الأدب الإماراتي يكتب محليته لقُراء عالميين بقوائم البوكر
العدد 162 - 2024
صلاح أحمد ابراهيم شاعر وأديب وروائي ودبلوماسي، عرف كيف يلج القلوب ويستقر داخل ذاكرة التاريخ فهو واحد من المجددين في الشعر الحر الحديث وأحد رواد مدرسة الغابة والصحراء.
ولد في مدينة أم درمان، في أواخر شهر ديسمبر، 1933م. ونشأ فيها و تلقى العلم بمدارسها ثم التحق بجامعة الخرطوم وتخرج من كلية الأداب، وتعد هذه ميزة مهمة لدى كل من مر بها فأن تكون "أم درمان" مسقط رأسك، فلابد وأن تحمل شيئاً مميزا،ً فهي مدينة الفن والمعرفة والانطلاق نحو آفاق الشهرة التي تضمها أسماء عديدة ومشارب مختلفة تنافست لتقديم الأعمال الخالدة فكان الشاعر وهي الصفة الأشهر لصلاح أحمد إبراهيم التي رسخت في الأذهان لجمهوره العريض المحب، فقد قدم أشعاراً تغنى بها عدد من المطربين.
أما جامعة الخرطوم والتي كانت تعد وقت ذاك من أقوى وأشهر الجامعات في العالم فقد تم تأسيسها على يد بريطانيا بنظم عالمية تنافس على كافة المستويات، وكان كل من يلتحق بها يكون له شأن في مجال تخصصه.
للشاعر صلاح أحمد ابراهيم محطات مهمة في تاريخه العملي فقد ظل متنقلاً من دولة لأخرى ساكباً فيها عصارة علمه...عمل أستاذاً في جامعة "اكرا بغانا" كما عمل بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السودانية وانتدب للعمل في المندوبية الدائمة في السودان لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وتقلد منصب سفير السودان لدى الجزائر ثم انتقل إلى العاصمة الفرنسية باريس ثم عمل خبيراً ومستشاراً لدى سفارة دولة قطر في باريس.
لصلاح أحمد إبراهيم عدد من دواوين الشعر هي غابة الأبنوس -غضبة الهبباي -نحن والردى-محاكمة الشاعر للسلطان الجائر.
هذا بالإضافة لعدة مؤلفات أخرى أهمها مجموعة قصصية بعنوان "البرجوازية الصغيرة" تشارك فيها التأليف مع "دكتور علي المك" القامة الأدبية الكبيرة في السودان ، كما شارك ايضا في ترجمة كتاب «الأرض الآثمة» تأليف باتريك فان رنزبيرج...وله العديد من الكتابات النقدية والمقالات الأدبية والسياسية والقصص نشرت في عدد من الصحف والمجلات السودانية والعربية والفرنسية.
في العام ١٩٩٣ الذي يوافق ١٧ من شهر مايو توقف قلبه المرهف عن الخفقان ليعلن النبأ الحزين برحيله عن الدنيا لتفقد البلاد وأحد من ركائز الشعر والأدب الذي عاش ومات في غربته التي طالما نظم فيها القصائد أشهرها التي صاغها لحناً وغناءً الفنان محمد وردي وسميت بلسان حاله ( الطير المهاجر)...
غريب وحيد في غربته
حيران يكفكف دمعته
فاض بيه الحنين ...طال بيه الشجن
بالله يا الطير المهاجر ...زمن الخريف تطير بسراع (سريعا)
تطير ما تضيع زمن
إلى آخر القصيدة التي صارت أيقونة لكل من رحل بعيداً عن وطنه..
لصلاح أحمد أبراهيم قصة حب عرفت بالمستحيل إذ لم يتم الارتباط، بطلتها كانت فتاة إغريقية تعرف عليها بمرحلة من مراحل حياته اسمها مريا فما كان منه الا أن وثق لهذا الحب مستنفراً كل ما كان مألوفا للإغريق ببلاد اليونان مقرباً للبعيد الذي لم يكتب له التلاقى فولدت القصيدة كأجمل ما قيل في الغزل..
يا مريا
ليت لي ازْميل فدياس وروحاً عبقرية وأمامى تل مرمر
لنحت الفتنة الهوجاء في نفس مقاييسك تمثالاً مُكبر
وجعلت الشعر كالشلال: بعضٌ يلزم الكتف وبعض يتبعثر
وعلى الأهداب ليلاً لا يُفسر
وعلى الخدين نوراً يتكسر
وعلى الأسنان سُكر
وفماً كالأسد الغضبان زمجر
يرسل الهمس به لحنا معطر
التعليقات