السكتة الدماغية .. The Stroke

التعريف

تحدث السكتة الدماغية (Stroke) عند حدوث انقطاع مفاجئ في وصول الدم إلى الدماغ. وعادة ما يحدث ذلك إما بسبب انسداد أحد الأوعية المغذية للدماغ، وإما بسبب تمزقه وحدوث نزف فيه.
ما ينجم عن ذلك التوقف المفاجئ للدم هو حرمان خلايا الدماغ من الأوكسجين والمواد الضرورية لها فتبدأ بالموت خلال دقائق. لهذا تعد السكتة الدماغية حالة إسعافية شديدة تتطلب التدخل الطبي السريع والشامل.

معلومات وإحصائيات

• عالميا؛ تعد السكتة الدماغية السبب الثاني للوفاة والسبب الأول للعجز.
• في أميركا، تُشخَص (800 ألف) سكتة دماغية سنويا، (600 ألف) منها تحدث للمرة الأولى.
• (80 %) من حالات السكتة الدماغية يعود سببها إلى نقص التروية الدموية للدماغ.
• مع أن السكتة الدماغية يمكن أن تحدث في أي عمر إلا أن (ثلثي الحالات) تحدث بعد (65) من العمر.
• يندر حدوث السكتة الدماغية لدى المرأة خلال سنين الإنجاب إذ يقدر معدل حدوثها سنويا بواحد لكل عشرة آلاف امرأة، لكن هذا المعدل يرتفع (3) أضعاف خلال الحمل.
• إن الانقطاع عن التدخين لمدة سنتين ينقص من احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية بشكل كبير.

الأعراض

• الشلل أو الضعف أو الخدر في الوجه أو الساق أو الساعد في أحد الجانبين.
• اضطرابات في الكلام: كصعوبة الكلام أو فقد القدرة عليه كاملا (Aphasia)، أو التلعثم وصعوبة النطق، أو النطق بكلام غير مفهوم (Dysarthria)، أو عدم فهم كلام الآخرين.
• تشوش مفاجئ في الرؤية أو الرؤية المضاعفة في كلا العينين أو إحداهما.
• فقد مفاجئ، بشكل كامل أو جزئي، لحاسة أو أكثر من الحواس (البصر، السمع، الشم، الذوق، اللمس).
• الرنح أو فقد التناسق العضلي (Ataxia) وفقد التوازن وصعوبة المشي.
• فقد الذاكرة (Amnesia) وعدم القدرة على تحديد الزمان والمكان والأشخاص في بعض الحالات.
• تغيرات في الشخصية والتشوش الذهني والهيجان وعدم الاستقرار العاطفي.
• الشعور بصداع مفاجئ غير عادي دون وجود سبب واضح.
• الاختلاجات المشابهة للصرع.
• الدوخة أو الدوار.
• فقد الوعي أو الإغماء.
• الغثيان والقيء وصلابة العنق.

أنواع السكتات الدماغية

1- السكتات الدماغية الناجمة عن نقص التروية الدموية في الدماغ (Ischemic Strokes): وهي تشكل (80 %) من حالات السكتة الدماغية.
2- السكتات الدماغية الناجمة عن نزف في الدماغ (Hemorrhagic Strokes): تشكل (20 %) من حالات السكتة الدماغية.
3- هجمات نقص التروية الدموية العابرة (Transient Ischemic Attacks - TIA).
وسنشرح كل نوع منها الآن بالتفصيل:

أولا- السكتات الدماغية الناجمة عن نقص التروية الدموية في الدماغ:

وهي تنجم بشكل رئيس عن:
1- تجلط الدم داخل الأوعية الدموية في الدماغ (Thrombosis): يعد من أكثر الأسباب المسؤولة عن انسداد الشرايين والسكتات الدماغية.
2- جلطة دموية قادمة من مكان آخر (Embolism): حيث تتشكل هذه الجلطات خارج الدماغ، مثلا في القلب أو في شرايين الرقبة أو في الصدر، لتنتهي في أحد الشرايين المغذية للدماغ مسببة السكتة الدماغية.
3- تضيق الشرايين (Stenosis): ويعد تصلب الشرايين (Atherosclerosis) أكثر سبب مسؤول عن تضيق الشرايين. ويُقصَد بالتصلب تثخن جدران الشرايين وصلابتها وفقدانها لمرونتها نتيجة تشكل لويحات على جدر بطانتها نتيجة ترسب الدهون والكوليسترول ومخلفات الخلايا والكالسيوم ومادة الليفين.

ومن أهم أسباب السكتة الدماغية بنقص التروية:
- اضطرابات التخثر.
- الرجفان الأذيني (Atrial Fibrillation): أحد اضطرابات نظم القلب.
- التشوهات القلبية: كالفتحة بين البطينين والفتحة بين الأذينتين.
- مرض الأوعية المجهرية بنقص التروية.

ثانيا- السكتة الناجم عن نزف الدم في الدماغ:

وللنزف الدماغي ثلاثة أشكال:
1- النزف المحيط بالدماغ المعروف بالنزف تحت الجافية (Subdural Hemorrhage)
2- النزف داخل الدماغ نفسه.
3- النزف داخل بطينات (تجاويف) الدماغ.

ومن أهم أسباب النزف الدماغي:
1- ارتفاع الضغط الشرياني المزمن.
2- التشوهات الوعائية الشريانية الوريدية في الدماغ: عبارة عن توصيلات غير طبيعية بين الشرايين والأوردة.
3- أمات الدم في الشرايين الدماغية (Aneurysms): أم الدم عبارة عن انتباج أو انتفاخ بالوني الشكل في جدر الشرايين، وتأتي خطورتها من كونها هشة أي عرضة للتمزق والانفجار خاصة إذا تجاوز قطرها (7 مم).
4- أورام الدماغ السليمة والخبيثة.

ثالثا: هجمات نقص التروية الدموية العابرة:

عوامل الخطورة

هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، يمكن أن نقسمها إلى:

أولا: العوامل غير القابلة للتعديل: أي لا يتحكم الإنسان بها.

1- العمر: يمكن للسكتة الدماغية أن تحدث في أي عمر لكن معدل حدوثها يرتفع بازدياد العمر.
2- الجنس: السكتة الدماغية أكثر إصابة للذكور في منتصف العمر، إلا أن هذا التباين يتلاشى بعد تلك المرحلة فتتساوى نسبة الإصابة لديهما، لكن مع فارق مهم وهو ارتفاع نسبة الوفاة عند الإناث مقارنة بالذكور.
3- القصة العائلية: يزداد احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية في حال وجود قصة عائلية للإصابة بها.

ثانيا: العوامل القابلة للتغيير: أي يمكن للإنسان التحكم أو القيام بها:

1- ارتفاع ضغط الدم: يعد من أهم العوامل لرفعه لمعدل الإصابة بالسكتة الدماغية (2-4) أضعاف.
2- اضطراب نظم القلب المعروف بالرجفان الأذيني خاصة الناجم عن توقف التنفس في أثناء النوم.
3- ارتفاع كولسترول الدم.
4- السكري.
5- التدخين.
6- البدانة.
7- رضوض الرأس والرقبة.
8- تعاطي المخدرات وشرب الكحول.
9- أمراض القلب.

ثالثا: العوامل الخاصة بالنساء:

عوامل تزيد من السكتة الدماغية لدى النساء كالحمل والولادة وسن اليأس والمعالجة المعاوضة بالهرمونات.

التشخيص

1- الفحص السريري خاصة الفحص العصبي: لتحديد شدة الإصابة ومدى الوظائف العصبية والذهنية ودرجة الوعي وقابلية التواصل عقب السكتة الدماغية.

2- التصوير الطبقي (CT) للدماغ:

• هو الأكثر استخداما في السكتة الدماغية.
• يكشف عن أي نزيف.
• قد يُجرَى مع المواد الظليلة لدراسة خريطة الدماغ الوعائية وتحديد النسج المتأذية.
• يساعد في تحديد المرضى الذين يمكن إزالة الجلطة لديهم حتى بعد مرور ساعات من بداية السكتة.

المعالجة

المعالجة الإسعافية:

تعتمد المعالجة الإسعافية على سبب السكتة الدماغية:

أولا: المعالجة الإسعافية للسكتات الناجمة عن نقص التروية:

• إعطاء الأدوية المذيبة للجلطة: مثل (Activase) و(TNKase) التي تُعطى حقنا بالوريد. يجب أن تعطى خلال (3-4.5 ساعات) من بداية الأعراض لتزيد من فرص النجاة وتقلل من حدوث المضاعفات. تساعد هذه الأدوية في إزالة الانسداد وعودة جريان الدم في الأوعية لحالته الطبيعية.
• المعالجة داخل الوعائية (Endovascular Therapy):

1- إما باستخدام أنبوب (القسطرة) للوصول إلى منطقة الانسداد لحقن الأدوية المذيبة للخثرة مباشرة في مكان الانسداد. ويجب أن تجرى هذه المناورة في أسرع وقت ممكن.
2- وإما باستئصال الجلطة بأداة مخصصة لذلك: يلجأ إلى ذلك في حالات الجلطات الكبيرة التي لم تستجب للمعالجة الدوائية. عادة ما تجرى بالتزامن مع حقن الأدوية المذيبة للجلطة.

• تدابير علاجية لضمان عدم تكرر السكتة:

قد ينصح بعض الأطباء بإجراء تدابير لتوسيع الشرايين الضيقة لتقليل خطر تكرر السكتة الدماغية:
= توسيع شرايين الرقبة: باستئصال الترسبات التي على بطانة جدرانها.
= توسيع شرايين الرقبة بالبالون ثم وضع دعامات (Stents) فيها تساعد على إبقائها مفتوحة.

ثانيا: المعالجة الإسعافية للسكتات الدماغية الناجمة عن النزف:

بإعطاء الأدوية:
- الخافضة للضغط الشرياني.
- المضادة لتورم الدماغ.
- المضادة لتميع الدم في حال كان المريض يتناول مميعا للدم.
- المضادة للاختلاجات أحيانا.

المعالجة الجراحية:

1- للتخلص من الدم المتجمع بسبب النزف لإزالة الضغط عن الدماغ.
2- لإصلاح الأوعية الدموية في حال النزف الناجم عن التشوهات الشريانية الوريدية أو أمات دم.

المعالجة الدوائية الوقائية:

المعالجة التأهيلية

أ- معالجة النطق:
لاستعادة القدرة على الكلام بالتدريب على كيفية السيطرة على عضلات التنفس والأكل والشرب والبلع.
ب- المعالجة الفيزيائية:
لاستعادة التوازن والقدرة على استخدام اليدين والساعدين والأطراف وتحسين الضعف العضلي وغيره.
ج- المعالجة الوظيفية أو المهنية (Occupational Therapy):
لاستعادة النشاطات والممارسات الحياتية اليومية الاعتيادية.
د- المعالجة الإدراكية (Cognitive Therapy):
تساعد في حالات اضطراب الذاكرة وفي النشاطات التي تتطلب التركيز.

تدابير مهمة للوقاية

1- السيطرة على ارتفاع ضغط الدم.
2- خفض كمية الكوليسترول والشحوم المشبعة في الطعام.
3- ضبط الداء السكري بالحمية والنشاط الفيزيائي وإنقاص الوزن والأدوية.
4- السيطرة على الوزن.
5- الامتناع عن التدخين.
6- تناول الحمية الغذائية الغنية بالخضروات والفواكه: وأفضل حمية غذائية هي حمية الشرق الأوسط.
7- ممارسة الرياضة والنشاط الفيزيائي بشكل منتظم.
8- تجنب المخدرات.
9- معالجة توقف التنفس الانسدادي في أثناء النوم.