عادات الطفل الغذائية.. تقلق الأمهات.. ولكن !

هناك أسباب عديدة تجعل الطفل صعب الإرضاء، المتخصصون يؤكدون أن الطفل يتعرض في نحو العام الأول من عمره لتغيير مشاعره، فتزداد صعوبة إرضائه، وتقل شهيته للطعام، وليس في ذلك ما يثير الدهشة، فلو استمر يأكل بنفس الطريقة التي كان يتبعها حين كان طفلاً صغيراً، فإن وزنه يزداد ازدياداً هائلاً، وهكذا يشعر الآن أن لديه وقتاً كافياً ليتأمل وجبته، ويسأل نفسه عما "يبدو منها اليوم شهياً، وما يبدو مكروهاً"، وفي هذا تغيير ملحوظ على تصرفاته قياساً على ما كانت عليه وهو في الشهر الثامن.

كما يؤكد المتخصصون أن هناك أسباباً أخرى، بالإضافة إلى عدم شعوره بالجوع الشديد، هي التي تجعله صعب الإرضاء في اختيار الطعام، فهو بدأ يدرك أنه إنسان كامل مستقل له أفكاره الخاصة، وموقف حازم من طعامه غير مواقفه السابقة المترددة المشبعة بالتشكيك، وهو الآن يناجي نفسه قائلاً: "الوجبات تقدم لي بانتظام، وتبقى لديّ مدة تكفي لكي اختار منها ما أريد".

كما أن ظهور الأسنان يضعف أحياناً شهية الطفل، ولا سيما حين يبدأ نمو الأضراس الأولى، ففي هذه المرحلة قد لا يأكل الطفل لعدة أيام أكثر من نصف ما كان يتناوله في الأيام العادية، بل قد يرفض أحياناً وجبته برمتها، وأخيراً وربما أهم ما في الأمر أن هنالك حقيقة طبيعية، هي أن الشهية تتغير من يوم إلى يوم، ومن أسبوع إلى أسبوع، ونحن الكبار نعرف أننا نشعر حيناً بالرغبة في تناول كوب من العصير، وفي آخر نشعر برغبة أشد في تناول حساء، وهكذا هي الحال لدى الأطفال، ولكن السبب الذي يجعلك عاجزة عن رؤية هذا التفاوت في الذوق أو الشهية لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن العام الواحد، هو أنهم يحسون معظم الوقت بجوع شديد، بحيث لا يرفضون أي نوع من الطعام.