في ظل النخلة.. تراث وحكاية
العدد 163 - 2025
يعد النخيل من أقدم وأهم الأشجار التي عرفها الإنسان، وله مكانة خاصة في قلب البيئة العربية، فقد ارتبطت هذه الشجرة المباركة بحياة الإنسان منذ القدم، فكانت مصدراً للغذاء، والمأوى، والظل، والدواء، ورافداً اقتصادياً هاماً.
وقد عظم الله عز وجل شأن النخيل في كتابه الكريم، فذكرت النخلة في أكثر من موضع، منها قوله تعالى: ﴿وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا﴾ (سورة مريم: 25)، وهو دليل على خيرها وبركتها وغناها بالقيمة الغذائية.
في إطار برنامج أسابيع التراث الثقافي العالمي والأنشطة المتنوعة التي ينظمها معهد الشارقة للتراث على مدار العام جاءت فعاليات "في ظل النخلة: تراث وحكاية"، لمدة أربعة أيام، في مركز المنظمات الدولية للتراث الثقافي، بمشاركة عدد من الدول العربية منها: جمهورية مصر العربية، والإمارات، الدولة المستضيفة، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وسلطنة عمان، وقطر، والبحرين، وبحضور عدد كبير من الزوار والمهتمين بالتراث والموروث الشعبي الخليجي والعربي.
أكد سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أهمية هذه المناسبة كونها تجسد احتفاءً زاخراً بالهوية الثقافية العربية، مستلهمة رمزية النخلة وتوظيفها باعتبارها عنواناً للعطاء والارتباط العميق بالأرض، وكذلك تشكل جزءاً أصيلاً من الهوية الوطنية، وتراث المجتمع الإماراتي العريق، لما له من دور محوري في حياتنا اليومية.
من جانبها الأستاذة عائشة عبيد غابش، مديرة إدارة الفعاليات والأنشطة في معهد الشارقة للتراث، قالت: أولى الإنسان منذ القدم اهتماما كبيراً بزراعة النخيل، لما له من دور كبير في حياته، وفي منطقة الخليج عامة والإماراتي على وجه الخصوص تتميز النخيل بحضور استثنائي، حيث ارتبط بالهوية الثقافية والتراثية للمنطقة، وكان ولا يزال رمزاً خالداً للكرم والعطاء والصبر في مواجهة قسوة الحياة، وتحفظ القيم والعادات التي تشكل نسيجاً متيناً للتراث المشترك.
بدوره الأستاذ عبدالله راشد أحد منسقي وإشراف على الفعالية قال: جاءت فعالية "في ظل النخلة.. تراث وحكاية" بهدف تسليط الضوء على "الشجرة المباركة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء" ألا وهي النخلة التي تعد مصدراً غنياً للإلهام والمعرفة والموروث الشعبي العربي، ورافداً اقتصادياً هاماً للمجتمعات الإنسانية.
تنوعت الفعاليات بين لقاءات فكرية وندوات وجلسات نقاشية وورش عمل حرفية متخصصة وأركان تفاعلية وأصبوحات شعرية في أجراء تراثية مشوقة وجذابة. بالإضافة إلى معرض الحرف اليدوية التقليدية التي شملت صناعات لأدوات تراثية أصيلة للبلدان المشاركة مثل:
السفافة، الجربان، المدبسة، قلادة الحبال، صناعة المداخن، منتجات مصنوعة من سعف النخيل السرود، المهفة، الجفير، خياطة الجربان. كما قدمت عروض حية حول خصائص النخلة وطريقة حفظ الرطب والتمر واستخداتها في بعص المنتجات مثل ماء اللقاح، وعرض عملي لتقنيات النسيج.
وفي ورشة الأطفال وللأمهات أيضاً عمل بعض المشغولات بشكل مطور يستخدما الناشئة مثل: الميداليات باستخدام سعف النخيل والرسم على الكرابي والسراريد، وكذلك لقاءات حول قراءات قصصية للأطفال من بينها قصة "سعفة سعيدة" ضمن إطار التعلم بهدف غرس القيم والمبادئ بطريقة مشوقة في نفوس الأبناء.
التعليقات