د. أمير يونس: أعشق رياضة الساموراي وطلابي هم أبنائي
العدد 159 - 2024
لا تزال دولة الإمارات العربية المتحدة تبهر العالم بالنقلة العلمية التي وصلت إليها وصارت محط أنظار العالم في كل مكان، بحيث تسعى الكثير من دول العالم المتقدم إلى دراسة وتدريس هذه التجربة الناجحة للتعرف عن كثب على أسرار النجاح. وفي أي مجال وفي كل محفل عالمي عندما يأتي ذكر دولة الإمارات فيه يكون الإقبال على مشاهدة الفيديو كبيراً جداً، وفي حال كان مقالاً مكتوباً فهو يحظى بنسب قراءة عالية، وهذا ما يجعل الكثيرين حريصين على التطرق لتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة، عندما يصنعون محتوى؛ لأنها تجربة مميزة تستحق الوقوف عندها كثيراً.
الشاب عبد الله عبد العزيز، وهو كندي من أصل عراقي، أنشأ قناة على "تك توك" و"إنستغرام" و"يوتيوب" واطلق عليها اسم "All One Contery" أي كل العالم دولة واحدة، تكلم فيها عن تجارب دول مختلفة: كيف نشأت، وكيف حققت نهضة في مجالات الحياة المختلفة، ومن بين هذه الدول دولة الإمارات العربية المتحدة. مرامي كانت لها هذه الوقفة والحوار مع عبدالله لتسليط الضوء على تجربته.
درست بفضل الله عدة تخصصات أتاحت لي الكثير من المهارات التي تمكّنني من إنشاء الفيديوهات بكل تفاصيلها من الألف إلى الياء، فقد درست في "كلية فانشا" بكندا تخصص تصميم الجرافيك إضافة إلى تخصص آخر وهو تصاميم المواقع الإلكترونية ولغة البرمجيات، ولي موقعي الإلكتروني الذي يحتوي غالبية أعمالي، إضافة إلى أني صممت الكثير من المواقع الإلكترونية لشركات وكليات كندية، ولكني كنت دائماً أفكر في إيجاد قناة وثائقية تتكلم عن تجارب الشعوب ودول العالم المختلفة؛ لأن قراءة تجارب الدول تعطي خلاصة عمل وجهود أمم لآلاف السنوات، بعضها كان تطوراً تدريجياً، والبعض الآخر واجه نكسات وعقبات ونهض منها، وهناك من لم يستطع أن تكون له بصمته في هذا العالم، فرأيت أنها تجارب مختلفة ومتنوعة وتستحق التوثيق من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، وبهذا أقدم محتوى مفيداً للعالم وباللغة الإنكليزية، ومن هنا كانت فكرة هذه القناة التي أتمنى من الله عز وجل أن تكون قناة مفيدة للعالم، وهذا ما أعمل جاهداً على تحقيقه إن شاء الله.
مهما كبر العالم فهو عالم واحد، وقد نجد الأوروبي أو الأمريكي يعيش في الدول العربية، ونجد العربي يعيش في كندا أو الدول الأوروبية، وفي كل دولة من دول العالم نجد أنها تضم أشخاصاً من عدة جنسيات، العربي، الآسيوي، الإفريقي، وغيرهم، وفي النهاية العالم كله دولة واحدة والبشر مهما اختلفت أجناسهم وأشكالهم يضمهم هذا العالم في شكل دولة كبيرة، وأردت أيضاً أن أوصل رسالة مفادها أن الدول مختلفة والأجناس أيضاً مختلفة، ولكننا متساوون في الإنسانية، نعيش في ملك الله عز وجل الذي خلق البشر لإعمار الأرض.
هدفي في النهاية أن أسلط الضوء على كل دول العالم وبعدها أختار مدناً مهمة من العالم، فأختار الدولة أولاً، ثم أبحث عن تاريخها، نشأتها، عمرها، ماذا حققت وأنجزت، وهل تعرضت إلى تحديات، وكيف واجهت هذه التحديات، ثم أقوم بإنتاج الفيديو بطريقة الأنميشن وأستخدم تركيب الصوت باللغة الإنكليزية؛ لأنها اللغة الأولى في العالم، ويمكن أن توصل رسالتي وأعمالي إلى كل العالم لأنها ليست رسالة محدودة.
دولة الإمارات اليوم دولة لها ثقلها في كل العالم، وهي غنية عن التعريف بها، وكانت فكرة المحتوى الذي قدمته تركز على الدول التي لا تقاس بعمرها ولكن بمدى الإنجاز الذي حققته ووصلت إليه في عالمنا اليوم.
تجربة الإمارات تجربة ثرية تستحق التدريس والتحليل؛ كيف يمكن لدولة أن تقفز هذه القفزة النوعية خلال بضع سنوات، وتحقق ما لم تستطع الكثير من الدول الوصول إليه بالرغم مما تملكه من إمكانيات كبيرة.
تناولت في هذا الفيديو تاريخ دولة الإمارات، ودور الشيخ زايد، رحمه الله، في بناء الاتحاد، ومراحل انتقال الدولة لمكانة متقدمة بين دول العالم، بل وأنها بلا مبالغة أصبحت تنافس دول العالم المتقدم في المجال العمراني والتكنولوجي والاقتصادي، وعندما يرد ذكر الإمارات في كندا مثلاً، تجد أن الأغلبية تركز لسماع كافة المعلومات حول هذه الدولة وما تحققه من إنجازات كل يوم، حتى عندما نشرت الفيديو وصلت المشاهدات بسرعة كبيرة إلى نسبة عالية على الرغم من أن قناتي حديثة الإنشاء، لكن فيديو الإمارات حظي بمشاهدات كبيرة أكثر من بقية الفيديوهات في قناتي.
هذا يعطينا مؤشراً قوياً على مدى اهتمام العالم بالتجربة الإماراتية، ولهذا فإن خططي المستقبلية إن شاء الله بعد الانتهاء من إنتاج فيديوهات عن أغلب دول العالم، سأقوم بالتركيز على تجارب المدن والعواصم المهمة، ولكن فيما يخص دولة الإمارات فإن خططي المستقبلية إن شاء الله أن أتناول تجارب كل إمارة من الإمارات السبع في الدولة.
بلا شك، العالم اليوم أصبح قرية صغيرة، والتطور التكنولوجي الحالي سهل لنا كثيراً إنتاج محتوى وفيديوهات يمكن أن نظهر من خلالها بلادنا العربية التي نفتخر بأصولنا وجذورنا التي تعود لهذه الدول، وهذا ما تربيت عليه في كندا، فأنا أحب كندا، ولكن لا أنسى أني من أصل عربي، فأنا أجمع بين ثقافتين وعالمين أحدهما مكمل للآخر وهذا أمر مهم لأنه لا يجعل الشخص مشتتاً ولا يعرف من هو وما هي هويته.
ولذا فإن الاندماج السليم في العالم الغربي يجب أن يقوم على هذا الأساس؛ أني كندي وأصلي عربي مسلم؛ فهذا هو الأساس الصحي والسليم الذي يوفر للإنسان شخصية متزنة تعطيه استيعاباً لما يجب أن تكون عليه شخصية الإنسان من أي أصل كان ويعيش في أي دولة من دول العالم، ولهذا أجد من الواجب على كل إنسان من أصل عربي ومسلم يعيش في الغرب أن يشرح للعالم ثقافتنا ودولنا العربية والقفزات المتطورة التي تشهدها الكثير من هذه الدول للوصول إلى غاياتها وأهدافها بأن تكون دولاً يشار لها بالبنان من حيث العلم والتكنولوجيا والبصمة المميزة في عالم اليوم.
التعليقات