انطلق نحو التغيير...في رحلة التمتع بالصحة وإنقاص الوزن

إذا كنت تعلم أنك تعاني من زيادة الوزن ولكنك للأسف تقف عاجزاً عن مساعدة نفسك ولا تملك العزيمة والإرادة من أجل التغيير نحو الأفضل فما رأيك إن أخبرتك بأن خسارتك لدهون جسمك وإنقاص وزنك، سيعزز صحة جسدك ويحميك من العديد من الأمراض المزمنة، ويخفض عمرك البيولوجي، ويمنح لعمرك الشباب والحيوية والعافية.

وسوف أطرح عليكم في هذه الأسطر بعضاً من الاستراتيجيات التي سوف تساعدك على تغيير حياتك وتعزيز صحتك.

إن كل ما يحيط بنا يدفعنا إلى شيء واحد، تناول المزيد من الطعام، فلم يسبق أن كان الطعام رخيصاً إلى هذا الحد ومتوفراً بهذه السهولة والأشكال والأنواع. في الماضي كان الإنسان يبذل جهداً مضنياً ليحصل على قوت يومه، أما الآن فقد أصبح علينا أن نبذل جهداً خرافياً كي نتجنب الطعام ونقاومه، فأصبح الطعام يسيطر علينا، لأننا أصبحنا نتناول الطعام هرباً من الضغوط والمشاكل النفسية بهدف الإحساس بالمتعة، وهذه الحالة يطلق عليه (الجوع العاطفي).

في الماضي كان الإنسان يصرف 95% من الطاقة المتناولة ويخزن 5% ، أما الآن فنحن نخزن 95% من الطاقة المتناولة على شكل جيوب دهنية تحت الجلد وفي منطقة البطن (الكرش) ونصرف 5% فقط من الطاقة المتناولة.

الكثير منا يعتقد أن الزيادة بالوزن أصبحت أمراً عادياً متجاهلين المخاطر الصحية الناجمة عنه، وتبدأ المشكلة عندما نبلغ سن الأربعين حيث يصبح الأمر مختلفا كلياً، فالمعاناة من زيادة الوزن بما يتراوح ما بين 10 – 20 كيلوغرام يعني أنك تقلل فرص وجودك على سطح الأرض حتى ترى أحفادك يكبرون أمامك، وإن حالفك الحظ فلن تكون قادراً على اللعب والاستمتاع معهم وسوف تكون عالة عليهم وعلى مجتمعك.

واعلم جيداً " أن الأعمار بيد الله" ولكن البركة والصحة والعافية ستكون معدومة. وهل تعلم أن البدانة هي ثاني أخطر سبب للسرطان بعد التدخين. فكرة لأجل صحتك

هل تود أن تعرف فوراً ما إذا كان الزيادة في وزنك تعرضك إلى الشيخوخة المبكرة والعديد من الأمراض؟

ما عليك سوى إحضار شريط قياس ومراقبة محيط خصرك بشكل دوري، فإذا كان محيط الوسط من عند السرة للنساء أقل من 80 سم فأنت في أمان وصحة، أما إذا كان 88 سم وأكثر فهناك خطورة على صحتك، بالنسبة للفتيات والنساء عموماً. أما بالنسبة للذكور فإن المخاطر الصحية تزداد عندما يكون محيط خصر أحدهم 94 سم وأكثر، وإن كان أقل من ذلك تزول هذه المخاطر، فيما يدل القياس 102 سم على خطورة شديدة جداً.

مخاطر السمنة على الصحة

أوضحت بيانات منظمة الصحة العالمية (WHO) أن المخاطر الصحية المرتبطة بالسمنة يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام رئيسية:

• مخاطر كبيرة:

(احتمال الخطر أكثر من 3 أضعاف): وهذه تشمل داء السكري من النوع الثاني، وأمراض المرارة، ومقاومة الأنسولين، وصعوبة التنفس، واضطرابات النوم.

• مخاطر متوسطة:

(احتمال الخطر من 2-3 أضعاف): وهذه تشمل أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والتهابات المفاصل، وداء النقرس.

• مخاطر بسيطة:

(احتمال الخطر من ضعف إلى ضعفين): وهذه تشمل سرطان الثدي والقولون، واضطرابات هرمونات التناسل، وآلام الظهر، والاضطرابات النفسية.

الحفاظ على الوزن الصحي لا يطيل عمرك فحسب بل يحسن جودة العيش لحياتك، فالأشخاص الذين يعانون من مشاكل هرمونية وآلام في الظهر وآلام المفاصل والسكري من النوع الثاني وضغط الدم والأرق والشخير عادة ما يكتشفون أن هذه الأعراض تختفي في حالة خسارة الدهون وخفض الوزن والوصول إلى الوزن الصحي.

علاوة على ذلك سوف تكتشف أن مستويات طاقتك ارتفعت وستشعر أن جودة النوم عندك تحسنت وسوف تعيش حياة مليئة بالحيوية والنشاط.

خسارة الوزن عملية أصعب بكثير من اكتسابه وللوصول إلى الوزن الصحي عليك أتباع ما يأتي:

أولاً: تحديد المحفزات الأساسية وتدوينها

نقل بتصرف عن (الجمعية الماليزية لدراسة السمنة وجمعية السكري الماليزية، 2007)

هل تعلم أن تحقيق أمنياتك الصحية أصبح أمراً قابلاً للتحقيق ومن أهم هذه الأمنيات:

• هل تتمنى أن تتخلص من آلام الظهر أو اللهاث؟
• هل تود صعود الدرج دون توقف وألم في المفاصل؟
• هل تتمنى أن تؤدي صلاتك دون الجلوس على الكرسي؟
• هل تود أن تشعر بالرضا وتشعر وتحسن صورة ذاتك؟
• هل تتمنى ارتداء ملابس لم تلبسها منذ سنوات طويلة؟
• هل تود التوقف عن التأفف كلما شاهدت صورة نفسك بالمرآة؟
• هل ترغب في تحسين جودة نومك الليلي؟
• هل تود أن تبتعد عن الأمراض وترفع مناعتك؟

عليك تذكير نفسك بهذه المحفزات كلما شعرت أن إرادتك أصابها الوهن والإحباط.

ثانياً: فكّر في تغيير أسلوب حياتك على المدى البعيد وليس تغيير النظام الغذائي فحسب.

ثالثاً: استخدم قاعدة 80 / 20

تناول أطعمة صحية بنسبة 80% من الأطعمة المتناولة يومياً، وسوف تحصل على نتائج مذهلة مبهرة، وسوف تتيح لك هذه القاعدة بأن تدلل نفسك وستستمتع بنسبة 20% من الأطعمة التي تتوق لها وتشتهيها مثل (الحلويات، الوجبات السريعة...) وبالتدريج سوف تجد أن عادتك الغذائية قد تغيرت وأصبحت أكثر حرصاً على اختيار الأطعمة الصحية، وأصبحت تسيطر على الطعام بدلاً من يسيطر عليك.

ولكن للأسف والذي نشاهده الآن وبناء على نتائج الدراسات بأن القاعدة معكوسة حيث بلغت نسبة الأشخاص الذين يتناول الأطعمة الصحية 33% و 73% يتناولون أطعمة غير صحية.

رابعاً: احتفظ بدفتر ملاحظات للأطعمة المتناولة يومياً:

حاول أن تسجل يومياً كل ما تتناوله من سعرات حرارية، حتى لو كان مصدرها الأغذية الصحية، عليك فقط أن تدون كل ما تتناوله من طعام لمدة أسبوع واحد، وهنا أعني تسجيل كل شيء بما في ذلك أبسط الأشياء حتى لو كانت قطعة شبس أو حبة تمر أو أي شيء آخر.
تأكد بأنك سوف تنصدم وتندهش من مقدار ما تأكله يومياً، ولاسيما في الوجبات غير المبرمجة (خارج نظامك الغذائي).

وهذه الآلية سوف تساعدك على تعديل نظام حياتك باستبعاد الأطعمة التي كنت تتناولها وأنت لست بحاجة لها.