّا وبأيّ حالٍ من الأحوال الانعزال عن النّاس والبعد عن التّعامل معهم، فسنّة الحياة الدّنيا أن يتعامل النّاس مع بعضهم البعض وأن يسخّروا أنفسهم لخدمة بعض من أجل استمرار هذه الحياة، وبطبيعة الحال ينشأ عن هذا التّعامل والاختلاط مشاكل وخلافات بين النّاس فكلّ إنسانٍ له عقليّة تختلف عن الآخر، ومن أجل هذا تبرز الحاجة إلى وضع معايير ومنهج يحتكم إليه الإنسان في تعامله مع الآخرين بحيث يضمن بناء علاقات إيجابيّة معهم بعيداً عن المشاكل والسّلبيّات التي تعرقل حياة الإنسان وتنغّصها.
نحتاج دائماً إلى مهارة الادراك أو الوعي الاجتماعي حتى نتمكن من التواصل مع الآخرين وفهم مشاعرهم والتعاطف معهم والإنسان بشكل عام هو كائن اجتماعي يميل بطبعه إلى تكوين العلاقات الاجتماعية والتفاعلية مع الآخرين ومن حوله، ويجد من خلال تلك العلاقات الحب والانتماء والتقدير، كما تضيف الإحساس بالسعادة والراحة النفسية والأمان.
في كل يوم يتقابل الفرد مع مجموعة من الشخصيات من الاقارب والاصدقاء وزملاء العمل والافراد في مواقع مختلفة ويقتضي التعامل مع كل هذه المجموعات التعامل بطريقة مختلفة يراعى فيها الآداب العامة واللطف والمبادرة بالاحترام والتقدير والاتيكيت والاستماع للآخر.
خلاصة القول إن فن التعامل مع الآخرين هو طريقة واسلوب أمثل لتكوين علاقات اجتماعيّة صحيّة وسعيدة، ويجب على الفرد الذي يريد تكوين علاقات أن يكون لطيفاً وطيّباً مع الناس وأيضاً قريباً من قلوبهم وذلك حتّى يحصل على انتباههم واهتمامهم، ويمكن فعل هذا عن طريق التبسّم في وجوه الناس، أو عن طريق إيجاد بعض الاهتمامات المشتركة التي تقرّب الناس من بعضهم. أو عن طريق المشاركة في المناسبات والفعاليات المختلفة التي تتيح للشخص فرصة للتعرّف إلى مزيد من الناس.
التعليقات