من قنص الغزالة؟

من قنص الغزالة؟
من قنص الغزالة؟
من قنص الغزالة؟
د. سعيدة بنت خاطر الفارسي

انتبهوا يا سادة، بعد ضمور الاهتمام بالإعلام الوطني لكل بلد -الموجه لتربية الأجيال وتوعيتها وربطها بثقافتها- دخل إلى بيوتنا إعلام قاتل يبث سمومه في الأجواء ويقتنص البراءة حيثما كانت، يسرق أطفالنا وهم في بيوتهم وبين جدران غرفهم، إعلام يبيع لهم الوهم المزيف، إعلام موجه من قبل عدو مجهول، يصنع شبحاً مسخاً متجاوباً معهم، رافضاً لدينه وعاداته وثقافته ومجتمعه وأسرته، إعلام مدمر بلا رحمة ولا هوادة قاصداً متعمداً ذلك التدمير وقنص الضحية بعد سلبها كل عناصر القوة والتجذر والرسوخ والانتماء، والنتيجة رفض واغتراب وهروب عن سلطة الأسرة والمجتمع، ثم هروب من الحياة بأسرها.

ويعتصرنا السؤال: ألا من حلول لما هو حاصل وللقادم الأسوأ؟ أين دارسو علم الاجتماع، أين علماء التربية؟ أين البحوث والجامعات؟ أين دور المدارس التي للأسف اخترق بعضها لتصبح بيئة صالحة لاحتضان هذه الأوبئة؟ أين دور جمعيات المجتمع المدني من احتواء هذه الفئة من الشباب، والاهتمام ببرامج انخراطهم في أعمال تنهض بتنمية روح المواطنة فيهم؟ فكل الدول المتطورة تعمل على إعداد ورسم وتخطيط الخطط لتحقيق تلك الحماية والأهداف، وربطها بالهوية الوطنية لكل بلد، تلك الهوية التي تعد مسؤولية كبيرة على الأسرة على المدرسة على المجتمع على الدولة بشكل عام، مسؤولية يجب الإعداد الجيد لها لضمان الحياة النقية الآمنة، وترسيخ الانتماء في نفوس الناشئة، فلا تعصف بهم رياح العولمة المتطرفة الجارفة، وسموم المتغيرات المليئة بأوبئة تحطم المجتمعات وتعصف باستقرار البشرية والنجاة بها من لهو الأبالسة.
وأخيراً..

ماتت هند لم تستطع أن تتعايش مع التناقضات في جسدها في جيناتها الوراثية والأخرى المكتسبة، بين عاداتها الاجتماعية والأخرى المستوردة التي تلح عليها، بين خوف أمها وحنانها المفرط وبين برودة الخواء والغربة التي تسربت إلى روحها، فمن قنص الغزالة الجميلة؟!

التعليقات

فيديو العدد