اليوغا بديل للبوكتس
العدد 160 - 2024
يزداد قلق الأمهات بعد الولادة، وتكثر الأمور التي قد تسبب لهن التوتر كتغيير الروتين، والتأقلم مع الطفل الجديد والوزن الزائد خلال فترة الحمل وغيرها، وفي الواقع فإن الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل في غاية الأهمية لنموه ، ولصحة الأم النفسية والجسدية، لهذا يؤكد خبراء الصحة ضرورة الاهتمام بالغذاء الصحي المتوازن والصحة النفسية للأم، والتي بدورها تؤثر بشكل مباشر على الرضاعة الطبيعية.
لذا يجب الحرص على تناول كمية كافية من السعرات الحرارية خلال اليوم وتنوع الطعام فيها، بحيث يشتمل على جميع العناصر الغذائية الرئيسة، وهي النشويات والبروتين والدهون الصحية؛ والاهتمام بتناول الغذاء من مصادره الطبيعية بأقل نسبة تصنيع كالخضراوات والفواكه الكاملة، وتجنب والمعلبات والمواد المكررة في الأغذية، كما أن التوازن والتنوع مطلوب للحصول على أفضل كمية من المعدان والفيتامينات الضرورية لصحة الأم والطفل.
عادة ما ينصح متخصصو التغذية الأمهات المرضعات باتباع نظام غذائي متوازن وعدد سعرات حرارية كافية تسهم في إنتاج الحليب للطفل، حيث إن استهلاك سعرات حرارية أقل يؤثر على إدرار الحليب، وعدد السعرات الإضافية تعادل وجبتين خفيفتين أو ثلاثاً، أي ما يعادل 330 سعرة حرارية إلى 400 سعرة حرارية.
خلال فترة الحمل يزيد وزن الأم بشكل مختلف حسب طبيعة الجسم والحالة الصحية، وبعض الأمهات بعد الولادة يقمن فوراً باتباع نظام غذائي قاسٍ لإنقاص الوزن الزائد لديهن، وهذا بالطبع ينعكس بالسلب على صحة الأم الجسدية والنفسية وعلى الرضاعة الطبيعية، فمن الأفضل أن يكون التخلص من الوزن الزائد بشكل تدريجي؛ فالوزن الذي تم اكتسابه على مدى تسعة أشهر يحتاج لوقت ونظام غذائي مدروس للتخلص منه، لذا يفضل استشارة متخصص تغذية للمساعدة في وضع نظام غذائي مناسب للأم المرضع، دون أن يؤثر على صحتها العامة أو إدارار الحليب.
في بعض الحالات، عندما يكون الوزن زائداً بشكل كبير، لا تحتاج الأم إلى زيادة في عدد السعرات الحرارية بشكل إضافي، إذ يكفي فقط الاحتياج اليومي للسعرات الحرارية حسب الطول والوزن والعمر، والأخذ بعين الاعتبار الحالة الصحية للأم. ومن الجدير بالذكر أن الرضاعة الطبيعية تسهّل بشكل كبير خسارة الدهون الزائدة عند الأم بشكل ملحوظ.
تناول المكملات الغذائية والفيتامينات بعد الولادة قد يكون ضرورياً لبعض الأمهات وخصوصاً المرضعات، ويفضل دائماً استشارة الطبيب المختص لوصف المكملات والفيتامينات المناسبة حسب الحاجة وبعد إجراء الفحوصات المخبرية المطلوب، فتناول المكملات الغذائية أو الفيتامينات بشكل عشوائي أو بكميات كبيرة غير محسوبة قد يتسبب بنتيجة عكسية.
تعتبر الأسماك مصدراً جيداً للبروتين والدهون النافعة، ولكن كثرة استهلاك الأسماك العالية بالزئبق تؤثر على الجهاز العصبي للرضيع من خلال استهلاكه لحليب الأم. كما تنصح الأم المرضع بتقليل الكافيين الذي يوجد في القهوة، الشاي، المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، الشوكولاته وبعض المكملات الغذائية، إلى 300 ملجرام أو أقل في اليوم أي ما يعادل 2-3 أكواب من القهوة، حيث إن بعض الدراسات أثبتت ظهور أعراض مختلفة كسوء نمط النوم والعصبية والإنزعاج على الرضع الذين تستهلك أمهاتهم كميات كبيرة من الكافيين خلال اليوم.
وكذلك ينصح بتقليل استهلاك الأغذية المسببة للغازات كالقرنبيط والملفوف وبعض أنواع البقوليات كالفول، لأنها قد تؤثر بشكل سلبي على بعض الأطفال وتزعج الجهاز الهضمي لديهم.
التعليقات