البث المباشر .. لغة تواصل وتفاعل
العدد 142 - 2020
الإعلانات في شهر رمضان تخطت توقعات المشاهد، إذ تعودنا في السابق أن تعتمد على الربح التجاري، والتسويق لسلع استهلاكية التي قد نجد إعلاناتها في كل مكان، لتصل لفصل جديد على شاشات التلفاز وعبر أثير الإذاعات، وبأسلوب أكثر إثارةً من البرامج والمسلسلات، حيث أصبحت رسالتها أقوى وأقرب للمجتمع، وتقفز إلى مساحات الإبداع بفن وجمال.
ولأن شهر رمضان المبارك فرصة سانحة لكثير من الشركات والمؤسسات التي تتاجر بالمواد التموينية والاستهلاكية، تزداد كثافتها بما يجعلها منافساً للمسلسلات التي تقاطعها بلا هوادة، لكنها تعتمد على أفكار أقرب ليوميات الإنسان، فالإعلانات في وقتنا الحالي تروج للعلاقات الاجتماعية، والترابط بين أفراد المجتمع، مشاهد في لحظات تجذب المشاعر قبل الأبصار تمثل الترابط الأسري عبر مشهد اللقاء على سفرة واحدة، أو المشاركة في لحظات مفرحة واحدة بابتسامات تقطر حناناً وحباً ومساندة لبعضهم البعض.
وهناك إعلانات تحرص على التوعية والمحافظة على الممتلكات العامة، والحرص على تربية الجيل القادم على الانتماء، وغيرها من المعاني الوطنية، وغرس القيم والعادات العربية الأصيلة المستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي.
الإعلانات على اختلاف مضامينها، حديثها وقديمها، تحاول أن تخرج عن الصورة النمطية التي اعتادها المشاهد، وأصبح هناك تنافس بين صناعها، خاصة أولئك الذين يضمّنون الإعلانات معاني قيمية وأخلاقية وحتى تعليمية، ويجعلون حاجة المواطن أولوية عند تسويق المواد الاستهلاكية، مما جعل الإعلان أحياناً يتفوق تأثيره على قوة تأثير الدراما في المسلسلات الرمضانية الحالية.
التعليقات