التهاب المفاصل الروماتيزمي Rheumatoid Arthritis (RA)

التهاب المفاصل الروماتيزمي   Rheumatoid Arthritis (RA)
التهاب المفاصل الروماتيزمي Rheumatoid Arthritis (RA)

ينجم التهاب المفاصل الروماتيزمي عن اضطراب المناعة الذاتية في الجسم؛ فبدلا من أن يمارس الجهاز المناعي دوره في حماية الجسم فإنه يبدأ بمهاجمة المفاصل وأحيانا أعضاء أخرى من الجسم. لهذا فهو واحد من مجموعة الأمراض التي يُطلَق عليها: أمراض المناعة الذاتية (Autoimmune Disease).

تعريف

يصيب التهاب المفاصل الروماتيزمي، في مراحله المبكرة، المفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين، ومع تقدم المرض تظهر الإصابة في المفاصل الأكبر كمفاصل الرسغين والركبتين والكاحلين والمرفقين والوركين والأكتاف، ويتميز بخاصية مهمة وهي أنه يصيب المفاصل في الطرفين في الوقت نفسه.

قد توحي تسميته "التهاب المفاصل الروماتيزمي" بأنه مرض يصيب المفاصل فقط لكنه في (40%) من الحالات قد يصيب مناطق أخرى من الجسم كالجلد والعينين والرئتين والقلب والكليتين والأنسجة العصبية ونقي العظام والأوعية الدموية.

التهاب المفاصل الروماتيزمي هو مرض مناعي ذاتي مزمن (مستمر) يصيب المفاصل بشكل رئيس، وبشكل أدق يصيب غضاريف المفاصل، التي تعمل كجهاز وقائي يقي المفاصل من الضرر عن طريق امتصاصها للصدمات الواقعة عليها، فيتسبب في تخربها وتشوهها مع مرور الزمن.

معلومات وإحصاءات
  • مع أن المرض يظهر عادة بين (30-60) سنة من العمر إلا أنه قد يصيب أي فئة عمرية.
  • هناك قرابة (1.5 مليون) شخص مصاب بالتهاب المفاصل الروماتيزمي في الولايات المتحدة.
  • التهاب المفاصل الروماتيزمي أكثر إصابة للإناث (2-3) أضعاف لكن أعراضه أشد لدى الذكور.
  • (10%) من المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي عرضة للإصابة بالاكتئاب.
  • يصيب التهاب المفاصل الروماتيزمي الشبابي اليافعين بين (16-40) سنة، أما الالتهاب الذي يبدأ بعد (60) من العمر فيدعى بالتهاب المفاصل الروماتيزمي المتأخر.
  • ترتفع نسبة الإصابة بالداء السكري (50%) عقب الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيزمي، كما أن الداء السكري نفسه يزيد من احتمال الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيزمي بمعدل (20%).
  • يتصرف التهاب المفاصل الروماتيزمي بشكل متباين بين الأفراد إذ قد تظهر لدى بعضهم أعراض إصابة المفاصل بشكل تدريجي على عدة سنوات في حين أنها قد تبدأ عند آخرين بشكل سريع.
الأعراض والعلامات

من أهم الأعراض:

  • ألم المفاصل وتورمها وسخونتها: ربما في أكثر من مفصل.
  • يبوسة المفاصل: خاصة بعد الاستيقاظ وعقب الجلوس الطويل وقلة الحركة.
  • التعب والوهن: يعتبرهما بعض المرضى من أسوء الأعراض التي يعانون منها.
  • ارتفاع الحرارة: عادة ما يكون ارتفاعا طفيفا.
  • زيادة حساسية العينين وجفافهما.
  • جفاف الفم.
  • صعوبة التنفس.
  • فقد الشهية.

أعراض خاصة بمفاصل اليدين:

  • ظهور كتل طرية تحت جلد ظهر اليدين.
  • تورم الأصابع حيث تبدو على شكل نقانق.
  • صدور أصوات فرقعة (طقطقة) عند تحريك مفاصل الأصابع.
  • صعوبة استقامة الأصابع أو الإبهامين.
  • انحناء قمة الأصابع (الأنامل).

التهاب المفاصل الروماتيزمي   Rheumatoid Arthritis (RA)

ملاحظة مهمة:

تختلف شدة الأعراض من وقت لآخر؛ فقد تختفي تماما وعندها نسمي تلك المرحلة "بفترة الخمود"، وقد تتهيج ثانية فنسمي تلك المرحلة "بفترة التهيج". هذا التبدل الدوري المتكرر يؤدي مع مرور الزمن إلى تخرب المفاصل وتشوهها.

الأسباب

إن السبب الحقيقي وراء التهاب المفاصل الروماتيزمي ما يزال مجهولا إلا أن الباحثين يشيرون إلى تضافر عدة عوامل قد تكون مسؤولة عن حدوثه؛ من أهمها:

  • العوامل الوراثية.
  • الهرمونات.
  • العوامل البيئية.
مراحل الإصابة

يمر التهاب المفاصل الروماتيزمي بأربع مراحل:

المرحلة الأولى:

  • يبدأ الالتهاب في هذه المرحلة في الأنسجة المحيطة بالمفصل.
  • قد يشكو المصاب من أعراض خفيفة في المفاصل مثل: الألم وصلابة المفاصل.
  • تكون الصور الشعاعية للمفاصل طبيعية.

المرحلة الثانية:

  • تبدأ علامات أذية غضاريف المفاصل.
  • تزداد صلابة المفاصل.
  • تتحدد مدى حركة المفاصل.

المرحلة الثالثة:

  • تشتد علامات الالتهاب في هذه المرحلة وتمتد الأذية إلى عظام المفاصل.
  • تزداد صلابة المفاصل وشدة ألمها.
  • تتحدد حركة المفاصل أكثر من المرحلة السابقة.
  • تظهر بعض علامات التغير الفيزيائي في المفاصل.

المرحلة الرابعة:

  • يتوقف هنا الالتهاب لكن أذية المفاصل تستمر.
  • يشتد ألم المفاصل ويزداد تورمها وصلابتها وتحدد حركتها.
التشخيص

الفحوص الدموية: نبحث فيها عن المؤشرات الدالة على وجود التهاب في الجسم مثل:

  • ارتفاع سرعة تثفل الكريات الحمر (ESR).
  • ارتفاع معدل البروتين الارتكاسي سي (CPR).
  • الكشف عن العامل الروماتيزمي (Rheumatic Factor): يوجد في (80%) من الحالات.

اختبارات دموية أخرى:

اختبار كشف الأضداد المناعية من نوع (anti-CCP): وهي بروتينات خاصة في الدم توجد لدى (60-70%) من مرضى التهاب المفاصل الروماتيزمي.

التهاب المفاصل الروماتيزمي   Rheumatoid Arthritis (RA)

اختبارات التصوير:

  • التصوير الشعاعي للمفاصل.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • التصوير بالأمواج فوق الصوتية.
المعالجة

بعض الملاحظات المهمة:

  • ليس هناك علاج شاف لالتهاب المفاصل الروماتيزمي لكن المعالجة تخفف من شدة الأعراض.
  • يفضل البدء بالمعالجة في وقت مبكر لتجنب أذية المفاصل الذي يحدث خلال سنتين بعد التشخيص.
  • تعتمد طبيعة المعالجة على: العمر، الصحة العامة للمريض، التاريخ الطبي للمريض، وشدة الحالة.
  • أنواع المعالجة: دوائية، الراحة، التمارين الرياضية، الجراحة.

المعالجة الدوائية

أولا: الأدوية المضادة للالتهاب:

1- غير الستيروئيدية: تخفف الألم وتنقص من شدة الالتهاب، ولا تحتاج إلى وصفة طبية. من أهمها:

  • أيبيو بروفين المعروف تجاريا باسم (أدفيل، موترين).
  • نِبراكسين (Aleve).
  • مثبطات (Cox2): من أهمها سِلِي كاكسيب (Celebrex).
  • الأسبرين.

ثانيا: الأدوية المسكنة للألم:

2- الأدوية الستيروئيدية: تخفف الالتهاب والألم وتؤخر تخرب المفاصل تعطى حقنا بالمفاصل أو بالفم. من أهمها:

  • بردني زون (Deltasone).
  • ميثيل بردني زولون (Medrol).
  • هايدرو كورتيزون (Cortef).
  • أسيتامينوفين: مثل البنادول والسيتامول.
  • يمكن استخدام المستحضرات المسكنة التي يمكن تطبيقها موضعيا على الجلد.
  • هايدروكسي كلوروكوين (Plaquenil): وهو أحد أدوية معالجة الملاريا.
  • لفلونو مايد (Arava).
  • ميثوتريكسيت (Trexall, Rheumatrex).
  • سلفا سالازين (Azulfidine).

التهاب المفاصل الروماتيزمي   Rheumatoid Arthritis (RA)

ثالثا: الأدوية الخاصة بمعالجة المراحل المتقدمة:

أ- الأدوية التقليدية المضادة للروماتيزم المُعَدِّلة للمرض (DMARDs):

تعمل عبر إيقافها لهجمات الجهاز المناعي على المفاصل لذا فهي تؤخر تطور المرض، وتحفظ المفاصل والأنسجة الأخرى من الأثر التخريبي المستمر. من أهمها:

ب- الأدوية المُعَدِّلة للاستجابة البيولوجية (Biologic Response Modifiers):

تعمل من خلال تثبيطها للجزء المسؤول عن حدوث الالتهاب الروماتيزمي في الجهاز المناعي. تستخدم في الحالات الشديدة أو في حل فشل أدوية (DMARDs). من أهمها:

أباتا سِبت (Orencia)، أدا ليميوماب (Humira)، أنا كنرا (Kineret)، سيرتو ليزوماب (Cimzia)، ساريلو ماب (Kevzara)، بي ليميوماب (Benlysta).

ج- الأدوية المعدِّلة المُرَكَّبَة المستهدِفة (Targeted Synthetic DMARDs):

تختلف عن الأدوية المعدلة التقليدية في أنها لا تثبط الجهاز المناعي كله، بل تستهدف أجزاء معينة منه، وتستخدم عند إخفاق الأدوية التقليدية أو البيولوجية. من أهمها:

بَري ساي تينب (Olumiant) وتوفا ساي تينب (Xeljanz)، يوبادا ساي تينب (Rinvoq).

المعالجة الجراحية

  • استئصال بطانة المفاصل الملتهبة: تخفف من الألم وتحسن من حركة المفاصل.
  • إصلاح الأوتار المحيطة بالمفصل المهترئة أو المتمزقة بفعل بالالتهاب.
  • تثبيت المفصل: حينما يصعب تبديل المفصل.
  • استبدال المفصل كاملا بمفصل صناعي.

معالجات أخرى:

  • العلاج الفيزيائي: بوضع خطط للتمارين وإجراء المساجات العلاجية المساعدة.
  • العلاج الوظيفي (Occupational Therapy): للمساعدة في القيام بالوظائف اليومية الحياتية مثل الطبخ واستخدام الكمبيوتر.
  • العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy): للتدريب على آلية التعامل مع التوترات والتحديات الأخرى وكيفية التعامل مع الألم والتغلب عليه، وتحسين الحالة النفسية والعاطفية.

المداراة المنزلية:

  • ترقق العظام وهشاشته: إما بسبب المرض نفسه وإما بسبب الأدوية المعالجة كالستيروئيدات مثلا.
  • تشكل العقد الروماتيزمية: وهي عبارة عن تجمعات نسيجية مرتفعة قليلا عن سطح الجلد غالبا تكون في المناطق التي تتعرض للضغط كالمرافق وقد تتشكل في أي منطقة من الجسم بما فيها القلب والرئة.
  • إصابة العينين: خاصة التهاب الصلبة (التهاب بياض العينين)؛ وهو خطر لأنه قد يؤدي لفقد البصر.
  • سهولة الإصابة بالأمراض الإنتانية: لتراجع المناعة إما بسبب المرض ذاته وإما بسبب أدوية المعالجة.
  • تغير تركيب الجسم من الدهن: حيث ترتفع نسبة الشحم في الجسم مقارنة بالكتلة العضلية.
  • ارتفاع نسبة تصلب الشرايين وانسدادها وإصابة الغشاء المحيط بالقلب.
  • أذية الرئتين: بزيادة ندبات النسيج الرئوي مما يؤدي إلى صعوبة التنفس.
  • جفاف الفم: نتيجة نقص اللعاب في الفم.
  • التهاب الأوعية الدموية.
المضاعفات
  • ممارسة التمارين الخفيفة: كالمشي والسباحة وتمارين التمطيط لتقوية العضلات المحيطة بالمفاصل وللتغلب على التعب وإراحة المفاصل في الهجمات الحادة وممارسة الرياضة وقت هجوع المرض.
  • وضع الكمادات الباردة أو الدافئة على المفاصل: تخفف الألم وترخي التشنج العضلي تنقص التورم.
  • تطبيق آليات الاسترخاء: كالتخيل والتنفس العميق وإرخاء العضلات فكلها تساعد في تخفيف الألم.
  • التثقيف الذاتي: خاص تعلم مهارات التدبير الشخصي بغية تحسين النشاط الحياتي اليومي.

التعليقات

فيديو العدد