"وطن الاستدامة"... يُبرز إرث الإمارات وريادتها في مجال الاستدامة
العدد 156 - 2023
انتشر تدخين "السجائر الإلكترونية"، بين طلبة مدارس في صفوف تعليمية مختلفة، داخل أسوار المدارس أو خارجها، ما دفع الكثير من أولياء الأمور إلى المطالبة بضرورة تشديد الرقابة على الطلبة، وتفتيش حقائبهم، لمنع هذه العادة السيئة بينهم، كما دعت الكثير من المدارس أولياء الأمور إلى ضرورة مراقبة الأبناء جيداً وحمايتهم من مخاطر السيجارة الاكترونية.
خلود إبراهيم، أم لطفلين، قالت:
التدخين عادة سيئة وخطيرة، كان الكثير من الطلاب يمارسونها سراً، بعيداً عن أعين الأهل أو المعلمين. لكن السجائر الإلكترونية سهلت لهم ممارستها في المدارس أو أي مكان آخر، والمشكلة الكبرى هي تقليد الطلبة بعضهم بعضاً في مثل هذه العادات السيئة، وتقليد الأهل كذلك وهم القدوة للأبناء، فهناك أولياء أمور للأسف لايدركون مخاطر السجائر الإلكترونية ويظنون أنها خالية النيكوتين، ولا بأس من استخدامها فهي آمنة!
وهذا ما أكدته "آمنة" وهي معلمة في إحدى المدارس، حيث قالت:
"ننصدم أحياناً من ردة فعل بعض الأمهات، فقبل فترة وجدنا سيجارة إلكترونية مع إحدى الطالبات، وعندما تم استدعاء ولية أمر الطالبة، رفضت بشدة اتهام ابنتها بالتدخين مؤكدة أن هذه ليست سيجارة حقيقية بل هي كاللعبة! بينما أبدت أم ثانية صدمتها بأن ابنتها سرقت منها سيجارتها الإلكترونية، وفوجئنا بالأم توبخ الابنة لأنها تسرق وتسألها من أين تعلمت هذا السلوك الخاطيء! وحين لفتنا نظرها للسيجارة قالت أن هذه السيجارة مجرد تسلية ولا تضر أبداً، وأبدت صدمتها من موقف المدرسة ورفضها له وإصرارنا على توقيعها لتعهد يضمن عدم تكرار ابنتها لهذا التصرف، وقالت: هذه ليست سيجارة حقيقية عليكم مجاراة تطورات الوقت والزمن وتغيير قوانينكم!"
منيرفا الأسعد، أم لأربعة أبناء قالت:
"يصعب السيطرة اليوم على الأبناء، السيجارة موجودة في كافة البقالات وتباع بشكل عادي للصغار كالحلوى، وثمنها لا يتجاوز 25 درهم أي بإمكان الطالب شراؤها من مصروفه الشخصي، والحل يكمن في تكثيف الرقابة من الأهل والمدرسة، وتفتيش حقائب الأبناء، فمنذ فترة كنت عند صديقة لي، واحتجت "للفلاش ميموري" لحفظ بعض الصور، وأكدت لي صديقتي أن هناك واحدة في حقيبة ابنها وقد كان نائماً ، فأحضرتها هي لأفاجأ أنها سيجارة إلكترونية والأم لا تعرف حتى شكلها وتظن أنها الميموري!
ووجدت منيرفا في شغل وقت فراغ الأبناء الحل الأمثل لحمايتهم قدر المستطاع، حيث قالت:
"سجلت ابني في نادي لكرة القدم، فممارسة الرياضة قد تشغله وتجعله يفكر في نمط حياة صحي ويبتعد عن التدخين."
وقالت هدير أن كثيراً من الطلاب يرغبون في التدخين من باب التقليد، أو الفضول لمعرفة المتعة التي يحصل عليها زملاؤهم المدخنون، وأحياناً لإثبات أنهم لا يقلّون جرأة عنهم. لكنهم لا يتمكنون من ذلك لأنهم لا يستطيعون حمل علبة السجائر والولاعة داخل الحقيبة المدرسية. ولذلك، فإن السجائر الإلكترونية تعتبر حلاً مثالياً لهم.
وذكرت أن التدخين في المدرسة ليس وليد اليوم، والطلاب يقلدون بعضهم ويشجع أحدهما الآخر على التدخين، عبر استخدام السجائر الإلكترونية ودعت إلى تشديد الرقابة على الطلبة وتفتيشهم جيداً عند دخول الحمامات، لمنع انتشار التدخين بين الطلبة حيث ترى أن تفتيش الطلبة داخل المدرسة يسهم في حمايتهم من الانخراط في السلوك السيء
عمال البقالة أكدوا أن الشرطة تمنع بيع أي من مستلزمات التدخين، سواء السجائر أو السجائر الإلكترونية لمن هم دون الـ18 عاماً، وعن هذا قال "محمد، عامل بقالة" : في الكثير من الأحيان لا نستطيع معرفة سن المشتري بشكل دقيق لأن بعض الطلبة يبدون أكبر من أعمارهم الحقيقية، كما أن البعض من أصحاب البقالات وبهدف تحقيق الربح يوافقون على بيع السجائر الإلكترونية للطلبة على اعتبار أن القوانين تخص فقط السجائر العادية وأن هذه الإلكترونية أشبه بلعبة لا أكثر!
قال الطالب رضوان عاصم ، في الصف الـ10، إن طلاباً في مدرسته يدخنون "السجائر الإلكترونية"، خارج المدرسة بشكل واضح، لأنهم يأمنون رقابة المدرسة
وأضاف: "لاحظت أثناء دخول دورة المياه في المدرسة، وجود دخان سجائر إلكترونية، وتكرر هذا الأمر معي أكثر من مرة، ومن ثم أخبرت المشرف، فقرر تشديد الرقابة على الطلبة لاكتشاف المدخنين، كما عمدت المدرسة على تركيب أجهزة لكشف الدخان وكاميرات مراقبة".
وأكد الطالب "إبراهيم" سهولة الحصول على السجائر حيث قال: دفعنا الفضول أنا وأصدقائي لتجربتها، وسألنا عن سعرها فكان 25 درهم فقط، فقمنا بجمع الدراهم التي معنا وذهبنا لشرائها، في البداية رفض البقال بيعنا السيجارة، ومن ثم رفض المحل الثاني كذلك بيعنا إلى أن وافق البقال الثالث، وبالفعل تمكنا من شرائها وتجربتها ! ولكن حين علمت أسرتي بالأمر تم عقابي بحرماني من المصروف، فكانت تجربة صعبة لذا قررت الاقلاع عن تدخين السجائر الإلكترونية.
أكدت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي أن "جميع المدارس الخاصة في الإمارة تطبق سياسات واضحة لضمان صحة وسلامة الطلبة في جميع الأوقات ونشر الوعي في المجتمع المدرسي، وتعزيز جودة حياة الطلبة على مختلف المستويات من أجل الحد من العادات والسلوكيات الخاطئة"، مشددة على أهمية تكامل دور الأسرة والمدرسة لضمان صحة وسلامة الطلبة باعتبارها أولوية قصوى لنا جميعاً.
وأفادت لائحة إدارة السلوك الطلابي، بأن تدخين الطالب داخل المدرسة أو حيازته أدوات التدخين، سواء سيجارة إلكترونية أو غيرها، يعتبر مخالفة سلوكية، تستوجب اتخاذ إجراءات عدة ضده، تبدأ بخصم أربع درجات من درجات سلوكه، والتنبيه الخطي الأول، وتوقيع ولي أمره على تعهد بعدم تكرار المخالفة والعمل على تعديل سلوك ابنه، ودراسة الحالة الفردية للطالب من قبل المرشد الأكاديمي أو الأخصائي الاجتماعي، ثم مراقبة سلوك الطالب وخضوعه لجلسات توجيه.
وبينت اللائحة أنه في حال تكررت المخالفة للمرة الأولى يُخصم من درجاته ثماني درجات مع إيقافه مؤقتاً، بما لا يزيد على يومين، مع تكليفه بواجبات دراسية، وعرضه على لجنة إدارة السلوك في المدرسة، وإصدار الإنذار الكتابي بحق الطالب المخالف وولي أمره، وتنفيذ مجموعة من الاستراتيجيات لتعديل سلوكه.
وفي حال تكرار المخالفة للمرة الثانية، يوقف الطالب من يوم إلى ثلاثة أيام مع تكليفه بواجبات دراسية، وإصدار الإنذار النهائي بحقه، ثم نقله تأديبياً إلى مدرسة أخرى، في حال عدم اعتدال سلوكه.
يمكن للسجائر الإلكترونية إتلاف بعض الخلايا الحيوية في الجهاز المناعي، وإلحاق ضرر أكبر مما كان يُعتقد سابقا، حسبما ذكرت دراسة طبية جديدة.
وتوصل الباحثون إلى أن دخان السيجارة الإلكترونية يسبب ضرراً كبيراً لخلايا مناعية مهمة في الرئتين ويزيد من الالتهابات.
ويحذر الباحثون من خطورة الرأي السائد على نطاق واسع بأن السيجارة الإلكترونية آمنة.
ونُشرت الدراسة التجريبية الصغيرة، التي أشرف عليها، ديفيد تشيكت، الأستاذ في جامعة برمنغهام، في دورية "ثوراكس" على الإنترنت.
وركّزت الدراسات السابقة على التركيب الكيميائي للسائل المستخدم في السجائر الإلكترونية قبل استنشاقه.
وفي هذه الدراسة، ابتكر الباحثون إجراءً ميكانيكيا لمحاكاة تدخين السجائر الإلكترونية في المعمل، وذلك من خلال استخدام عينات من أنسجة رئوية تبرع بها ثمانية أشخاص غير مدخنين.
وتوصل الباحثون إلى أن دخان السيجارة الإلكترونية سبب التهاباً وأعاق عمل الخلايا الغبارية الموجوة في الحويصلات الرئوية، وهي الخلايا التي تزيل جزيئات الأتربة الضارة، والبكتيريا والمواد المثيرة للحساسية.
وقال الباحثون إن بعض الآثار التي نجمت عن التجربة كانت شبيهة بتلك التي يعاني منها المدخنون التقليديون والمرضى المصابون بأمراض الرئة المزمنة.
التعليقات