موتو .. على أرض الإمارات نعيش في سلام وأمان
العدد الخاص بمناسبة عيد الاتحاد 53 - 2024
الجميع يفتش، الجميع يبحث؛
والبسيط يبحث عن الراحة، فهل يجدها؟
إنهم ليسوا أشخاصاً غرباء عنا، نراهم كل يوم، وفي كل مكان نذهب إليه، مع اختلاف نوع عملهم الذي نراه بسيطاً؛ إلا أن غيابهم عنا ولو ليوم واحد سيجعلنا ندرك مدى أهمية ما يقومون به. لهذا قررت "مرامي" في كل عدد التحاور مع أحدهم عن قرب، والذهاب إليه في مكان عمله حتى تكون معه في عالمه، وتنقله للقارئ لنسلط الضوء على أهمية عمل هذه الفئة، وأحلامهم وأمنياتهم وأحزانهم.
التقينا في هذا العدد مع "موتو"، الذي يبلغ من العمر 50 عاماً، ويعمل في كافتيريا للوجبات الخفيفة، في أحد المشروعات الإنشائية التي تمتد أوقات العمل فيها لساعات طويلة وفترة الراحة تكون قصيرة، وفي أغلب الأحيان تكون بعيدة عن المناطق العامرة بمراكز التسوق والمطاعم، لذلك توفر هذه الكافتيريا بيع بعض الأطعمة والفطائر والمشروبات للعمال.
بداية قال: جئت إلى الإمارات منذ قرابة العشرين عاماً، بصحبة مجموعة من الأصدقاء، وعملت في الكثير من الأشغال في مختلف المجالات، لفترات متقطعة ولم أوفق بها، وبالطبع لم أستطع العودة لبلادي لقلة فرص العمل فيها ونظراً لمسؤولياتي الكبيرة، فأنا أعول أسرة مكونة من خمسة أفراد ينتظرون المال الذي أرسله لهم حتى يجدون قوت يومهم.
يُعد العمل في الكافتيريا في الطقس الحار من الصعوبات التي تواجهنا، وتتطلب بعض الأحيان السير بين المكاتب والكرافانات بصندوق الأطعمة أو توصيل الطلبات لأحد العاملين في المشروع وقت الراحة، وعلى الرغم من وجود أجهزة التبريد إلا أن هناك نافذة مفتوحة لبيع الوجبات الخفيفة باستمرار، كما يجب الحفاظ على المنتجات وتطبيق إجراءات السلامة الغذائية، حيث أننا لا نستطيع بيع جميعها في يوم واحد.
أذهب في العطلة لشراء النواقص من المنتجات، وكذلك احتياجات الطعام الخاص بي وأقوم بأعمال الطهو وغسل الملابس وتنظيف الغرفة، حيث إن أيام الأسبوع لا تكفي لهذه المهام، حيث تمتد ساعات العمل من الصباح الباكر حتى المساء، وبالطبع أعود متعباً مرهقاً ولا أستطيع الذهاب لأي مكان.
بالطبع حققت العديد من الأشياء منذ القدوم إلى دولة الإمارات، فهي مجتمع كبير ومجال مفتوح للبحث عن العمل وتحصيل الرزق وتوفير لقمة العيش، ويؤمن للكل حقوقه كاملة والجميع، وعلى أرضها يعيشون في سلام وأمان.
إن العمر ينقضي ومع التقدم في السن لا نستطيع تحمل الغربة أكثر، ولذلك أتمنى أن أستطيع تنفيذ مشروع خاص بي عند العودة لبلادي، أعمل فيه أنا وأولادي وأحفادي وأستمتع بالحياة معهم.
التعليقات