أثر الألوان في النفس
العدد 160 - 2024
أما صديقتي "نوال" فقد مطت شفتيها، وهزت رأسها، وقالت: ساعة؟ ساعة لا يمكن! أفرح لو أنصت لي عشر دقائق أو خمساً! أنا متأكدة لو قلت له إن زواجنا في طريقه إلى الانهيار، لما رفع رأسه من جواله أو الكمبيوتر ، أو حول عينيه عن التلفزيون الذي يتتبع برامجه بلهفة!
وقالت صديقتي شمسة:
أنا حريصة دائماً على أن أخبر زوجي بكل ما حدث أثناء اليوم، فإذا تشاجر ابني مع أبناء الجيران أو حصل على درجات ضعيفة في درس معين، شعرت بأني لا أستطيع أن أكون حكماً عادلاً، لذلك فأنا أحب أن أسمع رأي زوجي، ولكني ما أكاد أن أبدأ الحديث حتى يندفع قائلاً: لا تحدثيني عن مثل هذه الأشياء.
والواقع أن وضع هاتين الصديقتين ليس شيئاً جديداً في حياتنا الزوجية، فهي في الغالب مصابة بالفشل في هذه الناحية. فالزوجة لا تستطيع أن تتحدث إلى زوجها، والزوج لا يحسن الاستماع إلى زوجته وقد يكون هذا مقبولاً لو أنه حدث بين الحين والحين وفي بعض المسائل الصغيرة التي لا تمس أصول الحياة.
فالرجل والمرأة يختلفان في بعض الاتجاهات والميول، الرجل مثلاً يهوى العمل والرياضة، والمرأة تستهويها المسائل الشخصية وشؤون الأسرة، ولكن إذا تجاوز الأمر هذا الحد وتعداه إلى الصمت إزاء المشاكل، وعدم القدرة على مناقشتها، فإن الخطر سوف يهدد تلك الحياة، ويصيبها في الصميم. فمن المعروف أن الحديث عن المشاكل يخفف من حدتها، ويزيل التوتر الذي يلازمها. والحديث عن المشاكل أيضاً يكشف في كثير من الأحيان عن حقيقتها، فيظهرها بسيطة بعد أن كانت معقدة لا علاج لها.
إنها تعرف أنه من الخطأ أن تتحدث بمشاكلها الشخصية إلى صديقة أو زميلة.
صحيح أنها قد تتورط في شيء من ذلك في ساعة غضب أو ثورة، ولكن القاعدة مع ذلك تبقى صحيحة. فالزوجة تطوي نفسها على أسرارها، ولا بد أن يأتي اليوم الذي تدرك فيه أن حالتها ليست أسوء الحالات.
ولعلك الآن تتساءلين: وكيف أستطيع أن أجعل زوجي رجلاً يحسن الاستماع، ويجيد المناقشة؟ والمسألة بسيطة. نعم بسيطة إذا أردت فهناك عدة خطوات ستساعدك كثيراً وهي على النحو التالي:
إن الكمال لا يهبط علينا من السماء، إنه هدف نسعى إليه من خلال قراءة كتب في التنمية البشرية والمشاركة في دورات وورش عمل في فن التعامل مع الزوج، وأساليب السعادة الزوجية.
التعليقات