"إرثي" يستعرض جماليات الحرف الإماراتية أمام قادة عالم التصميم في "نوماد أبوظبي "

 "إرثي"  يستعرض جماليات الحرف الإماراتية أمام قادة عالم التصميم في "نوماد أبوظبي "
"إرثي" يستعرض جماليات الحرف الإماراتية أمام قادة عالم التصميم في "نوماد أبوظبي "

شارك مجلس إرثي للحرف المعاصرة في فعاليات معرض «نوماد أبوظبي 2025»، الذي نظمته دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بالتعاون مع معرض «نوماد» العالمي في مبنى المسافرين (1) بمطار أبوظبي الدولي. وقد استعرض المجلس، أمام نخبة من قادة المعارض والمؤسسات الفنية ورواد التصميم من المنطقة والعالم، تجربته في تقديم الحرف الإماراتية كلغة حوار بين الثقافة المحلية ونظيراتها العالمية. كما عرض المجلس رؤيته للاستثمار في الحرف اليدوية كمسار للتمكين الاقتصادي، ونموذج قادر على إنتاج محتوى حرفي متجدد يتفاعل مع المدارس الفنية العالمية.

 "إرثي"  يستعرض جماليات الحرف الإماراتية أمام قادة عالم التصميم في "نوماد أبوظبي "

ونقل "إرثي" أمام نخبة من قادة قطاع التصميم في العالم، المشاركين في المعرض مجموعة من أعمال حرفياته بالتعاون مع الفنان المكسيكي ريكاردو ريندون، ضمن معرض خاص يبرز توظيف التقنيات الحرفية الإماراتية مع نظيرتها المكسيكية. كما قدم المجلس جلسة حوارية رصدت دور الموارد الطبيعية والبيئة المحلية في إثراء عالم التصميم، إلى جانب تنظيم ورش عملية استعرضت أساليب تطوير منتجات معاصرة بالاعتماد على تقنيات التلي والسفيفة.

وتأتي مشاركة "إرثي"، الذي تأسس برعاية وتوجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مجلس إرثي للحرف المعاصرة، في المعرض الذي يقام للمرة الأولى في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ضمن توجه المجلس لتعزيز حضور الحرف الإماراتية في المنصات الدولية، وبما ينسجم مع رؤية المعرض، الذي يستكشف تطور الفن والعمارة والتواصل الثقافي في تاريخ دولة الإمارات، ويسلط الضوء على عاداتها وتقاليدها وإرثها الحرفي والثقافي.

 "إرثي"  يستعرض جماليات الحرف الإماراتية أمام قادة عالم التصميم في "نوماد أبوظبي "
فرصة لحضور الحرفة الإماراتية عالمياً

وفي تعليق لها، قالت سعادة ريم بن كرم، مدير عام مجلس "إرثي" للحرف المعاصرة: "تمثل استضافة (إرثي) في هذا الحدث، الذي يُقام في أحد أبرز المباني المعمارية الحديثة في المنطقة، فرصة لتأكيد الدور الذي ينهض به المجلس في توسيع حضور الحرف الإماراتية في مشهد التصميم العالمي؛ حيث أثبتت التجارب التي قادها المجلس خلال مشاركاته الدولية أن الاستثمار في الحرفيات وتطوير مهاراتهن وإشراكهن في مشاريع تعاون عابرة للثقافات يضيف قيمة حقيقية إلى قطاع التصميم المعاصر، ويقدم نموذجاً مهنياً يعكس قدرة الحرفة الإماراتية على التحاور مع المدارس الفنية العالمية، وهذا ما نلاحظه من خلال الاهتمام الذي تحظى به منتجات حرفيات المجلس من قبل المتخصصين والمؤسسات التي تتابع تطور الحرف التقليدية المعاصرة".

استكشاف التراث كمحرك للتصميم

وشارك المجلس في جلسة نقاشية بعنوان "ممارسات المكان: التصميم المستوحى من الأرض"، وتحدث فيها كل من ريم المزروعي، مدير إدارة التقييم والتصميم بالإنابة بمجلس إرثي للحرف المعاصرة، إلى جانب سارة فرحة وخالد شلخة من "ديتكريت استديو آند لاب" والفنانة تالين هزبر، وأدارها أحمد مراد، خبير في الصناعات الثقافية والإبداعية.

وناقش المتحدثون في الجلسة مساهمة التراث الثقافي المادي والطبيعي والمعرفة المحلية في تطوير مجالات الحرف والتصميم. وفي سؤال حول مفهوم "التصميم المستوحى من الأرض" وكيف يتم تنفيذه في الحرف عملياً، أجابت ريم المزروعي: "ننظر إلى أرض الإمارات كأرشيف نستمد منه تقنياتنا ومواردنا، وهي منظومة متكاملة، وهي المكان الذي ينتمي إلى الحرفيون والحرفيات لمجلس (إرثي)، ولذلك فهي المصدر الذي نستقي منه أفكار التصاميم، والإطار الذي نرى من خلاله مسؤوليتنا عن نقل تراث الإمارات إلى الأجيال القادمة".

 "إرثي"  يستعرض جماليات الحرف الإماراتية أمام قادة عالم التصميم في "نوماد أبوظبي "

كما أشارت ريم المزروعي إلى أن الحرفيات في الشارقة، وبدعم من برامج “إرثي”، نجحن في تطوير التقنيات التراثية وتحويلها إلى عناصر تصميم ومنتجات شاركن بها في معارض دولية تخاطب الجمهور العالمي المعاصر. وأوضحت أن الحرفيين يشكلون الركيزة الأساسية لقطاع الحرف؛ فهم شركاء في كل مشروع ويُنسب إليهم الفضل في إنجازاته، وتُستند إلى خبراتهم مختلف مراحل العمل، كما تُوثّق أعمالهم ضمن المبادرات والبرامج والفعاليات التي تُعرض فيها منتجاتهم.

وأشارت أيضًا إلى محطة مفصلية في مسار القطاع، تتمثل في افتتاح متحف إِرثي عام 2029 في «حي الشارقة للإبداع»، موضحةً أنه سيكون مركزاً إقليمياً للمبدعين والحرفيين والباحثين والفنانين. وأضافت أن المتحف سيبنى على المبادرات الواسعة التي يعمل المجلس على تطويرها حالياً — ومن بينها التوسع في «مختبرات التصميم» — بحيث يشكّل امتداداً لها، ويلتزم بالمعايير والممارسات المهنية التي ستعتمد في تنظيم مقتنياته وتوجيه مشاريعه المستقبلية.

 "إرثي"  يستعرض جماليات الحرف الإماراتية أمام قادة عالم التصميم في "نوماد أبوظبي "
منتجات معاصرة بتقنيات تراثية

وضمن مشاركته في المعرض، نظم مجلس "إرثي" للحرف المعاصرة ورشتي عمل أتاحتا للمشاركين فرصة صناعة ميداليات مفاتيح جلدية بحرفة "التلي"، وتصميم فواصل كتب بحرفة "السفيفة". وقدَّمت الورشتان نموذجًا عمليًا لكيفية توظيف الحرفيات للتقنيات التراثية في ابتكار منتجات معاصرة قابلة للاستخدام اليومي.

تُعد «تيلاد» نتاج تعاون بين مجلس إرثي والفنان المكسيكي ريكاردو ريندون، ويجمع هذا التعاون أعمالًا تمتزج فيها تقنيات التلي والسفيفة الإماراتية مع خامة خشب الصنوبر المكسيكي. تعكس هذه الأعمال حوارًا حرفيًا بين بيئتين جغرافيتين متباينتين؛ فبينما يستلهم ريندون عناصر الطبيعة المكسيكية، توظّف الحرفيات الإماراتيات مهاراتهن التقليدية لإنتاج قطع تدمج بين الصياغات التراثية واللمسات المعاصرة.

التعليقات