حكاية نربي بها الأبناء

حكاية نربي بها الأبناء
حكاية نربي بها الأبناء

نتحدث عن المستقبل، أي نتحدث عن أجيال قادمة، يحملون حلم الآباء على أكتافهم ويكملون المسافات التي قطعت قبلهم بكل ما فيها من تقدم في خدمة الإنسان وتطورات في المشهد الحضاري للوطن، وكذلك ما فيها من تحديات صعبة.. نتحدث عن أناس هم اليوم أطفال ويافعون ننظر عبرهم إلى طموحات شعب تتحقق، وتتجسد واقعاً يزيدنا فخراً واعتزازاً بهذا الوطن وقادته وشعبه.

ولن نصل بأبنائنا إلى هذا المستوى من العمل والعطاء إلا بتربيتهم على قيمة الاعتزاز بالانتماء إلى وطن واجه تحدياً صعباً منذ بداية نشأته في صباح ذلك التاريخ الذي بات محفوراً في الذاكرة والتاريخ والوجدان، وتجاوز هذا التحدي برجالاته الأقوياء الشجعان الذين وقفوا في وجه العاصفة وأعلنوا عن وحدة لا تزال تنبض حياة وعطاء وحبا للوطن والأمة، ورددوا ومعهم الشعب الآية الكريمة: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا.." كانت هذه الآية الكريمة شعاراً لتأسيس الوطن، وضياءً للقادة الذين أسسوا وبدؤوا المسيرة في قيادة الشعب.

حكاية نربي فيها الأبناء على حب الإمارات، والعمل من أجل بقائها في قمة العطاء والتحضر، والفخر بدينهم ولغتهم، تاريخهم وتراثهم وحاضرهم، بالآباء والأجداد الذي كانوا كالنخيل الثابت في أرضه، حلموا وتحقق الحلم على أيدي الأجيال التي جاءت بعدهم. وها نحن ننتظر أجيالاً تأتي بعدنا.. لتجدَّ في طلب العلم، وتجدَّ في العمل والسعي الممنهج والموجه لدعم قوة البناء، هذا الاعتزاز دافع مهم لأن يرتقوا بأنفسهم ويسمو بأحلامهم، ويرسموا خطط مسارهم برعاية من يتحملون مسؤولية المحافظة عليهم وعلى عقولهم من المؤثرات التي تعطل أي مسيرة نحو تقدمهم في اكتساب الخبرات اللازمة لنجاح أدائهم، وعلى عواطفهم من اضطرابات الحياة وتعليمهم أساليب تخطي الأزمات.

إن الأوطان تبنى أولاً على الإنسان، والبناء لا يقوم إلا بأساسٍ قوي وثابت يقف في وجه كل ريحٍ عاصفةٍ، أو تحدياتٍ صعبة، فيكون صامداً، يحمي الوطن من أي يدٍ تحاول العبث بهذا البناء...لهذا يجب أن يكون إنساناً قوياً ثابتاً، واثق الخطى نحو المجد، مستنداً على علمٍ أصيل يقرؤه ويفهمه ويطبقه، ويستضيء به في رحلته لتحقيق الأجمل والأكثر رسوخاً في أرض التقدم.

في دولة الإمارات العربية المتحدة مشروعات لتنمية الأجيال على الاعتزاز بوطنهم، والفخر بالانتماء إليه، مستندة على قيم الهوية والثقافة الخاصة بهذه الهوية، وتكثيف النشاطات التي تعكس هذه الثقافة.. مشروعات تنمو بأهدافها ومبادراتها حتى نجني ثمارها...جيلاً محباً لوطنه، ساعياً للمحافظة عليه وحمايته، والحمد لله أننا نستثمر هذه الجهود في شباب بتنا نراهم يتألقون حضوراً وتأثيراً داخل الدولة وخارجها، يتحدثون بلغة واثقة ومعرفة ثرية في موضوعات الساعة، فيلقون ترحيباً وإعجاباً على مستوى الوطن العربي والعالم، يحملون في قلوبهم الهوية قبل أن يضعوها شارة جميلة على أثوابهم، والمستقبل بإذن الله يحمل إلينا مزيداً من أبنائنا المخلصين والأوفياء لوطنهم.

وكل عام ووطني الإمارات وشعب الإمارات بخير.

التعليقات