شيماء أحمد.. المرض النفسي حوّلها لمؤثرة اجتماعية بدرجة معالج

شيماء أحمد.. المرض النفسي حوّلها لمؤثرة اجتماعية بدرجة معالج
شيماء أحمد.. المرض النفسي حوّلها لمؤثرة اجتماعية بدرجة معالج

"شيماء أحمد" تذكروا هذا الاسم جيداً، لأنه يعود لإنسانة غير عادية، إماراتية الهوية، استطاعت أن تصبح نموذجاً ناجحاً ومؤثراً في محيطها وأيضاً على صفحتها الإلكترونية، التي لم تستغلها في أمور سخيفة كما فعلت الكثيرات، بل على العكس كانت منارة للذين يتألمون بصمت، عبر اطلاعهم على قصتها الواقعية والتي كانت في يوم من الأيام أكثر حدة من قصصهم.

اكتشفت شيماء أحمد أنها تعاني من مرض نفسي وهو ما يعرف بالذهان الحاد والاكتئاب الحاد، وذلك بعد مضي 7 أعوام عاشتها في الهلوسة والتخيل بأنها مطاردة من كائنات غير بشرية سيطرت على الأرض وتريد القضاء عليها، وأن رفاقها في العمل يتنمرون عليها، بل ذهبت في أوهامها والتي لم تكن تطلع عليها أحداً، إلى أنها توجهت إلى مركز الشرطة تشتكي ظلم وجبروت أهلها وأنهم يكيدون لها المكيدة لإيذائها، وقتها أثارت شكوك المسؤولين في المركز واستدعوا أهلها ليتم الكشف عن أنها مريضة نفسية، فتم تحويلها الى مستشفى الأمل في دبي لتتلقى العلاج اللازم.

شيماء اكتشفت أنها مريضة وهي بسن الـ23، دخلت المشفى للعلاج وهي بسن 30 سنة، أمضت 6 أسابيع في المستشفى لتخرج منه، وتستمر بالمتابعة والعلاج، حتى تعافت تماماً بعد خمس سنوات.

هل انتهت القصة هنا؟ لا.. بل بدأت شيماء فصلاً جديداً من حياتها، ومع قصة «مذكرات مجنونة» الواقعية، سردت فيها شيماء قصتها كي تكون رسالة لكل من يعاني بصمت من المرض النفسي وكي تشجعهم وتمنحهم الأمل والشفاء ممن هم فيه، لذا كتبت حياتها وتجربتها مع الأوهام، ثم العلاج وصولاً إلى الحرية.

شيماء أحمد.. المرض النفسي حوّلها لمؤثرة اجتماعية بدرجة معالج

لم تكتفِ شيماء بذلك، بل توجهت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لتواكب لغة العصر وأنشأت صفحتها التي تزودها بالمعلومات التي تسجلها بنفسها عن الذهان والأمراض النفسية ولتجيب عن الأسئلة والاستفسارات التي تردها بكل أريحية وشجاعة، وتنشر الوعي حول المرض بمحتوى اجتماعي، خاص بالصحة النفسية، وأصبحت ضيفة المنتديات والمؤتمرات التي تفرد البساط أمامها لتروي قصتها وتصميمها على التعافي، وبث التفاؤل في نفوس المرضى النفسيين من جهة وأن تشجع أفراد المجتمع على التحدث عن مشاكلهم النفسية وعدم اعتباره عاراً أو عيباً أو أن المريض النفسي هو مجنون، بل على العكس لأن الطب والعلاج قد تقدم، والأدوية أصبحت كافية للتشافي، إضافة إلى الفيديوهات التي تنشرها على السوشيال ميديا من وحي تجربتها الشخصية التي تعتبر مفيدة للناس، وكذلك كتابتها لمقالات في بعض الصحف المحلية، وقد تلقت الكثير من الرسائل من مرضى يعانون أمراضاً نفسية متباينة، منها الفصام وثنائي القطب، وقد تفاعلت معهم بالنصح والإرشاد. والأمر الآخر الذي حرصت عليه هو حصولها على درجة الماجستير في إدارة الأعمال.

أخيراً... من الجميل أن تشعر بالفخر بعد تخطيك لأزمة كادت أن تزلزل حياتك لولا التصميم والإصرار، تقول شيماء الفخورة بإنجازاتها على الرغم من خسارتها لبضعة أعوام، فلا بد من أن يبدأ المرء بالإنجاز في أي مرحلة دون أن يشعر بأن الوقت قد سرقه.

التعليقات