الملابس التراثية العربية تنتشر في الأسواق الكندية

الملابس التراثية العربية تنتشر في الأسواق الكندية
الملابس التراثية العربية تنتشر في الأسواق الكندية

تشهد الأسواق الكندية انتشاراً لبيع الملابس التراثية العربية، وتعود أسباب ذلك إلى زيادة عدد أبناء الجالية العربية في المجتمع الكندي أو الكنديين من أصول عربية، إضافة إلى أن الكنديين يرغبون في التعرف على الثقافات المختلفة، ومنها الثقافة العربية، وعلى الملابس التي يرتديها العرب وخاصة الملابس التراثية.
مجلة "مرامي" استضافت السيدة آمنة النقيب حاصلة على بكالوريوس تربية لغة إنجليزية من الجامعة المستنصرية في العراق والسيد مصطفى معاذ للتعرف على إقبال الكنديين العرب والكنديين من أصول مختلفة على شراء الملابس التراثية العربية، حيث تقول السيدة آمنة: إن لديها هواية تنسيق الملابس وتصميم الأزياء، ومن هنا جاءت فكرة أن تستثمر هذه الهواية في مجال بيع الملابس التراثية في كندا. وتقول: بعد هجرتها من العراق إلى تركيا عملت في مجال تصميم الأزياء في تركيا وشحنها وبيعها في العراق، وبعد انتقالها إلى كندا قبل خمس سنوات، بدأت فكرة احتراف بيع الملابس التراثية في كندا.
وأضافت موضحة: كنا نتشارك في بيع الملابس التراثية العربية بتصاميم حديثة في البازارات التي تقام في المجتمع الكندي، حيث وجدنا إقبالاً كبيراً على شراء هذه الملابس؛ سواء من الكنديين العرب أو من الكنديين من أصول مختلفة، وما ساعدنا على نجاح مشروعنا هذا توفيق الله عز وجل، إضافة إلى افتقار السوق الكندية إلى مثل هذه الملابس التراثية العربية، والتي تحمل بعض الإضافات الموجودة في تصميم الأزياء الغربية.

الإقبال على شراء الملابس التراثية

تبيّن السيدة آمنة أن الإقبال على شراء الملابس التراثية العربية يزداد في شهر رمضان المبارك والأعياد والمناسبات الخاصة كالأفراح، حيث يحرص أبناء الجالية العربية في كندا على ارتداء الملابس التراثية التي تبين عاداتهم وتقاليدهم في هذه المناسبات والأعياد، وتكون هذه الملابس إما مصنوعة يدوياً أو من قبل المعامل المختصة في تصميم هذه الملابس، أما مناشئ هذه الملابس فهي إما المصانع العراقية أو التركية.

زبائننا من مختلف الدول

تقول السيدة آمنة: إن زبائننا من مختلف الدول، وأغلبهم من الكنديين من أصول العربية، وأيضاً هناك زبائن كنديون وزبائن من دول إفريقيا ودول متعددة أخرى، أما أكثر الملابس المطلوبة من قبلهم فهي العباءة، ومنهم مسلمون كنديون يرغبون بشراء العباءة لكي يتم لبسها في صلاة التراويح أو في الأعياد أو في صلاة الجمعة، إضافة إلى الملابس التراثية العراقية والمغربية كالقفطان، وأيضاً الملابس التراثية الفلسطينية.

الملابس التراثية العربية تنتشر في الأسواق الكندية
إكسسوارات عربية تراثية

تقول السيدة آمنة عن ذلك: إن زبائنها يفضلون شراء الإكسسوارات المطلية بالذهب أو القريبة إلى الذهب، وأنها تستورد هذه الإكسسوارات من المنشآت العراقية، حيث تجد الكثير من الإكسسوارات ذات الطابع التراثي، إضافة إلى تصاميم الإكسسوارات بالأحرف العربية و الأسماء المكتوبة باللغة العربية، والزبائن الذين يقبلون على شراء هذه الإكسسوارات من مختلف الجنسيات والدول.

لا نجد منافسة من سوق الأونلاين

عن ذلك تقول السيدة آمنة: إننا لا نجد أي منافسة من قبل سوق الأونلاين وذلك لأن الزبائن يفضلون الشراء من المحلات لأن ذلك يتيح لهم قياس الملابس قبل شرائها، وهذا قد لا يتوفر مع البائع أونلاين، إضافة إلى أنهم لا يستطيعون إرجاع الملابس.

الملابس التراثية العربية تنتشر في الأسواق الكندية
سر المهنة

أما السيد مصطفى معاذ، وهو أيضاً مالك لمحلات "مايان للألبسة التراثية" في مدينة لندن انتاريو في كندا، وهو إعلامي وصحفي سابق بالعراق، يقول لمجلة "مرامي" عن تجربته في بيع الملابس التراثية في كندا: إنه اختار هذه المهنة نظراً لخبرته في مجال التسويق الإلكتروني، حيث كان ولا يزال يبيع الكثير من الملابس والأدوات عن طريق الأونلاين، وقرر أن يخوض هذه التجربة في كندا نظراً لوجود الإقبال من أبناء الجالية العربية والكنديين من أصول عربية على شراء الملابس العربية التراثية، إضافة إلى أنه وجد أن أبناء الجالية يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم، ومن ضمن هذه العادات لبس الملابس التراثية التي تخص بلدانهم وارتداؤها في المناسبات الدينية والحفلات الخاصة.

الملابس التراثية العربية تنتشر في الأسواق الكندية
الإقبال على الملابس من قبل الرجال والنساء

ويضيف: كانت الفكرة في البداية وتوفير الملابس النسائية، ولكننا وجدنا أيضاً أن الرجال يقبلون على شراء الملابس التراثية التي تخص بلدهم، فكان ذلك فرصة كبيرة بتوفير هذه الملابس ومن مختلف المنشآت، ولذا قمنا بتوفير هذه الملابس للرجال أيضاً.

نوعية الملابس المطلوبة

العباءة أو البشت الرجالي، الدشداشة أو الثوب بالعربي، العقال والكوفية أو الشماغ، ويضيف السيد مصطفى أنه في الفترة الأخيرة هناك إقبال من الشباب العربي في كندا على شراء الملابس العربية خاصة العباءة والدشداشة لارتدائها في حفلات الزواج وعقد القران. ويضيف أن الأنواع المتوفرة من الشماغ العربي هي الشماغ السعودي والعراقي والفلسطيني والأردني، ويبين السيد مصطفى أن الكنديين أيضاً يقبلون على شراء الشماغ العربي خاصة في فصل الشتاء يستخدم كوشاح للوجه والرأس والرقبة، أيضاً في فصل الشتاء هناك إقبال على شراء الفروة، وهي مثل البشت العربي يكون من الداخل مغطى بالصوف أو الفرو.

الملابس التراثية العربية تنتشر في الأسواق الكندية
مصادر استيراد وأسواق جديدة لبضائع جديدة

يقول السيد مصطفى: نحن بصدد فتح أسواق ومنافذ جديدة نستورد منها احتياجات ومتطلبات زبائننا الكرام لكي نلبي مختلف الطلبات والأذواق ومن أفضل المناشئ.
وعن أهمية وجود مثل هذه المحلات في العالم الغربي وتحديداً كندا، يقول السيد مصطفى: إن الأمر ليس قضية ملابس بقدر ما هو حفاظ على الثقافتين العربية والإسلامية خاصة بالنسبة للأجيال الجديدة التي ولدت وكبرت في كندا، أيضاً من الأهمية أن نبين كما يقول السيد مصطفى عمق الحضارتين العربية والإسلامية من خلال اعتزازنا بهويتنا والحفاظ على مورثنا الذي ورثناها والذي يفرض علينا تقديم أفضل صورة للمجتمع الكندي عن هذه الهوية، وهذا واجب على كل أبناء المجتمع العربي والإسلامي أن يعكسوا ويقدموا أفضل صورة عن هويتنا، وهذا ما نلمسه من كثير من أبناء مجتمعنا العربي بكندا؛ فمثلاً عندما تقيم المدارس أو الجامعات يوماً عن الثقافات المتعددة بكندا يحرص الطلاب في المدارس والجامعات على ارتداء الملابس العربية والإسلامية التي تبين أصولهم ومن أي الدول قدموا، وفي النهاية هي ليست قضية ملابس تراثية، بمقدار ما هي حضارة وهوية يجب الحفاظ عليهما من خلال تمسكنا بها.

التعليقات

فيديو العدد