حوار مع الكاتبة والشاعرة ريما آل كلزلي
العدد 163 - 2025
عمرها أربعة عشر عاماً، إنها الفنانة الواعدة نوال محمد شريف ابنة "سجايا فتيات الشارقة" التي تأثر الحاضرون بأدائها في مهرجان دبي لمسرح الشباب في مسرحية "علة بلا دواء" عن مسرحية مريض الوهم لموليير، إعداد وإخراج زينب عيسى الملا، نتاج ورشة إنجاز العرض المسرحي في "ربع قرن للمسرح وفنون العرض" التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين.. ونالت جائزة أفضل موهبة واعدة في المهرجان، حيث جسدت دور الخادمة توانيت بإتقان وبصمة مختلفة لشخصية قامت بأدائها الكثير من الممثلات خلال ثلاث قرون ونصف من عرض المسرحية حيث عرضت لأول مرة في عام 1673. وحول الجائزة وتفاصيل حلمها وما بعد الفوز رحلة كيف بدأت وإلى ماذا تطمح كان الحوار التالي.
بدأ شغفها في المسرح منذ الطفولة واستمر هذا الشغف لدرجة الوجد فتابعت واجتهدت، ولتصل إلى حلمها انضمت إلى سجايا فتيات الشارقة في سنة 2023 وكان أول عرض تشارك فيه هو عرض" فرحة وطن" على مسرح الفرجان، وكانت أول تجربة حقيقية لها على المسرح لتكون نقطة البداية، بعدها شاركت في فنون العرائس ورشة "روح النخلة" وتم عرضها في قلب الشارقة، ثم التحقت إلى مخيم الخيال والإبداع، حيث تعلمت تقنية جديدة ألا وهي "الخيال والظل" وتعلمت صناعة الدمى وشاركت في عرض "كركوز على بساط الريح"، ويأتي بعدها الإيماء مسرحية حكايات صامتة..
وتابعت: مشاركتي كانت تجربة فريدة على يد خبراء مختصين، أما آخر عرض عرضته كان "عِلة بلا دواء" من إخراج زينب الملا، فتعلمت فيه تقنية جديدة تماماً وهي الكوميديا ديلارتي، وشارك العرض في مهرجان دبي لطاقات الشباب وفزتُ بجائزة أفضل موهبة واعدة، لتردف دائماً بين كل منجز بقولها: ربع قرن للمسرح علمني العديد من الأشياء في هذا المجال ودعمني وشجعني على إكمال مسيرتي المسرحية.
وعن اكتشاف موهبتها ودور الأهل في تنمية وصقل هذه الموهبة أجابت: كنت أحب مواجهة الجمهور والتحدث أمام العديد من الناس، وانتبهوا أنني لم تكن لدي تلك الرهبة من الجمهور، وهذا ما جعلني أميل إلى مجال المسرح، وشجعتني عائلتي إلى الالتحاق بمركز سجايا فتيات الشارقة.
أما كيف توفق بين الدراسة وحلمها فإنها تعتبر تنظيم الوقت هو الحل المثالي للتوفيق بين الأمرين. وشرحت آلية انتقالها من سجايا إلى ربع قرن بقولها: إن مؤسسة "ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين" يندرج منها أفرع عدة منها "ربع قرن للمسرح وفنون العرض" والذي بدوره يستقبل أربع فئات ألا وهي "الأطفال" من عمر 6 إلى 12 و"سجايا والناشئة" من 13 إلى 18 و"الشارقة لتطوير القدرات" من سن 19 إلى 31، لذا فإن تأهيلنا على حسب الفئة العمرية التي ننتمي إليها.
وعن تفاصيل أول عرض بخاصة أنها بدأت بعمر مبكر اختلطت مشاعرها بين الحماس والتوتر لأنها كانت أول مواجهة حقيقية لها مع الجمهور مسرحي. أما فوزها بجائزة أفضل موهبة واعدة في أول مهرجان تشارك فيه فإنها تعتبره نقطة بداية للعديد من الإنجازات الأخرى ودافعاً لتطوير نفسها أكثر.
وعن البصمة الخاصة التي قامت بإضافتها على شخصية أدتها الكثير من الممثلات في العالم عبر قرون واستطاعت أن تلفت أنظار لجنة التحكيم لمنحها الجائزة قالت: استخدمنا تقنية حركة لشخصية من شخصيات كوميديا ديلارتي لشخصية أخرى، وبما أن مسرحيتنا مأخوذة من مسرحية من مسرحيات موليير فتنقية كوميديا ديلارتي هي الأنسب لها من حيث الحركة.
كما تطرقنا إلى خصوصية المشاركة في المهرجان لأول مرة والدروس التي تعلمتها على الصعيد العملي بالإضافة إلى التوصيات التي قدمتها لجنة التحكيم لتقول: استفدت كثيراً من التدريبات التي قمنا بها للمهرجان، مثل الالتزام بالوقت والمسؤولية والتعاون.
وحول تعامل المبدع الشاب مع الملاحظات السلبية بشكل عام والملاحظات التي تقدم في الندوات التطبيقية التي تلي العروض في أيام المهرجان وتقام تحت إشراف ومشاركة مجموعة من الباحثين والفنانين والممارسين المسرحيين قالت: قبل أن أسمع أي ملاحظة أو تعليق سلبي أكون جاهزة لسماع أي نقد، وبالنسبة لي أتقبل النقد وأضعه في عين الاعتبار.
وأكدت أيضاً أنها ممن ينقدون أنفسهم بعد مشاهدة العرض المسجل لأنّ نقد الذات هو نقطة تطور في الممثل ويمكنه منها تحديد ما إذا كان هناك نقاط ضعف أو قوة.
وتابعت حول ما تعلمته من العروض الأخرى في المهرجان واطلاعها على تجارب الآخرين: شدتني الكثير من العروض الجميلة جداً واستفدت من تقنيات الحركة لدى الممثلين بحيث إنني استلهمت منهم الكثير.
وعن طرق صقل الموهبة لدى المسرحي الشاب أشارت إلى أن الالتحاق بالورش والمخيمات له دور كبير في تعزيز مهارات الممثل وهي التي تكسبه الخبرة على المسرح وفيه. ولم تربط تأثرها بفنان معين بقدر ما تأثرت بالأساتذة الذين قاموا بتدريبها، وذكرت منهم: في الإيماء الأستاذ سعيد سلامة، وفي خيال الظل الأستاذ عبد السلام عبده، وفي تقنية الكوميديا ديلارتي الأستاذ أشرف الرابحي وغيرهم الكثير. جميعهم تركوا أثراً جميلاً بي وتعلمت منهم أشياء لم أتعلمها من قبل.
أما حلمها ما بعد الجائزة وكما يجب أن يكون في عدم شعور المبدع بأنه وصل عندما حقق منجزاً ما قالت: الجائزة ليست إلا نقطة بداية وانطلاق إلى عروض أخرى ومهرجانات أخرى بإذن الله.
وتعتبر الفنانة الشابة نوال أن أهم نصيحة تأثرت بها حين عرّف لها أحد الزملاء في يوم ما الأمل أنه نافذة صغيرة مهما صغر حجمها، إلّا أنها تفتح آفاقاً واسعة في الحياة، تفتح لنا أبواباً كثيرة لم نتخيلها يوماً، ربما هذه الأبواب هي النجاح الحقيقي لنا، والنجاح يكمل في اكتمال الإبداع الذي نقدمه للناس. وتابعت: أثرت في نفسي لأنها تمسني وتمس أفكاري وأستمد من هذه النصيحة الأمل والقوة.
ولأن ربع قرن تطمح إلى العالمية "من الشارقة إلى العالم" تعتبر فوزها في مسرح يعتمد على تقنية ديلارتي الخطوة الأولى إلى العالمية، لأن هذه كانت أول تجربة لهم في الكوميديا ديلارتي بالإضافة إلى تجارب لمهارات أخرى مثل الإيماء والعرائس. وأكدت على إكمال مسيرتها حالياً في مجال المسرح لأن المسرح هو الفن الأقرب إليها وقد تفكر مستقبلاً في التمثيل في السينما والتلفزيون.
وختمت بتوجيه الشكر لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين وخصت بالذكر مركز سجايا فتيات الشارقة على كل الدعم والتشجيع الذي قدموه لها.
التعليقات