اللعب لغة عالمية

اللعب لغة عالمية
اللعب لغة عالمية

تشير الدراسات في مجال سيكولوجية اللعب، أن للعب أهمية في حياة الطفل، لأنه مدخل أساسي لنمو الطفل عقلياً ومعرفياً واجتماعياً وانفعالياً. ويعتبر اللعب أداة ترويض وتعليم واستكشاف وتعويض وتعبير. كما يشكل اللعب لغة عالمية تجمع أطفال العالم على اختلاف أصولهم وجنسياتهم ولغاتهم. فاللعب بالنسبة للطفل كالطعام، له فوائده الوقائية، والبنائية، والعلاجية.

اللعب وقاية

لكل طفل غرائزه ودوافعه، وليس هناك ما يضمن تحقيق ما تريده الغرائز، أو تتطلبه الدوافع، فماذا يحدث في هذه الحالة؟ الكبت والرغبات المكبوتة لا تستقر. إنها تنتظر الفرصة المناسبة لتعبر عن نفسها في أشكال من السلوك المنحرف.. وهنا يأتي دور اللعب كصمام الأمان، ينفس عن الرغبات المكبوتة بطريقة أكثر تهذيباً.

والطفل الذي يقبل على اللعب هو في العادة طفل نشيط إيجابي لا يقبل الخمول، ولا يرضى بالسلبية. كما أن مشاركة الطفل لزملائه في ألعابهم يباعد بينه وبين العزلة وتجعل منه طفل اجتماعياً لا انفصال بينه وبين المجتمع الذي يعيش فيه. ومن خلال اللعب يستطيع الطفل أن يتعرف على قدراته، وذلك بمقارنتها بقدرات زملائه وفي هذه الحالة لن يتعرض للغرور، أو التقليل من قيمة نفسه.

اللعب بناء

يستطيع الطفل أن ينمي قدراته الذهنية ويقويها، ويكتسب خبرات جديدة عن طريق أخطائه وإصلاحها. ولا شك أن اللعب يساعد الطفل كثيراً في ضبط عضلاته والقدرة على التحكم فيها والسيطرة على اتجاهاتها.

واللعب يساعده على التحرر من الاعتماد الكلي على الآخرين مما يهيئ له فرصة النضج النفسي، كما يعوده المثابرة، ويكسبه القدرة على بذل الجهد وتركيز الانتباه. وهذه صفات لها أكبر الأثر في مستقبل الطفل. ومن خلال اللعب يستطيع أن يكسب صداقات جديدة وتكوين الصداقات هو نواة التربية الاجتماعية التعاونية. كما أن اللعب هو من الوسائل الفعالة لتدريب الطفل على الأسلوب السليم للأخذ والعطاء. واللعب بطريقته الديمقراطية يذيب الفوارق الاجتماعية، ويهيئ للأطفال بيئة صحية لا ينمو فيها الشعور بالنقص، أو الإحساس بالحسد والضغينة.

ويمكنك يا سيدتي أن تجعلي من اللعب طريقاً إلى النشاط الإيجابي والعمل الابتكاري. لذلك وفّري بعض الألعاب العقلية التي تحتاج إلى الفك والتركيب والمطابقة والتسلسل والتجميع وتكوين أشكال ابتكاريه، إلى جانب استثمار ما تقوم به الألعاب من تدريب العضلات الدقيقة. وهناك اللعب عن طريق الرسم، وهو إحدى وسائل التعبير، حيث يستطيع الطفل أن يعبّر بقلمه أو فرشاته ما لا يستطيع أن يعبر عنه بلسانه.

اللعب علاج

عن طريق اللعب يستطيع الطفل التنفيس عن نزعاته العدوانية، فلا يندفع إلى التدمير والتخريب. أما قضية تحطيم اللعبة الجديدة، فهو ناتج من حبه للاستكشاف.

والطفل الذي يعاقبه الكبار بالضرب ويعجز عن الرد على ذلك بضربهم يشعر بالتوتر والقلق واختلال التوازن من الناحية الانفعالية، فيحاول استعادة التوازن والتخلص مما لحقه من توتر وغيض، وذلك بأن يلعب دور الكبار في بعض أنماط اللعب الإيهامي ويقوم بضرب الدمى والألعاب، وربما يوجه لها نفس العبارات التي كان يوجهها له الكبار ويمارس الضرب والعقاب بنفس الطريقة والأسلوب. ويكون لعب الأطفال في مثل هذه الحالة أداة تعويض يتوسلها الطفل للقيام بما لا يتمكن من القيام به في الواقع.

كما أن الطفل يقوم بتحقيق عملية علاجية مهمة من خلال ألوان نشاط اللعب فيتخلص بواسطته من رغباته المكبوتة ونزعاته العدوانية ومخاوفه ومؤثراته واتجاهاته السلبية. ويعتبر اللعب مدخلاً لدراسة الأطفال وتحليل شخصياتهم وتشخيص أسباب ما يعانون من مشكلات انفعالية تصل إلى مستوى الأمراض النفسية. وعلى الوالدين تنظيم وقت الأطفال ما بين وقت اللعب ووقت للمذاكرة وأداء الواجبات المدرسية، أو استخدام اللعب كوسيلة للتعلم.

التعليقات