عُمال التوصيلات الداخلية.. يجمعهم حلم الاجتماع مع الأهل والأبناء
العدد 159 - 2024
الجميع يفتش، الجميع يبحث؛
والبسيط يبحث عن الراحة، فهل يجدها؟
إنهم ليسوا أشخاصاً غرباء عنا، نراهم كل يوم، وفي كل مكان نذهب إليه، مع اختلاف نوع عملهم الذي نراه بسيطاً؛ إلا أن غيابهم عنا ولو ليوم واحد سيجعلنا ندرك مدى أهمية ما يقومون به. لهذا قررت "مرامي" في كل عدد التحاور مع أحدهم عن قرب، والذهاب إليه في مكان عمله حتى تكون معه في عالمه، وتنقله للقارئ لنسلط الضوء على أهمية عمل هذه الفئة، وأحلامهم وأمنياتهم وأحزانهم.
تُعد أعمال البناء والإنشاءات من المهام المتعددة والشاقة، والتي تحتاج إلى مهارات خاصة لإنجازها، وفي هذا العدد التقت مجلة "مرامي"، مع مجموعة من العمال المتخصصين في آلة خلاطة الأسمنت الأسطوانية الدوارة، التي يتم فيها تجميع المكونات من الرمل والحصى والماء مع الأسمنت، لتشكيل المادة الخرسانية أساس تشييد الأبنية.
بداية قالوا: لا يعتمد العمل في آلة خلط الخرسانة على شخص واحد، وإنما يجب أن يقوم فريق متكامل من أكثر من فرد لقيادة الآلة المستخدمة، بالإضافة إلى مجموعة من العمال، لتحضير وتجهيز الرمل والحصى والأسمنت، ومجموعة أخرى مسؤولة عن نقل المكونات إلى الخلاطة عبر عربات يدوية صغيرة، ولذلك فإن إنجاز هذا العمل بالشكل المناسب والدقة اللازمة يعتمد على التعاون والتنظيم، فهما أساس النجاح.
إن أكثر الصعوبات التي تواجهنا في العمل بخلاطة الأسمنت، هي الساعات الطويلة التي يستغرقها التحضير وجلب المكونات، وخاصة أن هذه الماكينة تستخدم عند تسليح الأبنية ذات المساحات الكبيرة، وربما يستغرق العمل يوماً كاملاً، كما يجب الالتزام بالمواصفات المطلوبة، حيث يتم وضع مكونات الخرسانة على مراحل، وبعد التأكد من دقة جميع الخطوات السابقة لوضع الأسمنت.
كما تعتبر مواجهة الطقس الحار من أبرز صعوبات العمل، خاصة أن معظم أوقات العمل تكون خلال ساعات النهار، وبالتالي يستهلك الكثير من الوقت والجهد، وخاصة عندما يكون داخل المدينة والمناطق السكنية.
كفريق عمل لا نواجه الكثير من المخاطر، حيث إن أغلب خطوات العمل تكون محسوبة ومنظَّمة وتتم عن طريق آلات مخصصة، ويقوم كل عامل في الفريق بدوره، وبالطبع لكل مجموعة مشرف، ولكن لكل مهنة صعوباتها، وعلى الرغم من وجود آلات مخصصة لوضع الأسمنت على الأسطح للتسليح، إلا أنه كلما زاد ارتفاع عدد طوابق البناء، ارتفعت معدلات الخطر، ولذلك يكون هناك أيضاً فريق لتنفيذ إجراءات السلامة والأمان.
اتفقوا جميعاً على أن يوم العطلة يقسم ما بين الراحة والاسترخاء بعد أسبوع من العمل الشاق، ويقوم البعض بالتنظيف وغسيل الملابس، وآخرون بقضاء الوقت مع عائلاتهم عبر المحادثات الهاتفية، والبعض بطهو الطعام المفضل.
تعددت الأحلام والأمنيات، فهناك من يطمح لتطوير ذاته للحصول على مهنة جديدة، وآخرون يحاولوا جاهدين لاكتساب الخبرات وتطوير أنفسهم في نفس المجال، ومنهم من يحلم بتأسيس عمل خاص، ولكنهم جمعتهم أمنية شخصية واحدة، وهي الاجتماع في حياة مستقرة مع العائلة والأولاد، وانتهاء سنوات الغربة.
التعليقات