مصطفى حسني: معايشتي هموم الناس سبب نجاحي
العدد 162 - 2025
آمن خالد صفر الهرمودي بالدور الكبير الذي يلعبه الإعلام الوطني، وأهمية تسخيره لخدمة الوطن والمواطنين، لتحقيق الاستقرار والحياة الكريمة للجميع في دولة الإمارات، ومن هنا جاءت فكرة انطلاقة مؤسسة "برق الإمارات" للإعلام، لدعم مسيرة التنمية والاستقرار في الإمارات، إيماناً من مؤسسيها بدور الإعلام البارز والرئيس في ترسيخ القيم والمبادئ والمفاهيم. التقته مرامي وسلطت الضوء على عدة جوانب من حياته العملية من خلال اللقاء.
عندما سمعت عن تأسيس تلفزيون الشارقة أسعدني وشدني الخبر كثيراً واعتبرته إضافة كبيرة لي على الصعيد المهني. اختيار سمو الحاكم للتوقيت كان مناسباً كانت القنوات التلفزيونية في أوج نشاطها، وبدأ تلفزيون الشارقة بقوة من حيث انتهى الآخرون.
ففي بداية التأسيس كان هناك فريق إعلامي محترف مطعم من مختلف دول الوطن العربي من مصر وسوريا والعراق ومختلف دول الخليج، إضافة لأسماء من داخل الدولة، وهذا ما دفعني لأدخل وانضم للعمل، وبلا شك أدركت أني سأستفيد من القامات الموجودة، وكانت انطلاقة أي مذيع في هذه المؤسسة سريعة، فالشخص الذي يحتاج لسنوات في أي مكان آخر، تكفيه في مدرسة تلفزيون الشارقة بضعة شهور ليكتسب الخبرة ويتطور، فالمذيع الذي يبدأ مذيع ربط، بعد فترة يقدم برامج ثم يتميز، وبالتدريب والتوجيهات ينتقل ليصبح قارئ نشرة، فالتطور سريع، وحتى الآن من المعروف أنها مدرسة خرَّجت أسماء كثيرة، ولهذا امتدت مسيرتي المهنية في تلفزيون الشارقة لعشرين عاماً حتى أصبحت مديراً، ومازالت بصمات عملي في التلفزيون ترافقني لليوم.
كنت دائماً أعتقد أن الإنسان يجب أن يكون لديه مشروع مستقل بإدارته وأفكاره بما يتناسب وسياسة الدولة، والحمد لله استطعت أن أحقق هذا الهدف من خلال تأسيس "برق الإمارات" الذي بدأ في البداية بالأخبار العاجلة عبر الرسائل النصية، وكانت هذه الوسيلة في القمة قبل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأنا بها وكانت الأولى من نوعها من خلال السرعة والمصداقية، واستطعنا جذب مشتركين من مختلف مناطق الدولة، ومن خلال الخبرة التي اكتسبتها خلال عملي في التلفزيون، بتُّ أدرك احتياجات ومتطلبات الجمهور، فمع كمية الأخبار المتدفقة لا يمكننا أن نرسل كل شيء، بل علينا أن نستشف ما الذي يريده المتابع، وطورنا مع الوقت من خدماتنا من خلال الاستفادة من ملاحظاتهم، لنقدم محتوى يلامس احتياجات المتابعين، ثم فتحنا في تويتر وإنستغرام ويوتيوب وتوك توك، فأي مجال يمكن أن ننشر من خلاله الأخبار نحرص على أن نكون فيه كي لا نبتعد عن الناس، وعن اهتماماتهم واحتياجاتهم، ولم يزل لدينا طموح وشغف لتقديم كل ما يبحث عنه المتابع.
كنا نعمل على البرامج التي تتطلب إعداداً وعلاقات واتصالات مع شخصيات ومسؤولين وكان علينا الحضور في مكان التصوير وعلمني هذا الكثير وأكسبني معرفة وعلاقات مع شخصيات كبيرة في الدولة ومع مثقفين، وفي البدايات كان أغلب المهام موكلة لنا، فأنا كنت أقود السيارة لموقع التصوير، وآخذ المصور معي، وأساعده في وضع الكاميرا وفي تركيب المايك للضيف؛ كان عملاً جماعياً بشغف وحب، حتى المونتاج، كنت أجلس مع المونتيير واختار المناسب من كلام الضيف والموسيقى، وهذا أعطانا خبرة واسعة في عدة مجالات، عكس العمل اليوم، حيث هناك فريق كبير يعمل كخلية نحل، ويكون دور المذيع التقديم فحسب، وللآن في رصيد ذكرياتي الكثير من الذكريات الجميلة مع الكثير من الضيوف ومع فريق العمل.
هناك تحديات كبيرة تواجه الإعلام اليوم، حيث يعرف الجميع أن بإمكان أي شخص يمتلك هاتفاً جوالاً أن يعمل منصة أقوى من أي منصة إعلامية معروفة، فاليوم إذا لم نواكب هذا التحدي من الصعب أن نسيطر على العمل، فأنت اليوم إذا لم تبادر وتخلق روح المنافسة داخل فريق عملك من الصعب أن تواكب ما يدور في الساحة من تغطيات، وتواكب الأحداث، فالشخص اليوم يمكن أن يعمل سبقاً صحفياً قبل المؤسسات الإعلامية، فأنت كمؤسسة إعلامية إذا كنت تملك وسائل وكوادر مميزة وتعمل بروح الفريق الواحد، أتصور أنك ستقدم عملاً مميزاً وسيكون من الصعب أن تنافسك أي مؤسسة، فلا بد وأن تتغير الأفكار، الإعلام اليوم مختلف عن قبل، ليس قبل عشر سنوات، بل أقل.. قبل عامين بل قبل عام حتى، فكل يوم نجد المواقع الإلكترونية في تطور مستمر، ولكن ولله الحمد القيادة في دولة الإمارات مهتمة جداً بهذا الجانب، وتقدم الدعم لكل مؤسسة إعلامية، ولذلك نجد أن المؤسسات الإعلامية الرسمية في الدولة مازالت محافظة على سمعتها ومصداقيتها ومكانتها من خلال تعيين كوادر مواكبة للتطور الحاصل وتعرف ما الذي يريده الجيل الحالي والجيل القادم، ولله الحمد الإعلام في دولة الإمارات لايزال قوياً، وبالعكس صارت الفرصة أكبر لدخول مؤسسات جديدة تقدم خدمة إعلامية تتناسب مع ما وصلت إليه الدولة من رقي إعلامي في كل الجوانب.
بخصوص الرياضة، أنا أنتمي لنادي الشارقة منذ نعومة أظفاري، وأحب هذا النادي وواكبت كل البطولات من التسعينيات، ولما أتت الفرصة كي أكون عضواً في مجلس إدارة نادي الشارقة لم أتردد للحظة، وطبعاً هذا الشرف والتكليف وصلني من حكومة الشارقة ومن الأخ العزيز الشيخ عبد الله آل ثاني الذي تربطني به علاقة صداقة، والذي أحب النادي بصدق، وطلب مني أن أكون مسؤولاً بحكم خبرتي عن الجانب الإعلامي للنادي، ولم أتردد للحظة، لأن ما قدمته لي الشارقة وتلفزيون الشارقة يجعلني لا أبخل على أي مؤسسة في الشارقة ولو بلحظة من وقتي وخبرتي البسيطة.
وعملت حوالي أربع سنوات واستطعت خلالها أن أطور حسابات النادي على وسائل التواصل الاجتماعي والصحف، وتم تطوير الجانب الإعلامي عموماً في النادي، واعتمدنا أسلوب الخطاب الإعلامي المتوازن المعتدل، في ظل المشاحنات الموجودة في الساحة الرياضية، سواء بين الجمهور أو الأندية، حيث اكتسبنا الخبرة في التعامل مع كل زوبعة بأسلوب راقٍ، ومن أهم ما تعلمته مهارة التواصل مع الجمهور والرد على الاستفسارات قدر المستطاع، وأن نعتبر الجمهور اللاعب رقم واحد في النادي، وهذا ما جعل النادي يستمر وينجح.
التعليقات