"من التاريخ" يروي ذاكرة المكان الإماراتي

بفقراته المنوعة التي تستحضر تاريخ الآباء والأجداد، وتعزز الوعي بالتراث الإماراتي، يطل برنامج "من التاريخ"، الذي يبثه تلفزيون الشارقة التابع لهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ليقدم للمشاهدين في موسمه الجديد صوراً من تاريخ منطقة الخليج، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وبصفة خاصة إمارة الشارقة.

يتناول البرنامج الذي يعرض يوم الثلاثاء عند العاشرة مساءً التحولات التاريخية والعادات والتقاليد التي سادت المنطقة عموماً خلال الحقب الزمنية الماضية، بهدف تعزيز وعي المشاهدين بإرثهم وتاريخهم وتراثهم الاجتماعي والثقافي الغني ونقله للأجيال القادمة.

وينقل البرنامج لمشاهدي شاشة الشارقة، تاريخ نشوء المدن، وبناء الأسواق قديماً، ورحلات الحج، وتاريخ المكتبات، وطرق التعليم في الشارقة، وأساليب الزراعة وتربية الحيوانات، ومهنة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، إلى جانب الأساليب الهندسية والمبتكرة في تشييد المنازل، والحصون، وصناعة السفن وغيرها، وصولاً إلى حقبة ظهور النفط.

ويؤكد سالم الغيثي، مدير قناة الشارقة، أن أهمية البرنامج تنبع من كونه يرتقي بوعي المشاهد حول أهمية الموروث التاريخي، ويوضح له بأن الحاضر والمستقبل هو امتداد للماضي، وأن تاريخ الشعوب هرم بناه الأجداد والآباء ورسختها ثوابتهم، ما يفضي إلى نتيجة واحدة مفادها أن تاريخ الشعوب وإرثها الحضاري، هو عنوان هويتها، وضامن وجودها.

ويبين الغيثي أن البرنامج جاء في سياق التوجهات التوعوية، التي تعتبر مرتكزاً من مرتكزات تلفزيون الشارقة، ومنهجاً مدروساً يواكب الحراك الثقافي الذي يسود الإمارة، ويعزز الوعي الثقافي والحضاري بين أفراد المجتمع، فيما يتعلق بماضي وموروث دولة الإمارات عموماً، وإمارة الشارقة خصوصاً.

انتقل برنامج "في التاريخ"، خلال حلقاته إلى القرن التاسع عشر، حيث كانت الشارقة أول ميناء على الساحل الإماراتي، وتمتلك أسطولاً بحرياً تجارياً، يبحر إلى الهند، وجزيرة سوقطرة، وإيران، والبحرين، والقطيف، ويعود إلى موطنه، حيث أقيم الأسطول بمحاذاة شواطئ الأسواق، لتلبية احتياجات السكان من المأكل، والملبس، ومستلزمات الحياة الأخرى.

ومن خلال تواصل رحلته، يأخذ البرنامج مشاهديه إلى الأسواق القديمة، والتي تعتبر نواة نشوء المدن في إمارة الشارقة، ويطلعهم على خبايا وأسرار الماضي، حيث توقف عند حكايات سوق العرصة في الشارقة، الذي يرجع تاريخ إنشائه إلى نحو 180 عاماً، وفق تقديرات معهد الشارقة للتراث، ما يجعله المركز التجاري الرئيس لإمارة الشارقة القديمة.

وتعتبر حكاية مدرسة الإصلاح التي تناولها البرنامج، من أهم الحكايات التي قدمها البرنامج باعتبارها قصة مشروع ثقافي، بدأت ملامحه تتشكل في إمارة الشارقة، عندما شيد الشيخ علي بن محمود مدرسة شبه نظامية في منطقة الحيرة عام 1915، درس وتخرج منها نجله الشيخ محمد علي بن محمود، الذي أطلق مدرسة الإصلاح عام 1953م، كأول مدرسة نظامية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمت صفاً للبنين وصفاً للبنات.