الصحراء في الأدب العربي المعاصر: حضورٌ يتجدّد في الأدب الإماراتي
مريم ناصر
تُعدّ الصحراء أحد أبرز الرموز الجمالية والثقافية في الأدب العربي، قديمه وحديثه، لما تمثّله من عمقٍ روحي وسعةٍ مكانية وتجلياتٍ وجودية شديدة الثراء. وإذا كان الأدب العربي الكلاسيكي قد تناول الصحراء بوصفها فضاءً للتيه والبطولة والحنين، فإن الأدب العربي المعاصر أعاد تشكيل هذا الحضور، متّكئًا على رؤية جديدة تستنطق الصحراء كرمز للذات والتحولات الاجتماعية ومعاني العزلة والانتماء. في السياق الإماراتي، تحتل الصحراء مكانة مركزية في النصوص الشعرية والسردية، لا بوصفها خلفية طبيعية فحسب، بل كعنصر حي يختزن ذاكرة المكان والإنسان. فالشعر النبطي الإماراتي لطالما تغنّى بالصحراء ونجومها وكثبانها، واستحضرها كميدان للفروسية والحب والصبر والتحدّي. وهي ليست مجرد امتداد رملي، بل كيان يتنفس ويحمل في طياته قيم البداوة ومشاعر الفقد والارتباط العميق بالأرض.
164 أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2025