سوريش .. أحلم بتشييد منزلي الخاص في وطني

سوريش .. أحلم بتشييد منزلي الخاص في وطني
سوريش .. أحلم بتشييد منزلي الخاص في وطني

الجميع يفتش، الجميع يبحث؛
والبسيط يبحث عن الراحة، فهل يجدها؟
إنهم ليسوا أشخاصاً غرباء عنا، نراهم كل يوم، وفي كل مكان نذهب إليه، مع اختلاف نوع عملهم الذي نراه بسيطاً؛ إلا أن غيابهم عنا ولو ليوم واحد سيجعلنا ندرك مدى أهمية ما يقومون به. لهذا قررت "مرامي" في كل عدد التحاور مع أحدهم عن قرب، والذهاب إليه في مكان عمله حتى تكون معه في عالمه، وتنقله للقارئ لنسلط الضوء على أهمية عمل هذه الفئة، وأحلامهم وأمنياتهم وأحزانهم.

تتطلب وظيفة عامل البناء القيام بالعديد من المهام المتعلقة بالبناء والتشييد، والتي تتطلب جهداً بدنياً قوياً؛ لأنهم يعملون في ظروف جوية قاسية وعلى ارتفاعات كبيرة، وفي هذا العدد التقت "مرامي" بـ "سوريش"، الذي دفعته الأوضاع المعيشية الصعبة التي عاشها وأسرته في بلده نحو البحث عن فرصة عمل في الإمارات، خاصة أنه سمع الكثير من أصدقائه وأقاربه الذين يعملون هنا، وعندما وفّر له أحدهم فرصة عمل في إحدى شركات الإنشاءات جاء على الفور، وانتقل ليعمل في مهنة عامل بناء، وتمكّن خلال السنوات الماضية من الارتقاء بمهاراته المهنية، وتعلّم الكثير في هذا المجال، ما ساهم في إحداث نقلة مهمة في حياته الشخصية والأسرية.
بداية قال: "لم أتمكن طوال ست سنوات من العمل في بلدي من توفير الاحتياجات الأساسية لأسرتي، أو تحقيق أحلامي في الحياة المهنية، ولذلك كان توافر فرصة عمل لي في إحدى شركات المقاولات الكبرى في الإمارات من أهم الفرص التي فتحت لي آفاقاً جديدة في الحياة، واستطعت أن أحقق لأسرتي وأولادي الاستقرار والعيش الكريم، وأصبحت أكثر قدرة على تلبية كافة متطلباتهم المعيشية.

حدثنا عن طبيعة مهنتك وصعوباتها؟

تتطلب مهنة عامل البناء الكثير من الأدوار الوظيفية التي تحتاج قوة بدنية لأدائها، لذا أسعى دائماً لتطوير خبرتي والالتزام بمعايير السلامة والصحة المهنية لتجنب المخاطر، كما يقع على عاتقي التأكد من أن بيئة موقع العمل نظيفة وآمنة، والمساعدة في نقل وتشغيل المعدات والآلات الثقيلة مثل: خلاطات الخرسانة، أدوات ثقب الصخور والأراضي، المجارف وغيرها، اتباع تعليمات المشرفين، ومراقبة تجهيز موقع البناء وتنظيفه وإزالة أي مخلفات، وتهيئته لتنفيذ المشروع، وعلى الرغم من تنظيم العمل والمهام اليومية المراد إنجازها في وقت محدد، إلا ان الحضور في موقع الإنشاء لفترات طويلة مع الحرارة القاسية، يجعلني مرهقاً مع نهاية ساعات العمل.

سوريش .. أحلم بتشييد منزلي الخاص في وطني

كيف تقضي يوم العطلة؟

نظراً لقضاء ساعات طويلة في العمل الشاق، فإن المتبقي من اليوم يكون قليلاً، ولذلك تكون أولوياتي في يوم العطلة هي الراحة والاسترخاء، لبداية أسبوع جديد، كما أهتم بالتحدث مع أسرتي وأولادي وسماع أخبارهم، وأحاول توفير بعض الوقت لطهو الطعام والتنظيف وغسيل الملابس، أو الخروج للتسوق في المساء مع زملائي في السكن.

سوريش .. أحلم بتشييد منزلي الخاص في وطني

ما هي أمنياتك؟

على الرغم من ترميم بيت عائلتي القديم المتهالك، الذي لم أستطع ترميمه من قبل بسبب ظروفي الاقتصادية قبل قدومي إلى الإمارات وعملي بها، والتي توفر كل السبل الممكنة لتحقيق الآمال والتطلعات المستقبلية للوافدين إليها، حيث يحصل المرء على مهارات جديدة وخبرات مهنية لم يكن ليتعلمها أو يدركها لو لم يحظ بهذه الفرصة، إلا أني أحلم بتشييد منزلي الخاص في بلدتي، لأعيش فيه مع أسرتي وأولادي بعد انتهاء سنين الغربة.

التعليقات

فيديو العدد