الداء الزُّلاقي Celiac Disease

الداء الزُّلاقي Celiac Disease
الداء الزُّلاقي Celiac Disease

الداء الزُّلاقي (Celiac Disease) أو اعتلال الأمعاء الدقيقة عقب تناول الجلوتين، هو مرض مناعي؛ حيث يهاجم فيه الجهاز المناعي خلايا بطانة الأمعاء الدقيقة عقب تناول مادة الجلوتين (Gluten) مما يتسبب في التهابها واعتلالها واضطراب وظيفتها الهضمية، وتؤثر سلباً في امتصاص المواد الغذائية الضرورية لسلامة الجسم وكمال صحة أجهزته. والداء الزلاقي ينجم عن تضافر عوامل ثلاثة هي: العامل الوراثي والعامل المناعي والعامل البيئي (تناول الجلوتين).

ما هو الجلوتين؟


اشتقت كلمة الجلوتين من الكلمة اللاتينية (الجلو) وتعني اللاصق أي الذي يلصق المواد بعضها ببعض. والجلوتين هو مادة تتركب من مجموعة من البروتينات أهمها مادة جلايادن (Gliadin) التي تعد المسؤول الأساسي عن معظم التأثيرات السلبية الصحية الناجمة عن تناول الجلوتين.
يوجد الجلوتين في الطحين والشعير والخبز والمعكرونة وقي الكوكيز والكيك وباقي المعجنات لأنه يساعد في إعطاء تلك المواد قوامها العجيني وطراوتها المناسبة بسبب تحوله عند مزجه بالماء إلى مادة عجينية مطاطية لينة تمنح الخبز والكيك وأمثالها إمكانية الانتفاخ.
كما يوجد الجلوتين أيضاً بتراكيز مختلفة في منتجات أخرى مثل مراهم الشفاه وأحمر الشفاه وبعض منتجات الجلد والشعر ومعاجين الأسنان والمكملات الغذائية والفيتامينات وفي بعض الأدوية.

كيفية حدوث المرض

يحدث الداء الزلاقي بسبب تحريض مادة الجلايادن، الموجود في الجلوتين، للجهاز المناعي نتيجة قدرتها على النفوذ داخل جدار الأمعاء الدقيقة، مما ينبه الخلايا المناعية ويحفزها للدفاع ضد ذاك الدخيل، فتبدأ بمهاجمة البطانة المخملية المبطنة لها مما يؤدي إلى أذيتها واضطراب عملها.
يُفضي تكرار تناول الأطعمة الحاوية على الجلوتين إلى تكرار تلك الاستجابة المناعية، وعليه تكرار الضرر الحاصل على بطانة الأمعاء. ومع مرور الوقت تفقد الأمعاء قدرتها على امتصاص المواد المغذية الضرورية لعمل بقية أعضاء الجسم. لهذا السبب فإن أثر الداء الزلاقي السلبي لا ينحصر في الجهاز الهضمي فقط، بل يمتد إلى معظم أجهزة الجسم الأخرى.

الداء الزُّلاقي Celiac Disease

معلومات وإحصاءات

  • يقدر معدل الإصابة بالداء الزلاقي في الغرب بحوالي (0.7-1.0%) من الناس، أو حالة لكل (3000) شخص، لكنه أكثر انتشاراً في إيرلندا وفنلندا؛ إذ تصل معدل الإصابة لـ (1 لكل 100 شخص).
  • (80%) من المصابين بالداء الزلاقي لا يعلمون بإصابتهم به إلا عند التشخيص.
  • معدل الإصابة لدى النساء أكثر بقليل منه لدى الرجال.
  • ترتفع نسبة تشخيص الداء الزلاقي في فترتين: بين عمر (8-12 شهراً)، وبين العقد (3-4) من العمر. لكن المعدل الوسطي للتشخيص هو في عمر (8.4 سنة).
  • تشاهد حوالي (20 %) من حالات الداء الزلاقي عند كبار السن فوق (60 سنة).
  • إن معدل الإصابة بالداء الزلاقي هو في ازدياد في كل من أفريقيا والشرق الأوسط والهند.
  • تطول مرحلة الشفاء؛ فهي تمتد لدى الأطفال من (3-6) أشهر، أما عند البالغين فقد تمتد لعدة سنوات.
  • أوصت كل من الحكومات الأميركية والأوروبية وكندا بضرورة كتابة عبارة (لا يحتوي على جلوتامين) أو (خال من الجلوتامين) على ملصقات المواد التي تحتوي على أقل من (20) جزءاً بالمليون من الجلوتامين.

الأعراض والعلامات

الأعراض الهضمية
  • الإسهال: وهو من أكثر الأعراض مشاهدة إذ يشاهد في حوالي (45-85%) من الحالات.
  • ألم البطن وتطبله وارتفاع صوت قرقعته والشكوى من المغص في (35-70%) من الحالات.
  • الوهن وسرعة التعب: يشاهدان تقريباً في (80%) من الحالات نتيجة عوز المواد الغذائية الضرورية.
  • نقص الوزن في نصف الحالات تقريباً.
الأعراض العصبية

تشكل تقريباً (10-14%) من الأعراض، من أهمها:

  • فرط الحركة و/ أو تشتت الانتباه.
  • اضطراب الإدراك وصعوبة التعلم.
  • اضطراب التناسق العضلي وخلل في التوازن والثبات.
  • خدر ونمل في اليدين والقدمين.
  • الصرع.
  • الصداع.
الأعراض الهرمونية
  • انقطاع الطمث وتأخر البلوغ لدى الإناث.
  • العقم عند النساء والعجز الجنسي والعقم عند الرجال.
  • تأذي ملاط الأسنان بسهولة.
  • فقر الدم.
  • تأخر البلوغ.
أعراض أخرى
  • فقر الدم: عادة بنقص الحديد و(Folate) و(B12): يشاهد في (10-15%) من الحالات.
  • سهولة النزف بسبب نقص امتصاص فيتامين (K).
  • نقص كثافة العظم وهشاشته.
  • أعراض جلدية تشكل (10-20%): ظهور الطفح والحكة.
الأعراض لدى الأطفال واليافعين
  • الأعراض الهضمية: تشابه الأعراض لدى البالغين.
  • الأعراض خارج الهضمية: - بطء النمو أو توقفه وقصر القامة.

الداء الزُّلاقي Celiac Disease

التشخيص

يستند التشخيص بشكل رئيس على الفحص النسيجي للخزعات والاختبارات الدموية والوراثية.

الاختبارات الدموية
  • تُعد الخطوة الأولى في التشخيص.
  • تُجرى للبحث عن الأضداد المناعية المتولدة من تأثير مادة الجلوتين على بطانة الأمعاء.
  • يُفضل إجراؤها قبل البدء بالحمية الخالية من الجلوتين لأن الحمية قد تجعل نتائجها تبدو طبيعية.

أكثر الأضداد حساسية ونوعية لتشخيص الداء الزلاقي هي:

  • أضداد ترانس غلوتامينيز النسيجي (Tissue Transglutaminase IgA) من نوع (A).
  • أضداد إندوميزيال (Endomysial Antibodies): إندوميزيوم هو النسيج المحيط بالألياف العضلية الصغيرة داخل الحزم العضلية.
الفحص النسيجي المجهري
  • للخزعة المأخوذة من خلال التنظير العلوي من الفم للأمعاء الدقيقة، إذ تؤخذ (6 خزعات) على الأقل من أماكن مختلفة من منطقة (الاثني عشر).
  • كما يمكن اللجوء إلى فحص خزعة من الاندفاعات الجلدية، إذا وجدت، لأنها تساعد أيضاً في التشخيص.

يمكن تنظير الأمعاء بكبسولة حاوية على كاميرا قادرة على التصوير وإرسال الصور إلى جهاز مستقبل.

الفحوص الوراثية

تجرى على مسحة من الفم أو عبر عينة من الدم، يبحث فيها عن مولدات الأضداد من نوع (HLA-DQ2 & HLA-DQ8) لأن غيابها ينفي وجود الداء الزلاقي.

الوقاية والمعالجة

تقوم الوقاية، ومعالجة الداء الزلاقي في الوقت نفسه، على التجنب التام لمادة الجلوتين.

تجنب المواد الغذائية الحاوية على الجلوتين مثل

  • الطحين بأنواعه ومنتجاته المختلفة.
  • البرغل والشعير والسميد و(Rye) والشعير المخمر (Malt).
  • الباستا.

تجنب المواد غير الغذائية مثل:

  • مستحضرات أحمر الشفاه.
  • بعض الأدوية.
  • المكملات الغذائية والعشبية وحتى الفيتامينات والمعادن.
  • معاجين الأسنان ومستحضرات غسل الفم.
  • الصمغ المستخدم للصق الطوابع وختم الرسائل.
  • معجون اللعب (Play Dough) الخاص بالأطفال.
  • الويفرز (Wafers).

المعالجات الدوائية

  • الستيروئيدات مثل بردنيزولون: تساعد في تخفيف الأعراض وتسرع في الشفاء.
  • أدوية أخرى مثل إيذاثايوبرين (Azathioprine): لتثبيط المناعة.
  • الدابسون: قد يستخدم لمعالجة الاندفاعات الجلدية.
  • الأدوية المعالجة لفقر الدم المرافق: قد يحتوي بعضها على الجلوتين لذا قد تُعطى عن طريق الحقن.

المتابعة الصحية

  • يفضل استشارة متخصص بالتغذية للإشراف على الحمية الغذائية لتعيين ما يجب أكله وما يجب تجنبه.
  • إجراء الفحوص الدموية المتكررة لقياس مستوى الأضداد المناعية ومراقبة مدى التقدم في الحمية..
  • شعور المرضى بالارتياح دليل على ترميم الجسم للأمعاء وعودة وظيفتها في امتصاص المواد الغذائية.
  • قد تطول مرحلة الشفاء: فقد تمتد عند الأطفال بين (3-6) أشهر. بينما قد تمتد عند البالغين لعدة سنوات.
  • في حالة استمرار الأعراض مع الحمية أو عودتها: يفضل حينها إجراء تنظير للأمعاء وأخذ خزعة.

قائمة ببعض الأطعمة الممنوعة والمسموحة

الأطعمة الممنوعة:
  • حبوب الإفطار (السيريال) والباستا والأطعمة المخبوزة والسكاكر الكانديز وصلصة الجريفيز.
  • رقائق البطاطا والتورتيلا والشوربة.
  • الأرز المخلوط.
  • منكهات السلطة (سالد درسنز).
  • الصلصات كصلص الصويا.
  • البيرة وخل الشعير.
الأطعمة المسموحة:
  • الطحين الخالي من الجلوتين كطحين (الأرز، الصويا، البطاطا، الفاصوليا).
  • البيض والمشتقات اللبنية ما لم يكن هناك عدم تحمل لها.
  • اللحوم الطازجة والسمك والدجاج غير المغطى بالطحين.
  • الخضروات والفواكه.
  • الحنطة السوداء (Buckwheat).
  • العدس بأنواعه.
  • البطاطس بأنواعها.
  • الجوز والذرة ومطحون الذرة (كورن ميل).
  • كينوا.

المضاعفات

في حال عدم معالجة الداء الزلاقي يمكن أن تحدث عدد من المضاعفات من أهمها:

  • الإصابة بسوء التغذية: نتيجة عدم امتصاص المغذيات الضرورية.
  • ضعف بنية العظم وهشاشته: نتيجة سوء امتصاص الكالسيوم والفيتامين د.
  • عدم الإخصاب وإسقاط الحمول أيضاً بسبب نقص الكالسيوم وفيتامين د.
  • الألم بطني والإسهال عقب تناول الحليب والمشتقات اللبنية: لعدم تحمل سكر اللاكتوز الموجود فيها.
  • السرطان: وتحديداً سرطان لمفوما الأمعاء.
  • اضطرابات الجهاز العصبي: مثل نوبات الاختلاج أو اعتلال الأعصاب المحيطية.

التعليقات

فيديو العدد