"كيناوي" طالبة تايلاندية.. تعلق قلبها بالإمارات
العدد الخاص بمناسبة عيد الاتحاد 53 - 2024
أكدت أمينة الرفاعي، مدير مركز كنف، أن إدارة المركز مسؤولية كبيرة وأمانة عظيمة، نحن هنا لا نتعامل مع مؤسسة تجارية أو مالية، بل نتعامل مع مستقبل مجتمع ومستقبل أبنائه، وأشادت بحرص سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، على إنشاء هذا المركز ليكون بمثابة مظلة الحماية والأمان للأطفال، وتحدثت بالتفصيل عن دور المركز وأهميته وطبيعة عمله، من خلال الحوار التالي...
تم افتتاح مركز "كنف" في نوفمبر 2023 بتوجيهات سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وهو أول مركز من نوعه على مستوى المنطقة، ويُعتبر نقلة نوعية في مجال حماية الطفل في الإمارات والمنطقة، ويُجسد الرؤية الاستراتيجية لإمارة الشارقة لتوفير مركز شامل يجمع كافة الجهود والجهات المختصة في مكان واحد، بما يتيح للأطفال ضحايا الإساءة فرصة تلقي الدعم القانوني، والنفسي، والطبي تحت سقف واحد، ويهدف كنف إلى توفير الدعم الفوري للأطفال، إلى جانب معالجة التداعيات النفسية والاجتماعية على المدى الطويل.
إن ما يميز "كنف" هو منهجيته الشاملة والمتكاملة، حيث يتم التعامل مع كل حالة من خلال فريق متخصص ومدرّب على فهم احتياجات الطفل وإدارة الحالات بحساسية ومهنية عالية. نحن لا نتعامل مع الإساءات كحوادث فردية، بل نسعى لفهم السياق المحيط بها ومعالجته لضمان بيئة آمنة ومستقرة للطفل.
أنماط الحياة الحديثة بما فيها العالم الرقمي، زادت من التحديات التي تواجه سلامة أطفالنا، وظهرت أشكال جديدة من الإساءات التي لم تكن معروفة من قبل وليس لدى الأهالي المعرفة الكافية بكيفية التعامل معها، ويمكن إجمال أشكال الإساءات الموجهة للأطفال بما يلي:
نحن في "كنف" نسعى لتعزيز التعاون المجتمعي من خلال نشر الوعي بين الأهل والمربين حول أهمية الحوار المفتوح مع الأطفال، واليقظة تجاه الإشارات المبكرة لأي إساءة محتملة. هذه الجهود الاستباقية تُعزز من قدرة المجتمع على حماية أفراده الصغار وتوفير بيئة آمنة تدعم نموهم وتطورهم.
رغم أن "خط نجدة الطفل" يُعد أحد أدوات دائرة الخدمات الاجتماعية وليس جزءًا مباشرًا من عمل "كنف"، إلا أنه يمثل عنصراً مهماً في منظومة حماية الطفل الشاملة، وهو يجسد أهمية التعاون والشراكة بين مختلف الهيئات والجهات من أجل توفير الحماية للأطفال وتعزيز قيم المجتمع النبيلة.
إن الخط يساهم في تقديم الاستجابة السريعة لحالات الإساءة من خلال توفير قناة تواصل آمنة ومباشرة.
نحن في "كنف" نعتبر أن المجتمع وما فيه من مؤسسات ومراكز سواء كانت تتعامل مع الطفل والأسرة بشكل مباشر أو غير مباشر، هو خط الدفاع الأول عن جميع الأفراد، وهو الحاضنة التي فيها ينمو الطفل وتتكون شخصيته ويبني فيها علاقاتها.
من هنا تأتي أهمية مراكز الطفل والأسرة كونها تقود التوعية والتعريف بأساسيات حماية الأطفال والتعامل مع التحديات التي تواجههم. ولا يمكن تخيل أن يكون المجتمع قادراً على هذه المهمة بدون مراكز الطفل والأسرة.
من الضروري أن يكون هناك خطط مشتركة بين مختلف المؤسسات فيما يتعلق بسلامة الأطفال وأمنهم، وأن يكون هناك فعاليات مشتركة من أجل تعزيز المنهجيات والتعريف بدور كل مؤسسة على حدة.
المؤسسات في مجتمع الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة تعمل بمبدأ التكامل. كل مركز أو مؤسسة لديهم من التخصصات الضرورية واللازمة لبناء منظومة متكاملة لحماية الطفل. ونحن نلمس تعاوناً وتنسيقاً كبيراً بين هذه المؤسسات والمراكز، ونحرص على أن نستمر بهذا التعاون أن نطور خططنا لتواكب كل المستجدات والتحديات.
إدارة مركز كنف مسؤولية كبيرة وأمانة عظيمة، نحن هنا لا نتعامل مع مؤسسة تجارية أو مالية، بل نتعامل مع مستقبل مجتمع ومستقبل أبنائه. وهذه المسؤولية تلقي بظلالها على حياتي الشخصية كأم وامرأة ومواطنة إماراتية وإنسانة.
علينا جميعاً وبشكل خاص الأهالي أن نكون نموذجاً عن الآباء والأمهات الذين نتمنى وجودهم في المجتمع، وعلينا أن نقوم مع أطفالنا بكل ما نعلم أنه ضروري لحمايتهم.
إدارتي لكنف جاءت نتيجة لشغفي الكبير بالتعلم وتطوير الذات وبشكل خاص في القضايا المجتمعية، وبكل ما يتعلق بالطفل وسلامته، واخترت أن أكون في هذا المجال لأنه يشمل كل شيء، يشمل التنمية والتقدم والاستقرار والتطور. فكل ما نطمح إليه يبدأ بالطفل السليم المعافى جسدياً ونفسياً.
التعليقات