"رغاء" صوت الإبل في الأدبيات والشعر
العدد 162 - 2025
كلمة (الرغاء) في اللغة العربية تأتي من الجذر رغو، وهي كلمة في سياق أصوات الإبل
المعنى:
الرغاء هو صوت الذي تخرجه الإبل، وخاصة عند الفزع أو العطش أو الهجيان.
ويقال:
رغا البعير: أي صاح بصوت معروف عنه، وهو الرغاء.
في المعاجم:
في لسان العرب: الرغاء صوت الإبل، ورغا البعير يرغو رغواً ورغاء، فهو راغٍ.
في المعجم الوسيط:
الرغاء صوت البعير.
الباحث في التراث الإماراتي خميس إسماعيل المطروشي في إصداره الكتاب الثاني (رمستنا): عن الكلمات والمصطلحات والمفردات في " اللهجة الإماراتية" ذكر معنى (رغا) قائلاً:
رغا: صوت البعير الغاضب، وقد يشبه الشخص المنفعل والذي يتكلم كلاماً غير مفهوم، ومنفعل ويهدد ويتوعد، فيقال (بلاك ترغي وتزيد جنك بعير) ومعنى رغا في قاموس المعاني:
رغا الطفل: بكى بكاء شديداً
رغا الجمل: صوت، ضج
رغا الرعد: اشتد صوته
رغا كلامه: كثر كلامه
معنى رغا في مختار الصحاح، لها معان عدة، منها، الرغاة صوت ذوات الخف، وقد رغا البعير ويرغو رغاء (بالضم والمد) أي ضج.
وهناك في المعجم – رغواً: صارت له رغوة، والبعير ونحوه، رغواً.
ويقال: (أرغى فلان وأزبد) أي ضج غضباً وتوعد، وهدد، ويقال: "جئته فما أرغى ولا أثغى" أو "ما أعطى ثاغية ولا راغية" والبعير ونحوه "حمله على الرغاء، ومنه قولهم: أرغاه إذا قهره، وأذله".
في لسان العرب:
الرغاء صوت ذوات الخف، والناقة ترغو رغاء، صوتت فضحكت. وقد قيل ذلك للضباع والنعام، وناقة رغو على فعول أي كثيرة الرغاء.
وفي حديث المغيرة، "مليلة الإرغاء" أي مملولة الصوت يصفها بكثرة الكلام ورفع الصوت حتى تضجر السامعين فشبه صوتها بالرغاء" أو أراد ازدياد شدتها لكثرة كلامها من الرغوة الزبد.
وفي الأمثال يقال:
كفى برغائها منادياً، أي أن رغاء بعيره يقوم مقام ندائه في التعرض للضيافة والقرى و"سمعت راغي الإبل" أصواتها، و" أرغى فلان بعيره "، وذلك إذا حمله على أن يرغو ليلاً فيضاف. وأرغيته أنا حملته على الرغاء.
وقال سبرة بن عمرو الفقعسي: " أتبغي آل شداد علينا وما يرغي صاحب الإبل إبله ليسمع ابن السبيل بالليل رغاءها فيميل إليها".
استخدامات تشبيهية:
أحياناً يستخدم "الرغاء" مجازاً للدلالة على الضوضاء أو الكلام الفارغ خصوصاً في السياقات الأدبية أو النقدية.
مثال:
"رغا البعير حين رأى الماء".
لا تصغ إلى رغاء الجاهلين، (تعبير مجازي عن كثرة الضجيج أو اللغو).
في الأدبيات والشعر:
غالباً ما يذكر هذا الصوت في الشعر العربي القديم والحديث للدلالة على الهيبة أو التعب أو الحنين، أوحتى الكرامة والرحيل.
جانب من الأبيات الشعرية التي ورد فيها ذكر الرغاء:
قول أحد الشعراء:
ترى البدو في وقت السرى ما يملون
ورغا الإبل وسط الظلام أنيسهم
في هذا البيت يشير الشاعر إلى أن البدو لا يملون من الترحال ليلاً، يأنسون بصوت رغاء الإبل في الظلام.
شعر المديح والفخر:
تمشي الركايب في ظلال السحايب
ترغي الجمال مشيتهن مهابة
هنا يربط الشاعر بين رغاء الإبل وهي تمشي في رهبة وهيبة للدلالة على الكرم أو الترحال الفاخر.
التعليقات