جيفن .. تزول المعاناة مع تعافي النخيل

الجميع يفتش، الجميع يبحث؛
والبسيط يبحث عن الراحة، فهل يجدها؟
إنهم ليسوا أشخاصاً غرباء عنا، نراهم كل يوم، وفي كل مكان نذهب إليه، مع اختلاف نوع عملهم الذي نراه بسيطاً؛ إلا أن غيابهم عنا ولو ليوم واحد سيجعلنا ندرك مدى أهمية ما يقومون به. لهذا قررت "مرامي" في كل عدد التحاور مع أحدهم عن قرب، والذهاب إليه في مكان عمله حتى تكون معه في عالمه، وتنقله للقارئ لنسلط الضوء على أهمية عمل هذه الفئة، وأحلامهم وأمنياتهم وأحزانهم.

تحتل أشجار النخيل مكانة خاصة، وتلعب دوراً حيوياً في حياة سكان دول الخليج العربي منذ آلاف السنين، حيث كانت دائماَ مصدراً للغذاء والدواء، كما تستخدم أجزاء منها في بناء المساكن والصناعات المتعددة، ونظراً لأهميتها التراثية والتاريخية والاجتماعية، فقد توسعت المساحات التي تغطيها أشجار النخيل، وأصبحت زراعتها ركناً أساسياً من أركان الزراعة في دولة الإمارات.

يمتد عمر أشجار النخيل المثمرة إلى 150 عاماً، ولذلك تحتاج إلى الاهتمام والرعاية والعديد من الخدمات التي تساهم في الحد من أضرار العديد من الآفات الزراعية التي تفتك بهذه الأشجار، وتحد من نموها وإنتاجها. وفي هذا العدد التقت "مرامي" بـ "جيفن" الذي يعمل في إحدى الشركات المتخصصة بتنظيف أشجار النخيل.
بداية قال: أتيت إلى الإمارات منذ 4 سنوات مع مجموعة من المعارف والأصدقاء، للبحث عن مصدر للرزق، وتسديد احتياجات أسرتي، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعمل في مجال تنظيف ومعالجة أشجار النخيل.

حدثنا عن طبيعة مهنتك؟

هل تجد صعوبة في هذا العمل؟

لا أجد صعوبة في هذا العمل، إذ إن أغلب الخطوات تكون محسوبة ومنظّمة، وتتم في أوقات محددة وباستخدام أدوات مخصصة، وربما يستغرق العمل يوماً كاملاً، ولذلك يجب الالتزام بالمواصفات المطلوبة، والتأكد من دقة الخطوات المطلوبة لمعالجة أشجار النخيل بحسب الأضرار التي لحقت بها.
وتابع: على الرغم من ضرورة العمل في النهار مع الطقس الحار، إلا أن كل هذا التعب يذهب عند رؤية النخيل معافي ويطرح ثماره.

كيف تقضي يوم العطلة؟

أحاول بقدر المستطاع الاستمتاع بيوم العطلة، وأضع برنامجاً وأقسم الساعات بين الراحة والاسترخاء بعد أسبوع من العمل الشاق، وطهو الطعام والتنظيف وغسيل الملابس، وقضاء الوقت مع العائلة عبر المحادثات الهاتفية، وفي بعض الأوقات للخروج في المساء مع زملائي في السكن.

ما هي أمنياتك؟

على الرغم من اعتيادي على الحياة في دولة الإمارات التي أعتبرها وطني الثاني، إلا أن عدم وجود الأسرة يكون عائقاً للشعور بالسعادة والاستقرار، ولذلك فإن أهم أمنياتي هي الاجتماع مع عائلتي في مكان واحد، أما على صعيد العمل فأنا أسعى للحصول على خبرة أكثر في هذا المجال.