الزراعة العضوية في الإمارات
العدد الخاص بمناسبة عيد الاتحاد 53 - 2024
قبل الإجابة لا بد أن نسأل أنفسنا الأسئلة التالية: هل وجّهنا انتباهنا كاملاً لأطفالنا عندما يتحدثون ونحن نستمع؟ وهل حاورنا أطفالنا حول موضوع معين؟ لذا سوف أوضح بعض الأساليب التي تساعد في عملية الاستماع والمناقشة الفعّالة.
كلما كان الوالدان مهتمين بأنشطة أبنائهما المختلفة فإن الأبناء سيشعرون بأهميتهم وقربهم لمجتمع الكبار من خلال تعبيرهم عن اهتمامهم وحاجاتهم والتحدث عن أنفسهم. كما أن هناك مراحل حساسة في حياة الطفل والتي يحتاج فيها إلى والديه لكي يستمعا له حينما يتعرض لانفعال داخلي بسبب صدمة أو خيبة أمل.
فالأطفال عادة بحاجة إلى أن يكون آباؤهم أو أمهاتهم في متناول اليد لكي يسمعوا منهم ويقوموا بتوفير ما من شأنه أن يخفف عنهم، لذا يجب ألا نشعر الأطفال بأننا مشغولون وغير قادرين على التحدث معهم فيما يخصهم، فمجيء الأطفال من المدرسة هو وقت مناسب للتحدث معهم وتخصيص وقت لمشاركتهم. كما يجب أن نعطي الأطفال انتباها كاملاً، فلكي نكون مستمعين جيدين يجب أن نركز انتباهنا بدون الالتفات إلى أي عمل آخر من أعمال المنزل أو القراءة أو مشاهدة التلفاز.
يجب أن يتمتع الوالدين بالصبر وتشجيع الحديث؛ فبعض الأطفال يحتاج إلى دعوة بحيث يبدأون بالحديث. مثلاً: أخبرني عن يومك المدرسي، أود أن أسمع ماذا جرى اليوم هناك. ولنجعل الطفل يتحدث أكثر، فيجب أن نشجعه ببعض الكلمات مثل: "نعم، نعم، وماذا حصل بعد ذلك؟". وينبغي أن لا يقاطع الصغار عندما يتحدثون مع الإنصات التام لهم لأن معظم الآباء والأمهات للأسف يقومون بمقاطعة حديث أبنائهم زعماً منهم أنهم يعرفون ماذا سيقولون، فلندع الأطفال يتحدثون ويخبروننا بالتفصيل عن خبراتهم وعن المشكلات التي يتعرضون لها؛ لأنهم عندما يشرحون ما حصل لهم بإسهاب فإنهم ربما تعرفوا على أسباب مشكلتهم وربما كانوا قادرين على إيجاد الحلول بأنفسهم.
إن طريقة الإنصات الفعالة هي أن يكون الوالدان مرآة لمشاعر الطفل عن طريق انعكاس التعبيرات الصادرة من الطفل، بحيث تكون الانفعالات غير السارة لدى الطفل مقبولة ومفهومة وموضحة عن طريق تعليق من قبل الكبار. وعلى سبيل المثال: يقول الأب لابنه: أنا أعرف أنك غاضب من أخيك لأنه قام بكسر لعبتك وتشعر وتتمنى أن تقوم بضربه، ولكن يجب عليك أن تصرح بهذه المشاعر بدلاً من أن تضرب أخاك.
ويجب أن يتحدث الوالدان بحيث يستمع الأطفال؛ فالأطفال يتعلمون من خلال خبراتهم اليومية وخاصة إذا وجد الأطفال من يشاركهم ويناقشهم ويفحص واجباتهم المدرسية. لذا وجب على الوالدين أن يضعا برنامجاً خاصاً في كل يوم لمناقشة الأطفال، ويجب أن تكون المناقشة حرة يتبادل الطرفان فيها الآراء ومشاركة الخبرات والرأي والإدلاء بالصراحة وتبادل الاحترام.
إن مناقشة الأطفال يجب أن تكون نشاطاً مستمراً داخل كل بيت، وموضوعات تلك المناقشة يجب أن تشمل خبرات اليوم والهوايات، والرياضة والمدرسة، والصعوبات الشخصية، والأحداث الجارية، وهذا يتوقف على سن الطفل وثقافة الوالدين.
التعليقات