القهوة عند العرب رمز الكرم والضيافة

القهوة عند العرب رمز الكرم والضيافة
القهوة عند العرب رمز الكرم والضيافة

يالقهوة بتشارع وياج
لو يستوي منج بعشرين
محلاج يوم الريم تقلاج
محلا صبابج في الفنايين

القهوة ( شيمة ، وقيمة ، وواجب ) ، القهوة رمز الكرم والضيافة العربية والحفاوة ، وعند الخليجيين وأهل البادية العربية للقهوة مكانة خاصة ووسيلة للحصول على الطلب ، إذ يمتنع الطالب عن تناول الفنجان بعد صب القهوة له ووضعه أمامه إذا لم ينفذ مراده من قبل المستضيف ويقول الطالب ( مابشرب قهوتك إلا إذا استجبتم لما أطلبه منكم .. وهكذا)...

القهوة عند العرب رمز الكرم والضيافة

في إطار أسابيع التراث الثقافي العالمي، احتفى معهد الشارقة للتراث بعناصر التراث العالمي ومكوناته التي تمثل مشتركا إنسانيا يجمع تراث الأمم والشعوب ، وذلك تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للقهوة، تحت شعار (القهوة تراث إنساني) وأقيمت الفعاليات على مدى أربعة أيام ، خلال الفترتين الصباحية والمسائية في مقر المعهد بمدينة الشارقة، بمشاركات من دول مجلس التعاون، وعروض قدمتها الجاليات العربية منها الأردنية والسورية، والقهوة السودانية والإيطالية والأثيوبية، وذلك لتسليط الضوء على الثقافات المختلفة في تناول القهوة والعادات والتقاليد والطقوس والسنع وأيضا تناولت الجلسات الجانب التاريخي لهذا المشروب المعروف في كل الحضارات الانسانية.

أكثر المشروبات شعبية
القهوة عند العرب رمز الكرم والضيافة
عائشة غابش

عائشة عبيد غابش مديرة إدارة الفعاليات والأنشطة بمعهد الشارقة للتراث أكدت على أهمية أسابيع التراث العالمي وماتشملها من البرامج والأنشطة لتعكس الاهتمام المتواصل بالتراث وابرازه وصونه والحرص على المحافظة بعناصر التراث الإنساني المشترك..

وأضافت غابش: إن كانت مناسبة اليوم العالمي للقهوة محدد بيوم واحد ارتأى القائمون على معهد الشارقة للتراث بأن يمتد الإحتفاء لعدد من الأيام حتى يعطى الموضوع حقه في المناقشة والمعلومات وبخاصة أن الحديث عن القهوة يطول من خلال التعرج على جوانب كثيرة والمعلوماتية التي لاتعد ولاتحصى في طقوسها المختلفة.

وقالت أن القهوة أحد أكثر المشروبات شعبية وشهرة وانتشارا في العالم، لاسيما مع تطوير القهوة من حيث الصناعة والمذاقات المختلفة التي تتناسب مع الأعمار والفئات المستهدفة.

فللقهوة مكانة خاصة في ذاكرة الشعوب، وتأريخ راسخ في الأذهان وفي أعماق كل الثقافات والحضارات.

جلسات وورش وشعر

نالت فقرات البرناج استحساناً كبيراً من الحضور متجولين على الأجنحة المختلفة للتعرف على عادات الضيافة في الدول المشاركة متذوقين الفناجين التي جاءت بنكهات وصلت رائحة القهوة الزكية إلى خارج المبنى، والاطلاع على معرض الأدوات التي تستخدم في اعداد القهوة والمستلزمات والمصطلحات، وكذلك عرض منتجات القهوة بنكهات تعبر عن ثقافة الذائقة لدى الشعوب وأيضا كيفية استخدام القهوة في الطب الشعبي.

القهوة عند العرب رمز الكرم والضيافة

وفي جانب الحضور للجلسات الحوارية في عناوين ومحاور قيمة ناقشها الضيوف المشاركون منها جلسة (القهوة تراثها الانساني) أدارتها الأستاذة عائشة غابش وشارك في تقديم المحاور خبراء التراث في الخليج عامة وفي الإمارات على وجه الخصوص وهم الأستاذة فاطمة المغني وإبراهيم سند، وخالد إبراهيم وعبدالله الذهلي، وحسين القطان، كما كانت هناك مداخلات قيمة من الجمهور المتفاعل مع الحدث.

سمراء الشعراء

أما الأصبوحة الشعرية التي جاءت تحت عنوان "سمراء الشعراء" فشارك فيها كل من الشاعر حمدان السماحي، والشاعر عتيق القبيسي وعازف العود الفنان محمد اليافعي وأدار الأصبوحة الإعلامي محمد حمدان من معهد الشارقة للتراث وكانت للقهوة الإيطالية حضور كبير استطاعت الخبيرة بالتراث الإيطالي الأستاذة سهيلة أن تسرق الأضواء بالزي الخليجي والإماراتي الذي ارتدته وهي تعرض منتجها بإبتسامة جميلة ملفتة جذبت الأنظار.

القهوة عند العرب رمز الكرم والضيافة

وكان لسيدات مركز الحرف الإماراتية دور كبير في توصيل الرسالة التراثية من خلال كرم الضيافة الإماراتية والحفاوة بالضيف وحسن الاستقبال..ومن أهم البرامج زيارة طلبة وطالبات المدارس للتعرف على تراث الآباء والأجداد والعادات والتقاليد ليتناقلوها جيلا بعد جيل.

أنا المحبوبة السمرا
واجلي في الفناجين
وعود الهند لي عطرا
وذكرى شاع في الصين

وقصيدة أخرى تقول...
يامحلا الفنجال بأرض براحي
ومزينة ريح العويدي إللي فاح
في ظل طلحة والركايب ضواحي
والقلب من كثر الهواجيس مرتاح

القهوة عند العرب رمز الكرم والضيافة

الخبير في التراث إبراهيم جمعة سند كاتب بحريني حائز على جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي ، والشخصية الفخرية للعام التراثي الثقافي أكد على المكانة العالية التي تنفرد بها القهوة عن بقية المشروبات، وأن لها أصول وتقاليد متوارثة من الآباء والأجداد، ولا يزال المجتمع البحريني يحتفي بهذه التقاليد، ويقدر كل من يعمل في هذه الحرفة، لأنها العنصر الأبرز في أصول الكرم والضيافة.

وأضاف: ونحن مع كل رشفة من القهوة نكرم أسلافنا ونكرم جميع من عمل ترسيخ وتشكيل أصول الضيافة العربية.

وقال إبراهيم سند: من عادة المقهوي أن يداعب الفناجين وتحريكها مع بعض صعودا ونزولا لكي تصدر أصواتا مميزة ليشعر الآخرين بقدومه.

فنجان القهوة

وقال سند: على الرغم من صغر حجم الفنجان وكمية القهوة التي لاتتعدى تغطية قاع الفنجان إلا أن لهذا الفنجان دورا عظيما منذ القدم - كما دخل الفنجان في عمله التحريض والتحدي وذلك لقتل فرسان الضد أثناء المنازلات الحربية ، بحيث يمرر الفنجان على المجلس وينادي عامل القهوة بأمر من شيخ القبيلة - هذا هو فنجان "فلان" أي فارس الضد - فمن يتجرأ ويتكفل بقتل خصمه يشرب الفنجان - وذلك على مرأى من الجميع.

صناعة الدلال

القهوة ليست مجرد مجرد مشروب ساخن أو دافئ، إنها تجربة حياة، وهي الجرعة السحرية التي تحول الأحلام الوردية إلى واقع وفنون تبهر الأنظار، هكذا يفعل عاشق صناعة الدلال وهو يقوم بتحويل النحاس الأصفر إلى دلال براقة ومشعة مزينة بنقوش غاية في الدقة والإتقان.

القهوة عند العرب رمز الكرم والضيافة
القهوة عند البدوي

ومن جانبه الخبير في التراث الكويتي حسين أحمد القطان
استعرض عادات وتقاليد أهل الكويت في اعداد القهوة وطقوسها وبخاصة لدى البدوي الذي يعتبر القهوة رمز الضيافة والكرم ، وأضاف: إذا البدوي أراد شخص أو أكثر يرسل إليه (طارش - أي مرسالا) ليقول له : بكرة تقهوي عندنا )، أي تشرب القهوة والمقصود تناول الطعام في الوقت اياه ، أما في حالة شرب القهوة العادية بدون طعام فأن الصوت من البيت كان يقول: القهوة عندنا - أو صوت المهباش- أو يرسل شخصيا ليقول للجيران : أن القهوة عندنا - وربما تكفي رائحة تحميص القهوة فيتجه الجيران حيث الرائحة أو صوت المهباش.

التعليقات