د. أمل الجمل.. وجوه للمرأة الثائرة في إبداع الدكتور سلطان القاسمي

د. أمل الجمل.. وجوه للمرأة الثائرة في إبداع الدكتور سلطان القاسمي
د. أمل الجمل.. وجوه للمرأة الثائرة في إبداع الدكتور سلطان القاسمي

"وجوه للمرأة الثائرة في إبداع الدكتور سلطان القاسمي" هو عنوان أحدث إصدارات الكاتبة الأكاديمية والباحثة الدكتورة أمل الجمل، التي تابعت ولسنوات كافة أعمال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وحرصت على تقديمها بطريقة مميزة تمنح إبداعات سموه حقها، وتعرّف القراء عن مدى اهتمامه بدور المرأة.
تنطلق الدكتورة أمل الجمل في بحثها من مقولة جلال الدين الرومي: "للمرأة ﺣﻀﻮﺭ خفي، لا يراه ويهتدي به إلا رجل متفتح عارف…"، مُوضحة أنه "كثيراً ما اشتكت الحركة النسوية، وشعرت النساء بالغبن من جراء الظلم الواقع على المرأة، والتجهيل لدورها تاريخياً وإبداعياً، ولكنها لمست مدى الإنصاف لدورها وجهودها في مختلف المجالات من خلال أعمال سموه". لذا التقت "مرامي" بها وكان لنا معها هذا الحوار...

لماذا اخترت وصف المرأة الثائرة؟

لسببين: أولاً لأني أعلم اهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بشخصية الثائر في إبداعه، وهو مع شخصية الإنسان الثائر على الظلم والفساد والاحتلال، وهذا يظهر جلياً في مؤلفاته، ولاهتمامي بتسليط الضوء على المرأة الثائرة بشكل خاص. وفي ذات الوقت، تناول الكثير من الكتّاب إبداعات الشيخ سلطان القاسمي في مختلف المجالات، وكنت أود أن أقدم شيئاً جديداً مختلفاً لم يتناوله الآخرون، ولاحظت أن أحداً لم يتحدث عن موضوعات المرأة في مؤلفات سموه، وبدأت أتوقف أمام طريقة تناوله لموضوع المرأة، وأرصد حضورها وحتى غيابها في بعض المؤلفات التي لم تذكر المرأة، وأحاول أن أفسر حتى الغياب، وأقارن بين شخصية المرأة الثائرة والرجل الثائر.

ما سبب اختيار تصميم هذا الغلاف؟

من البداية كنت أفكر أنني أتناول شخصيات المرأة عند صاحب السمو الشيخ سلطان، لذا قررت أن يكون الغلاف متضمناً لشخصيات نسائية عامة، فبدأت بأقوى الشخصيات لديه وهي "بي بي فاطمة" شخصية درامية قوية جداً، وشخصية زنوبيا و "الجريئة" واحدة من أحدث رواياته، رغم أنها شخصية فرنسية ولكنها شخصية قوية، قدم سموه صورة معاكسة تماماً لما عُرف عنها، الجميع كان يصفها بوصف سيئ وغير أخلاقي، ولكن قام الشيخ سلطان القاسمي أثبت قوة شخصيتها من خلال المراسلات التاريخية الموثقة، وسعيها المستمر لتستعيد حقوقها التي أخذت منها، واحترام الحكام لها. أما الرجل الوحيد في الغلاف وسط ثلاث نساء، فجاء وسط مقارنة بين شخصية الرجل الثائر وشخصية المرأة الثائرة، هل يوجد اختلافات بينهما؟ أم لا؟ لهذا حاولت أن أخلق عمقاً للغلاف بوضع عدة تفاصيل، بحيث أن المشاهد لا يرى الشخصيات فحسب، وإنما ينظر إلى الأفق خلفهم مثل السفينة أسفل الغلاف من "سلاطين كلوة".

د. أمل الجمل.. وجوه للمرأة الثائرة في إبداع الدكتور سلطان القاسمي
كيف تلخصين الكتاب؟

الكتاب يصعب تلخيصه، لأنه ينهض على بناء التفاصيل وتراكمها بجوار بعضها البعض، حاولت أن أكتبه بلغة بسيطة سلسة، يفهمها القارئ العادي، وأعترف أني اهتديت في ذلك بنهج سمو الشيخ؛ لأن جميع مؤلفاته مكتوبة بلغة بسيطة غير معقدة.
وفي البداية كنت أحاول أن أتناول الكتاب بطريقة سينمائية، بحيث أكتب مقدمة قبل المقدمة وبعدها ابدأ "بالافان تتر"، وأتكلم عن ظروف النشأة و التكوين لسمو الشيخ سلطان، بذكر تفاصيل طفولته التي تبين أنه من الشخصيات القيادية وشخصية مهتمة بالثقافة عاشقة للمسرح منذ الطفولة.

هل اقتصر الأسلوب السينمائي على المقدمات؟

لا، قررت أن أوظف الأسلوب السينمائي في بناء الكتاب، وكأن القارئ يشاهد فيلماً، فبدأت بمشهد من البحر عندما وقعت الطائرة على ساحل بحر الشارقة وقام أخوه الشيخ خالد بتجميع أقلام وقدمها للشيخ سلطان ليقوم بالكتابة. ومشهد لصاحب السمو مع أخته الشيخة ناعمة وهما يرسمان بيوتاً على الرمال، وكيفية تأثير هذه النشأة على شخصية سمنه. كما كان والده ذا شخصية مهمة أثرت في تكوينه؛ لأنه كان يرى احترام وتقدير الناس له، ويلعب دوراً في تحقيق السلام في المنطقة، وفي ذات الوقت كان يأخذ مواقف ثورية ضد ظلم الاحتلال. ويوجد تفاصيل كثيرة في الكتاب عن نشأة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي استعنت بها من مذكراته.

كيف قسمت أبواب الكتاب؟

قسمت الكتاب لبابين، كل باب يتضمن عدة فصول تحت ثلاثة أقسام: كتبت عن الروايات في جزء، وصورة المرأة في المسرحيات في جزء، سواء كانت حاضرة أو غائبة، ثم وجوه المرأة في كتبه التاريخية. وفي النهاية قدمت النتائج التي تشير إلى صور المرأة في المسرحيات، وأشرت إلى أهمية التراكم التاريخي الذي يشيده سموه عن دور المرأة، والذي قدمته عبر التاريخ.

كم من الوقت استغرق إنجاز هذا العمل؟

أتابع إبداعات سمو الشيخ منذ عدة سنوات، ولا أفوت أياً من إصدارات سموه، ومنذ أربع سنوات كنت أطمح أن أقوم بعمل فيلم تسجيلي عن سمو الشيخ بمناسبة اليوبيل الذهبي لتوليه الحكم، بعد كتابة السيناريو لم أتمكن من إنتاج الفيلم، فقررت أن أكتب هذا الكتاب بشكل آخر.

إذاً لم تستسلمي؟

الاستسلام لم يكن في قاموسي؛ لأنني تعلمت من سمو الشيخ من خلال قراءتي عن إبداعه ومثابرته، وكنت أزور خورفكان في كل مرة أزور فيها الإمارات، وأسمع أحاديثه عندما كنت أجهز للفيلم التسجيلي، وأختار جملاً معينة من أحاديثه وأحددها بالتوقيت؛ لذا وظفت بعضاً منها في الكتاب، لأن فكرة الفيلم كانت مختلفة قليلاً.
لذا قررت عدم الاستسلام في إخراج هذا الكتاب للنور، وقررت أن يخرج بصورة تليق بسمو الشيخ وبجهده، وأعتبره خطوة على درب رد الجميل لكل ما قدمه للأمة العربية والإسلامية، لأنني فخورة جداً بحاكم عربي بهذه الصورة، و أسأل الله أن يمد له في عمره ويبارك له في صحته.

متى نُشر الكتاب؟

في أواخر شهر سبتمبر الماضي بدأ التوزيع، وأعمل على إصدار الطبعة الثانية، والمتابعة مع دور نشر للتوزيع، وآمل أن يحقق مبيعات كبيرة.

التعليقات

فيديو العدد