فاطمة المرزوقي : "الراصد الأمين" تكشف حالات العنف المتستَّر عليها

فاطمة المرزوقي : "الراصد الأمين" تكشف حالات العنف المتستَّر عليها
فاطمة المرزوقي : "الراصد الأمين" تكشف حالات العنف المتستَّر عليها

"الراصد الأمين" خدمة مميزة أطلقها مركز حماية الطفل والأسرة التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، حيث جاءت بناء على الحالات والمشاكل التي ترد إلى المركز الذي يعنى بحماية الطفل والأسرة، والتي يتم التعامل معها بدون مسؤولية أحياناً، ما يشرع للبعض أن يتصرفوا من دون الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين ولو كانوا من المقربين إليهم.

شراكة مجتمعية

فما هي هذه الخدمة التي وبعد مرور أقل من عام على تطبيقها أثبتت فاعليتها ونتائجها كانت طيبة كما تقول فاطمة المرزوقي، مدير مركز حماية الطفل والأسرة، وتشرح خدمة "الراصد الأمين" بكونها تتم بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات الطبية والصحية والمدارس، وهي تستهدف أولاً الكوادر الصحية والمراكز الطبية والمشرفين على علاج ورعاية الأطفال خاصة العاملين في أقسام الطوارئ، والذين يستقبلون الحالات الطارئة ويكشفون عليها ويسجلون التقارير الطبية للحالة. وثانياً، الطاقم التعليمي من المدرسين ومديري المدارس، وثالثاً، كل متخصص حماية حامل صفة "الضبطية القضائية" التي تخوله التدخل للحيلولة دون الإساءة للطفل وحمايته والإبلاغ عن أي تصرف من شأنه أن يؤذي الطفل نفسياً وجسدياً وعاطفياً وصحياً، في أي مكان أو زمان.
كافة الفئات التي ذكرت تخضع لورش توعوية يقدمها "الراصد الأمين"، ويتم تلقي معلومات حول كيفية التصرف في أي حالة أو وضع يثير الشك في تعرض الأطفال إلى أي نوع من أنواع العنف والأذى، على سبيل المثال: وجود كدمات على يد الطالب أو وجهه، أو غياب متكرر لفترات طويلة عن المدرسة، أو تعرض الطفل للضرب المبرح على يد أحد من أفراد أسرته ما يستدعي دخوله للمستشفى، ولدى وصوله للطوارئ يتحجج أهله بأنه سقط عن السلالم مثلاً، وفي هذه الأحوال وغيرها على المدرس أو المسؤول التربوي أو الطبيب التبليغ الفوري لـ "الراصد الأمين" عبر القنوات التي حددتها دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، وهي الاتصال على الرقم 800700 الخاص بتلقي الرسائل والتحرك على الفور لإنقاذ الطفل.

تطور في الخدمات

وتعقِّب مديرة مركز حماية الطفل، قائلة: "خدمة "الراصد الأمين"، تشكل تطوراً في الخدمات المقدمة من المركز، فبدلاً من انتظار بلاغات الإساءة على الخط الرئيسي للدائرة، ارتأينا أن نتحرك لتوعية الأفراد المسؤولين عن الأطفال خارج سور البيت، بتقديم خدمات استباقية - قبل وقوع الإساءة-، من خلال نشر التوعية للمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية بإمارة الشارقة، وتوضيح دور الراصد في تحقيق الحماية للطفل ورصد الملاحظات بشأن الأطفال المعنفين أثناء زيارتهم للمستشفى أو العيادات المتخصصة في تقديم الخدمات والرعاية اللازمة لهم. كما أن الخدمة هي بمثابة تعزيز لمبدأ الشراكات المجتمعية بين المؤسسات ونشر التوعية لفئات المجتمع، لكوننا نتعامل مع أكثر من جهة غير الجهات الأمنية، مثل المدارس والمستشفيات، والهدف من ذلك هو الوصول إلى الأطفال المعرضين للخطر أو الذين تعرضوا له بالفعل ولم يتم التبليغ، سواء من أسرهم أو مدارسهم أو من المستشفيات وأقسام الطوارئ فيها".

ضرورة التبليغ الفوري

وذكرت المرزوقي أنه يتوجب على المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة والحكومية إبلاغنا عن الحالات التي تردهم وتكون مثاراً للشكوك، حيث يتم خلال الورش التدريبية التي يقدمها المركز ممثلاً بـ "الراصد الأمين" تعريفهم بكيفية التبليغ وما هي الحالات التي تستوجب الإبلاغ عنها وكيفية تحديد درجة الخطورة والتصنيف وتقييم الضرر الناتج عن الإساءة.
وختمت قائلة: "هدفنا بالدرجة الأولى ضمان تمتع الأطفال بكافة حقوقهم وتقديم خدمات استشارية لهم ولذويهم، وتقديم الدعم النفسي التخصصي الذين تعرضوا للإساءة من خلال التقييم وتقديم الاستشارات وبرامج إعادة التأهيل بهدف محو آثار الإساءة ومعالجة نفسيتهم وتعديل سلوكهم".

التعليقات

فيديو العدد