البث المباشر .. لغة تواصل وتفاعل
العدد 142 - 2020
حظي برنامج "الدحيح" بشهرة كبيرة بين البرامج الثقافية التي باتت باهته، وهو برنامج تثقيفي ترفيهي مرح، يتصدر قوائم المحتوى الرقمي الأكثر مشاهدة في المنطقة العربية، ويقدمه صانع المحتوى المصري أحمد الغندور، الذي أصر على الدخول إلى منطقة لا يقربها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أن الفكرة تعتمد على تقديم مفاهيم علمية وحقائق تاريخية، ونظريات فلسفية وأدبية.
المفاجأة التي روعت الغندور نفسه ومنتقديه، ارتفاع نسب المتابعين في البدايات إلى 600 ألف على الفيسبوك، و260 ألف على اليوتيوب، بسبب الأسلوب الجذاب والممتع والبساطة في التناول، وهو ما يذكرنا بكتاب "قوة الإفلاس" للكاتب دايموند كونز الذي يعرض قصص لرجال أعمال نجحوا نتيجة قوة الفكرة التي آمنوا بها، رغم ظروفهم الصعبة في البدايات.
ورغم ان فكرة الدحيح تم تناولها من قبل، في الفضائيات المصرية قبل 2011 لكنها لم تلق كل هذا النجاح الذي لاقاه "الدحيح"، وهو ما يؤكد أن نجاح أي مشروع ليس شرطاً أن تكون فكرته جديدة، إنما يكمن النجاح في قوة الفكرة وطريقة تناولها، والإمكانيات المتوفرة من موارد بشرية ومادية، والعصف الذهني واختيار زمن العرض.
والأجمل في البرنامج جديد كل حلقة، الذي يعرض بطريقة تعتمد على السخرية المفعمة بالكوميديا التي تستخدم في فرط كل المعلومات القيمة والتي غالباً لا يعرفها كثير من المتابعين، مصاحبة في الخلفية بموسيقى يرى المشاهد نفسه من خلالها، وذلك خلال مدة تصل إلى نحو 7 دقائق.
ويتميز مقدم "الدحيح" في طريقة كلامه المبسطة والسهلة والمليئة بالشغف، والسعادة المستترة خلف كلامه المبهج، ما يؤكد أنه يقدم مادة مفيدة بأسلوب جديد وجذاب وتبسيط علوم تعودنا على أنها مواد جامدة لا يقربها حتى المثقف.
ورغم الهجوم الشديد الذي يتعرض له البرنامج وصناعه، إلا أن نسب المشاهدة في زيادة كبيرة تفوق الـ3 ملايين مشاهدة على اليوتيوب، لكن الأهم أن ردود الأفعال المستمرة تشير إلى أنه برنامج ناجح ولن يوقفه أحد.
التعليقات