الأدب الإماراتي يكتب محليته لقُراء عالميين بقوائم البوكر
العدد 162 - 2024
الشعر ديوان العرب وميراثهم الأدبي، منذ ظهوره في شبه الجزيرة العربية، فكان الشعر الوعاء الذي يحفظ المآثر والمفاخر والمآسي، وإلى غيرها من أغراض الشعر كالمدح والهجاء، والرثاء والوصف والحكمة والاعتذار، والتغزل بشقية (العفيف "العذري" والصريح "التشبيب")، ومع ظهور الإسلام ظهرت أغراض أخرى، نظراً لتعدد العلوم والمعارف، فكان الشعر أيضاً ملاذهم إلى حفظ هذه العلوم من الاندثار، فصاغوها في شكل قالب شعري ليسهل على الطلاب والمحبين لهذه العلوم من حفظها بطريقة أسهل كما في ألفية ابن مالك ومتن الشاطبية وغيرها من العلوم.
لذلك كان لزاماً أن يكون هناك ضوابط معينة للشعر وهما الوزن والقافية، ليكون مستقلاً عن النثر الأدبي الذي كان مع الشعر كفرسي رهان في هذه الحقب، ومن هنا دعت الحاجة لإيجاد علم يضيط الأوزان الشعرية فكان العروض الذي يعنى بأوزان الشعر العربي.
ويعتبر أبو عبدالرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي (100 – 170) أول من وضع علم العروض، ذاك العلم الذي يحتوي على الضوابط العامة، وأوزان الشعر ليعرف بها صحيحها من فاسدها.
ومن المعلوم أن بحور الشعر هي 16 بحراً، ومن ثم تدارك عليها الأخفش ببحر عروضي لذلك سمي المتدارك، لتداركه على الفراهيدي.
وفي محاولة جادة قدم الشاعر الإماراتي سعيد معتوق كتابه "الطريقة الجديدة في فهم أوزان القصيدة" في (طبعته الرابعة) عن دار المرايا للطبع والنشر، يقع الكتاب في 111 صفحة من القطع المتوسط.
وقد تناول معتوق في كتابه كيف تتشكل الموسيقا الشعر، والتفعيلة + التقطيع العروضي، وحروف التفعيلة (في الطريقة الجديدة)، موضحاً بحور الشعر وسبب تسميتها، ثم قسم البحور الشعرية إلى قسمين: بحور الصافية أو البسيطة منها: المتقارب والرمل والرجز والهزج والوافر. أما القسم الثاني فهو البحور الممزوجة أو المركبة منها: البحر البسيط والمجتث والطويل والمديد والسريع والمنسرح والمخلع والخفيف والمضارع والمقتضب والخبب، كما تناول معتوق البحور المهملة نحو الممتد والمستطيل والمتوافر والمطرد والمتئد والمنسرد.
وقد وضح معتوق عدة مصطلحات عروضية كالوزن والقافية ودوائر تشابه البحور، ومفاتيح البحور. معرجاً نحو مؤسس علم العروض الفراهيدي، الذي كان أستاذاً لعلم النحو وتتلمذ على يده شيخ النحاة سيبوية والأصمعي والنضر بن شميل وغيرهم.
ويطرح المؤلف في هذا الكتاب علم العروض بشكل مبسط بعيداً عن التعقيد الذي نجده في العروض، يغني عن حفظ أكثر من 180 مصطلحاً عروضياً يضيق بها المقام طالب فهم وزن القصيدة. وذلك بطريقة لما يتناولها أحد من قبل، وهذا الكتاب إضافة جديدة لعلم العروض تنفع الشعراء في تطوير تعليم الوزن في الشعر.
ويستكمل المؤلف أنه على راغبي كتابة الشعر فهم وزن القصيدة وبحور الشعر، وكيف نميز بين البيت الموزون والبيت المكسور وزناً، وذلك بطريقة سهلة جداً، كل ما في الأمر حفظ 5 أحرف حرفان من الطريقة القديمة و3 حروف جئنا بهم في هذا الكتاب كي يستغني بها عن مصطلحات قديمة نحن في غنى عنها، وهذه الطريقة هي الأيسر والأشمل لمن يريد الإحاطة ببحور الشعر العربي الفصيح.
كما عدد معتوق الأمثلة للمصطلاحات العروضية نحو: القبض: وهو حذف الحرف الخامس والساكن من التفعيلة. مثلاً ( مَفاعِيلُنْ //0//0) تصبح بعد القبض (مَفاعِلُنْ //0//0)، و(فعولن //0/0) تصبح (فعول //0/) كما تناول الكف والخبن والطي والخبل والشكل، من الطريقة القديمة، ولكن ووفق رؤيته يقول: ولكننا في هذا الكتاب نستغني عن المصطلحات كلها بقولنا إن التفعيلة فعولن //0/*).
وقد اعتمد سعيد معتوق في كتابه (الطريقة الجديدة في فهم وزن القصيدة) على الكثير من المراجع منها: العروض لإبراهيم الزجاج، والعمدة لابن رشيث القيرواني، والكتاب لسيبويه، والشافي في العروض والقوافي لهاشم صالح مناع، والعقد الفريد لأحمد بن عبد ربه، والقسطاس لجار الله الزمخشري، والعروض: تهذيبه وإعادة تدوينه لجلال الدين الحنفي.
ويشار إلى أن سعيد معتوق شاعر وكاتب إماراتي من مواليد إمارة الشارقة، بدأ صوغ الشعر في مرحلة متقدمه من عمره، وهو عضو نادي الشعر في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، صدر له عدة ديواوين شعرية منها: ناي حياتي ونَصّي القادم، والشارقة، وقصائد أخرى وغيرها.
كما شارك سعيد معتوق في عدة أمسيات محلية وعربية.
التعليقات