في ظل النخلة.. تراث وحكاية
العدد 163 - 2025
الكنداكة هو لقب الملكات الحاكمات أو مسمى يعني الزوجة الملكية الأولى في حضارة كوش الإفريقية القديمة ببلاد السودان، والتي عرفت أيضاً باسم الحضارة النوبية.
بجانب الحكم امتازت حياة الكنداكات بالاهتمام بالمجوهرات، والكنوز، والمنحوتات النحاسية الفريدة، ومجموعة من المجوهرات المحببة بإتقان ومطعّمة باللازورد الأزرق، والخواتم ذات الشكل الدرعي، والعقود، والأساور، وغيرها من الأشياء المزخرفة التي تمثل رموزاً دينية في ذلك العهد.
أماني شاخيتي أو أماني شاخيتو ملكة كوشية محاربة، وواحدة من أشهر ملوك وملكات الحضارة المروية السودانية القديمة. يعتقد أنها حكمت مملكة كوش منذ العام 10 قبل الميلاد الي العام الأول الميلادي، وعثر على اسمها في مخطوطة بمروي تمت تسميتها فيها بالملكة والحاكم معاً. وقد اعتلت “أماني شاخيتي” العرش بعد وفاة الكنداكة "أماني ريناس"، ويختلف المؤرخون حول صلة قرابتهم ببعض، فإما أن الثانية هي ابنة الأولى أو أختها، ويذهب بعضهم إلى أنها الزوجة الثانية للملك "تريكتاس".
كانت الملكة أماني شاخيتى الشهيرة بـ (الكنداكة) من الملكات العظيمات في مملكة كوش، وعلى يدها تمّ إخضاع أسوان لمملكتها حينما كانت خاضعة لحكم الرومان في ذلك الوقت (عام 24 قبل الميلاد)، واشتهرت بصدها للقوات الرومانية الغازية التي أرسلها الإمبراطور الروماني أغسطس بعد رفضها لفرض الإمبراطورية الرومانية الضرائب الباهظة على أتباع مملكتها. في عام 24 ق.م، قادت الكنداكة أماني شاخيتى حربا ضد الإمبراطورية الرومانية تكونت من 30000 جندي بقيادتها لتحرير أسوان من قبضة المستعمر وتحرير سكانها، و بعد انتصارها على الجيش الروماني عادت إلى مملكتها وبحوزتها العديد من المعتقلين الرومانيين والعديد من التماثيل لأغسطس. بعد 3 سنين متواصلة من الحروب المتواصلة بين المملكتين، تم عقد معاهدة سلام بين الطرفين، والتي تضمنت إلغاء الضرائب على مملكة الكوش. وقد التزمت المملكة الرومانية بهذه المعاهدة حتى بعد وفاتها بـ3 قرون بفضل قوة مملكتها.
هذا ويُعتقَد أنها توفيت في العالم الأول الميلادي. وتم التعرف عليها عبر عدة آثار ومعابد مثل:
معبد آمون في الكوة
معبد اباداماك في النقعة
المسلة الخاصة بها والتي عثر عليها في معبد آمون في النقعة
مسلة عثر عليها في قصر ابريم
مسلة عثر عليها في مروي
نقوش علي جدران قصر في منطقة ود بانقا
وأهمهم الهرم السادس في مروي، وهو هرمها الخاص الذي عثر عليه المستكشف الإيطالي فريليني عام 1834، ويضم مجموعة من مجوهراتها المعروضة حالياً في متحف برلين في ميونخ.
عندما قام المستكشف الإيطالي فريليني بعرض هذه المجموعة الفريدة من المجوهرات النفيسة للمتاحف الأوروبية، لم يصدقوا أن هذه المجوهرات أثرية وأكدوا أن هذه المجوهرات لا يمكن أن تكون من أفريقيا، وبعد دراسة النقوش والفحص الدقيق تنافست المتاحف على اقتنائها.
التعليقات