أطباق شتوية دافئة ..
العدد 160 - 2024
تحدث السكتة الدماغية (Stroke) عند حدوث انقطاع مفاجئ في وصول الدم إلى الدماغ. وعادة ما يحدث ذلك إما بسبب انسداد أحد الأوعية المغذية للدماغ، وإما بسبب تمزقه وحدوث نزف فيه.
ما ينجم عن ذلك التوقف المفاجئ للدم هو حرمان خلايا الدماغ من الأوكسجين والمواد الضرورية لها فتبدأ بالموت خلال دقائق. لهذا تعد السكتة الدماغية حالة إسعافية شديدة تتطلب التدخل الطبي السريع والشامل.
1- السكتات الدماغية الناجمة عن نقص التروية الدموية في الدماغ (Ischemic Strokes): وهي تشكل (80 %) من حالات السكتة الدماغية.
2- السكتات الدماغية الناجمة عن نزف في الدماغ (Hemorrhagic Strokes): تشكل (20 %) من حالات السكتة الدماغية.
3- هجمات نقص التروية الدموية العابرة (Transient Ischemic Attacks - TIA).
وسنشرح كل نوع منها الآن بالتفصيل:
وهي تنجم بشكل رئيس عن:
1- تجلط الدم داخل الأوعية الدموية في الدماغ (Thrombosis): يعد من أكثر الأسباب المسؤولة عن انسداد الشرايين والسكتات الدماغية.
2- جلطة دموية قادمة من مكان آخر (Embolism): حيث تتشكل هذه الجلطات خارج الدماغ، مثلا في القلب أو في شرايين الرقبة أو في الصدر، لتنتهي في أحد الشرايين المغذية للدماغ مسببة السكتة الدماغية.
3- تضيق الشرايين (Stenosis): ويعد تصلب الشرايين (Atherosclerosis) أكثر سبب مسؤول عن تضيق الشرايين. ويُقصَد بالتصلب تثخن جدران الشرايين وصلابتها وفقدانها لمرونتها نتيجة تشكل لويحات على جدر بطانتها نتيجة ترسب الدهون والكوليسترول ومخلفات الخلايا والكالسيوم ومادة الليفين.
ومن أهم أسباب السكتة الدماغية بنقص التروية:
- اضطرابات التخثر.
- الرجفان الأذيني (Atrial Fibrillation): أحد اضطرابات نظم القلب.
- التشوهات القلبية: كالفتحة بين البطينين والفتحة بين الأذينتين.
- مرض الأوعية المجهرية بنقص التروية.
وللنزف الدماغي ثلاثة أشكال:
1- النزف المحيط بالدماغ المعروف بالنزف تحت الجافية (Subdural Hemorrhage)
2- النزف داخل الدماغ نفسه.
3- النزف داخل بطينات (تجاويف) الدماغ.
ومن أهم أسباب النزف الدماغي:
1- ارتفاع الضغط الشرياني المزمن.
2- التشوهات الوعائية الشريانية الوريدية في الدماغ: عبارة عن توصيلات غير طبيعية بين الشرايين والأوردة.
3- أمات الدم في الشرايين الدماغية (Aneurysms): أم الدم عبارة عن انتباج أو انتفاخ بالوني الشكل في جدر الشرايين، وتأتي خطورتها من كونها هشة أي عرضة للتمزق والانفجار خاصة إذا تجاوز قطرها (7 مم).
4- أورام الدماغ السليمة والخبيثة.
- تتميز بأنها تشبه السكتات الدماغية لذا تسمى خطأ بالسكتات الدماغية المصغّرة (Mini Strokes).
- تتميز بأن أعراضها سريعة الزوال: حيث تبدأ الأعراض خلال دقائق لكنها تختفي خلال ساعة.
- تنجم عن جلطة عابرة تسد مجرى الدم مانعة الدم من الوصول للدماغ.
- تعد هذه الهجمات بمثابة إنذار مبكر ينذر بحدوث سكتة دماغية أكثر خطرا في المستقبل.
هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، يمكن أن نقسمها إلى:
1- العمر: يمكن للسكتة الدماغية أن تحدث في أي عمر لكن معدل حدوثها يرتفع بازدياد العمر.
2- الجنس: السكتة الدماغية أكثر إصابة للذكور في منتصف العمر، إلا أن هذا التباين يتلاشى بعد تلك المرحلة فتتساوى نسبة الإصابة لديهما، لكن مع فارق مهم وهو ارتفاع نسبة الوفاة عند الإناث مقارنة بالذكور.
3- القصة العائلية: يزداد احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية في حال وجود قصة عائلية للإصابة بها.
1- ارتفاع ضغط الدم: يعد من أهم العوامل لرفعه لمعدل الإصابة بالسكتة الدماغية (2-4) أضعاف.
2- اضطراب نظم القلب المعروف بالرجفان الأذيني خاصة الناجم عن توقف التنفس في أثناء النوم.
3- ارتفاع كولسترول الدم.
4- السكري.
5- التدخين.
6- البدانة.
7- رضوض الرأس والرقبة.
8- تعاطي المخدرات وشرب الكحول.
9- أمراض القلب.
عوامل تزيد من السكتة الدماغية لدى النساء كالحمل والولادة وسن اليأس والمعالجة المعاوضة بالهرمونات.
1- الفحص السريري خاصة الفحص العصبي: لتحديد شدة الإصابة ومدى الوظائف العصبية والذهنية ودرجة الوعي وقابلية التواصل عقب السكتة الدماغية.
2- التصوير الطبقي (CT) للدماغ:
3- الرنين المغناطيسي (MRI): يعد أكثر حساسية في تشخيص السكتات الناجمة عن نقص التروية الدماغية خاصة الصغيرة وفي حالات نقص التروية العابرة (TIA).
4- تصوير الأوعية الدموية الدماغية بالقسطرة: لتحديد مكان الانسداد أو التضيق أو التشوهات فيها.
5- التصوير بالأمواج فوق الصوتية وبالدابلر لشرايين الرقبة: للكشف عن أي تصلب فيها.
6- فحص الدم: لدراسة عوامل التخثر ووظائف الكلية والكبد وسكر الدم والشوارد وفحص السموم وغيرها.
7- تخطيط القلب الكهربائي (ECG) وتصويره بالأمواج فوق الصوتية: للكشف عن أي خلل قلبي.
8- تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG): لاستبعاد الصرع.
تعتمد المعالجة الإسعافية على سبب السكتة الدماغية:
1- إما باستخدام أنبوب (القسطرة) للوصول إلى منطقة الانسداد لحقن الأدوية المذيبة للخثرة مباشرة في مكان الانسداد. ويجب أن تجرى هذه المناورة في أسرع وقت ممكن.
2- وإما باستئصال الجلطة بأداة مخصصة لذلك: يلجأ إلى ذلك في حالات الجلطات الكبيرة التي لم تستجب للمعالجة الدوائية. عادة ما تجرى بالتزامن مع حقن الأدوية المذيبة للجلطة.
قد ينصح بعض الأطباء بإجراء تدابير لتوسيع الشرايين الضيقة لتقليل خطر تكرر السكتة الدماغية:
= توسيع شرايين الرقبة: باستئصال الترسبات التي على بطانة جدرانها.
= توسيع شرايين الرقبة بالبالون ثم وضع دعامات (Stents) فيها تساعد على إبقائها مفتوحة.
بإعطاء الأدوية:
- الخافضة للضغط الشرياني.
- المضادة لتورم الدماغ.
- المضادة لتميع الدم في حال كان المريض يتناول مميعا للدم.
- المضادة للاختلاجات أحيانا.
1- للتخلص من الدم المتجمع بسبب النزف لإزالة الضغط عن الدماغ.
2- لإصلاح الأوعية الدموية في حال النزف الناجم عن التشوهات الشريانية الوريدية أو أمات دم.
تساعد في الوقاية من تكرر السكتة الدماغية:
- مميعات الدم (مضادات التخثر).
- الأدوية المضادة للصفيحات الدموية (Antiplatelets) كالأسبرين.
- الأدوية الخافضة للضغط.
- الأدوية الخافضة للكوليسترول.
أ- معالجة النطق:
لاستعادة القدرة على الكلام بالتدريب على كيفية السيطرة على عضلات التنفس والأكل والشرب والبلع.
ب- المعالجة الفيزيائية:
لاستعادة التوازن والقدرة على استخدام اليدين والساعدين والأطراف وتحسين الضعف العضلي وغيره.
ج- المعالجة الوظيفية أو المهنية (Occupational Therapy):
لاستعادة النشاطات والممارسات الحياتية اليومية الاعتيادية.
د- المعالجة الإدراكية (Cognitive Therapy):
تساعد في حالات اضطراب الذاكرة وفي النشاطات التي تتطلب التركيز.
1- السيطرة على ارتفاع ضغط الدم.
2- خفض كمية الكوليسترول والشحوم المشبعة في الطعام.
3- ضبط الداء السكري بالحمية والنشاط الفيزيائي وإنقاص الوزن والأدوية.
4- السيطرة على الوزن.
5- الامتناع عن التدخين.
6- تناول الحمية الغذائية الغنية بالخضروات والفواكه: وأفضل حمية غذائية هي حمية الشرق الأوسط.
7- ممارسة الرياضة والنشاط الفيزيائي بشكل منتظم.
8- تجنب المخدرات.
9- معالجة توقف التنفس الانسدادي في أثناء النوم.
التعليقات