الزواج معركة مستمرة

الزواج ليس مجرد عقد يؤتي ثماره بمجرد التوقيع عليه، إنه حياة حافلة بأسباب الرضا والخصام، مليئة بدواعي السعادة والشقاء، ومن هنا وجب على كل من الزوجين أن يكافح طوال الوقت ليهيئ لنفسه ولشريكه كل أسباب النجاح. الزواج إذن معركة مستمرة ضد الجهل والغرور،ـ ضد الأنانية والتهور، ضد الفتور والملل، ضد الخيال الجامح والهوى المجنون.

كما أن السعادة الزوجية هي نتاج قدرة تحمل كل من الزوج والزوجة على تخطي العقبات التي يواجهونها في حياتهما معاً، هي أيضاً نتاج تقبل كل شخص لعيوب الآخر والرغبة في الاستمرار معه رغم وجودها دون أن يحاول طوال الوقت تغييرها. فالارتباط بشخص على أمل تغيير صفاته المزعجة فيما بعد وهم يقع فيه الكثير من الناس ولا يجني في النهاية سوى المشاكل. ونصيحتي للزوجة لتحقيق السعادة الزوجية والحياة الهادئة الممتعة أن تتبع التوصيات التالية:

• ضرورة أن تعطي زوجك مساحته من الحرية الشخصية، وألا تكوني بجانبه طوال اليوم لحد الاختناق، فلا ترهقيه طوال الوقت بأسئلة من نوعية عما يفكر، عما يفعل، من قابل اليوم، لماذا سيفعل ذلك. وفي الوقت ذاته لا تبتعدي عنه كثيراً لحد الإهمال فيبدو الأمر كأنك غير مهتمة لأمره. لا تعتقدي أن اقترابك الزائد سوف يكون مقابله التقدير طوال الوقت، بل العكس فالرجال يحتاجون إلى الاهتمام، ولكنهم ينفرون من المرأة المبالغة في إظهار مشاعرها وكذلك المرأة اللحوحة.
• من أساسيات بناء العلاقة الزوجية السعيدة هو الاحترام والتفاهم والود. وفي الوقت الذي يختفي فيه هذا الاحترام تبدأ العلاقة في الانهيار. والاحترام يتمثل في تصرفات حياتية كثيرة منها احترام رأي الآخر، احترام مشاعره وعدم الاستهزاء بها، عدم التحدث بطريقة سلبية عنه أمام الآخرين، وغيرها الكثير... إذا كنت تشعرين بأنك مهانة أو من السهل عليك إهانة زوجك، فهذا يعني أن هناك شيئاً خاطئاً يحدث بينكما، ويجب أن تعيدي النظر في علاقتك بزوجك وتتحدثي معه في ذلك.
• ابتعدي عن الروتين لأنه مهما كان حب زوجك لك، فسيأتي عليه الوقت الذي يمل فيه روتين حياتك طالما لا تحاولين تغييره. ضعي ذلك في ذهنك. الرجل يكره المرأة المملة والروتينية والتي تميل إلى الكآبة. لذا حاولي دوماً البحث عن وسائل ممتعة لإسعاد زوجك سواء بعمل ديكورات جديدة في المنزل، التحدث معه بأسلوب فكاهي، ترتيب المفاجأت الرومانسية له، أو حتى التخطيط معه لرحلات جديدة ونزهات مع الأقارب والأصدقاء.
• الكثير من الزوجات يقعن في خطأ إهمال العناية بأنفسهن بعد الزواج. ربما لشعورهن بالطمأنينة من وجود الرجل في حياتهن. تأكدي أن مثل هذا الأمر لن يسبب سوى نفور الرجل منك وربما يدفعه للخيانة. فالزوج يحب المرأة الأنيقة التي تهتم بنفسها وبيتها وأولادها وتحرص على التجديد من وقت لآخر.
• ابتعدي عن الغيرة المبالغ فيها لأنها سلاح ذو حدين، وهي تعني افتقادك لثقتك بنفسك ولكن بعض الغيرة الصحية يمكن أن تشعر زوجك بالرضا في بعض الأحيان.
• إن الثقة المتبادلة ضرورية بين الزوجين بالطبع، لسنا بحاجة إلى أن نقول لك إن أموراً مثل التجسس على الآخر أو مراقبة هاتفه الشخصي أو ملاحقته طوال الوقت كافية لهدم أي علاقة زوجية. لا تتوقعي عند اكتشاف زوجك قيامك بمثل هذه الأمور أنه سيعاود الوثوق بك أو احترامك من جديد، وبالطبع العكس صحيح بالنسبة للرجال.
• من الأخطاء التي تقع فيها الكثير من السيدات بعد الولادة، هو إعطاء اهتمامها الكلي للأطفال للدرجة التي يصل فيها الأمر إلى إهمال الزوج كلياً. وهذا مؤشر لإفساد العلاقة بينكما. لا تشعري زوجك بأنه أصبح رقم 2 في حياتك بعد الأولاد، فهذا سوف يزعجه كثيراً. بل بالعكس دللي زوجك هو الآخر وكأنه طفلك الكبير، بهذه الطريقة سوف يزيد تعلقه بك وحبه لك.
• أن يحترم كلا منكما أهله وأقاربه، فهذا أمر يستحق التقدير والثناء ويحقق لكما السعادة الزوجية. ولكن هذا لا يعني أن لهم الحق في التدخل في كل كبيرة وصغيرة في حياتك الزوجية الخاصة. يجب أن تعطي لعلاقتك مع زوجك ما تستحقه من الخصوصية ولا تقومي بنقل كل تفاصيل حياتك الزوجية إلى أهلك. لا ترتكبي أيضاً خطأ استشارة الأهل في أمر مهم قبل أخذ رأي زوجك.